ترجمة: أمين خلف الله
يديعوت أحرنوت
رونين بيرجمان
قبل بضعة أشهر، وفي إحدى المناقشات العديدة التي أجراها فريق التفاوض الإسرائيلي، جرت محاولة لإيجاد حل لما كان يسمى آنذاك “المصرف” – الطريق الذي شقته إسرائيل من الشرق إلى الغرب، على طول محور نتنساريم. المحور الذي يقسم القطاع بين مدينة غزة، الجزء الشمالي، ومخيمات الوسط، خان يونس ورفح، وكان السؤال المطروح هو كيفية التوفيق بين مطلب حماس الواضح بالانسحاب الإسرائيلي من المحور، أو على الأقل جزء منه، والمطلب الذي شاركه فيه الجيش في ذلك الوقت، بمواصلة السيطرة على محور نتنساريم ، للتحقق من الأشخاص الذين سيعودون إلى مدينة غزة.
وبحسب مصدرين أمنيين، كلف نتنياهو هذا الأسبوع فريق التفاوض بأن يعرض في القاهرة المخطط التي قبلها لحل قضية محور نتساريم، وهي نفس الفكرة التي تم رفضها في الماضي: حفر خنادق عبر الطرق التي تعبر نتساريم من من الشمال إلى الجنوب بشكل لا يسمح بمرور المركبات، وتحويل المركبات التي تطلب العبور إلى الشرق، باتجاه المنطقة الأمنية (منطقة عازلة فرض وقائعها الجيش الإسرائيلي على طول حدود قاع غزة ) حيث ستمرر على الفحص وتدخل شمالاً.
لقد سبق أن نوقش هذا الحل كما ذكرنا في الماضي وتم حذفه من جدول الأعمال لأسباب مختلفة – وقت طويل للتنفيذ، كما أنه سيخرب السبب الذي من أجله تم إنشاء المنطقة الامنية وسيخلق عبئا كبيرا على حركة الفلسطينيين هناك، وفوق ذلك كل شيء – لا توجد فرصة لقبوله من قبل حماس أو الوسطاء. لقد أبلغ فريق التفاوض نتنياهو بالفعل بأنه يعارض هذا الاقتراح بشدة، لكن رئيس الوزراء أصر على تقديمه إلى الوسطاء، الذين رفضوه رفضا قاطعا، كما كان متوقعا.
لماذا وافق نتنياهو؟
في الخلفية: بعد الإصرار على استحالة الانسحاب من نتساريم، غير الجيش الإسرائيلي رأيه في نهاية شهر مارس/آذار وقرر وضع الأسرى في مكان أعلى من مسألة الأسلحة التي قد يأخذونها إلى الشمال، والتي بالاصل مشبعة بالأسلحة تحت الأرض على أي حال – وأيدت الانسحاب من محور نتنساريم، وبعد ضغوط شديدة، وافق نتنياهو على صياغة المخطط الذي أصبح مصيري، ذلك الذي قدمته في 27 مايو/أيار، وهو أن تنسحب إسرائيل من مطالبها بإنشاء آليات أو. إبقاء قوات
كل ما كان واضحاً هو أنه لا توجد فرصة لأن تبتلع حماس، وأنها ستكتفي بالبيان المعلن بأن أولئك الذين سيمرون سيكونون غير مسلحين بعد أن قبلت حماس فعلياً بمعظم الخطوط العريضة لـ 27 مايو
نتنياهو أمر ممثليه بإعلان أن الطريقة التي سيتأكدون بها من عدم مرور المسلحين “سيتم تحديدها باتفاق الطرفين”، وأعيد فتح القضية.
وإذا لم يوقف ذلك المفاوضات بما فيه الكفاية، فإن كبار المسؤولين في المؤسسة الامنية، الذين لديهم معرفة كبيرة بقضايا المفاوضات، زعموا هذا
الأسبوع أن مكتب رئيس الوزراء قرر الزج بمسألة حفر الخنادق عبر المحور وعمليات التفتيش في المنطقة الأمنية ( العازلة) – الأمر الذي قد يؤدي إلى أشهر عديدة من المفاوضات العقيمة.
وقال شخص يقضي، بحكم منصبه، ساعات طويلة في لقاءات مع نتنياهو. “سرعة منخفضة، محايدة”، “الناس، وربما أيضا جزء من فريق التفاوض، يبذلون طاقة هائلة، وقلبي لهم، وأكثر من ذلك بكثير لأسر الأسرى، الذين يعتقدون أنهم إذا تمكنوا من تفكيك هذا القسم، أو تجاوز العقبة الموجودة في هذا القسم الفرعي، أو إيجاد آلية رقابة وتحكيم للقضية محل النزاع بين إسرائيل وحماس – لأنه بعد ذلك ستأتي أيام جيدة، وسيقتنع نتنياهو، وسيقتنع السنوار، وستكون هناك صفقة. لا أفهم أنه بمجرد حل هذا البند، سيطرح نتنياهو على الفور عقبة أخرى، وبمجرد حل هذه العقبة، ستظهر عقبة أخرى،
وأضاف: “الأمر أشبه بإجابة حماس الأخيرة على مخطط 27 مايو/أيار، وهي إجابة اعتقدها كل من يتعامل مع الموضوع من المؤسسة الأمنية، أنها جيدة وتقدم نحو التوصل إلى اتفاق، ثم جاءت “رسالة التوضيح” التي فرضها نتنياهو”. وأضاف: “علينا أن نخضع في روما، الأمر الذي أدخل المفاوضات في دوامة عميقة”.
ماذا يريد السنوار؟
وقال “لا أعرف ماذا سيفعل السنوار. يعتقد بعض الوزراء أنه يريد فقط حربا إقليمية، والاتفاق لن يفيده”. “لست متأكدا على أي أساس يستند هذا. أنا متأكد من أن السنوار كان متفائلا عندما تم توقيع الاتفاق الأول في تشرين الثاني/نوفمبر، عندما اعتقد أن إسرائيل لن تعود إلى القتال، وكان أيضا مليئا بالحزن عندما سمع أن إسرائيل عادت إلى القتال وكان من الواضح أن وقف إطلاق النار الدائم كان اهتمامه الأول في ذلك الوقت، وأعتقد أنه كذلك حتى الآن
“على أية حال، نحن، إسرائيل، لم نضعها على المحك، عندما خلقنا المواقف، عندما خلق نتنياهو مواقف، والتي كانت بوضوح الطريقة الأضمن لعدم التوصل إلى اتفاق، ليس الآن – وليس على الإطلاق. في عالم آخر”. كنت أعتقد أنه من الجيد والممتاز الاستمرار في إنهاك حماس، لكن هناك العشرات من الأسرى في هذا العالم وأعتقد أنه يجب أن تكون لهم الأولوية”.
مسؤول كبير في إحدى الدول التي تتوسط في المفاوضات عرّف ما يجري في القاهرة بـ«الإنعاش المصطنع»، رغم أن هذا التعريف قد يظلم ما نجح اجتماع القاهرة في تحقيقه، وهو استمرار زخم المفاوضات. من الأفضل الجلوس والتحدث بدلاً من عدم التحدث، ومن الممكن أن تؤدي المحادثات الوثيقة على مستوى منخفض بين حماس وإسرائيل إلى تسوية الخلافات التكتيكية في وقت قصير نسبياً، ومناقشة النقاط التي لا يمكن بدونها التوصل إلى اتفاق – هوية الأسرى المفرج عنهم بالنظر إلى حق النقض، وما إذا كان سيتم ترحيلهم وأين سيتم ترحيلهم، وأكثر من ذلك.
غير الوسطاء الاتجاه
لكن “الواجهة وكأنها تقدم حقيقي”، بحسب الوسيط، هي أن الوسطاء قرروا تغيير الاتجاه. وبدلاً من مهاجمة نقاط الخلاف الرئيسية، على سبيل المثال، إصرار حماس على المادة 14، التي من شأنها أن تبتز إسرائيل حتى لا تتمكن من العودة إلى القتال، بصيغة تتناقض مع ما تلقاه مجلس الأمن، وجزئياً بسبب “رسالة التوضيح” من نتنياهو.
قرروا في هذه اللحظة التعامل مع ما تم الاتفاق عليه بالفعل، على الأقل فيما يتعلق بإطاره، لتوليد النشاط – يذهبون ويأتون . نذهب إلى الطابق حيث يتواجد أفراد حماس في منشأة المخابرات المصرية، ونعود إلى الفريق الإسرائيلي، ويأتي رئيس وزراء قطر ويذهب، ورؤساء الأجهزة الإسرائيلية والأمريكية، يأتون ويذهبون – وتأجيل لتاريخ غير معروف التعامل مع المسائل المركزية – محور نتساريم، محور فيلادلفيا، معبر رفح، قوائم أسماء الاسرى الأحياء الذين تطالبهم إسرائيل مقدما، المادة 14 بشأن مدة وقف إطلاق النار ونقاط أخرى.
المسودة الأخيرة
وهناك من في الفريق الأميركي والإسرائيلي من يقول إن هذه القضايا الصعبة، بما فيها إصرار المسؤولين الإسرائيليين على حفر خنادق في محور نتساريم، لا يمكن حلها إلا بطريقة واحدة، وهي الخطة التي سيتم الاتفاق عليها بين الوسطاء الثلاث. وسيتضمن ما يعتبرونه حلا وسطا معقولا لجميع نقاط الخلاف، وسيقدم في الوقت نفسه لنتنياهو والسنوار. سيتم تقديم هذا كمسودة نهائية، وتهديد ضمني أو صريح لكل من لا يوافق، بأنه سيتم الإعلان عنه باعتباره رافضًا وكشخص لا يوجد اتفاق معه. يوجد في هذه الخطة عنصر سري من شأنه أن يخفف على الأقل بعض المشاكل، كما نشر نداف إيال هنا الأسبوع الماضي : آلية التنفيذ والإشراف والحكم التي ستكون الأمم المتحدة عضوًا فيها أيضًا، والتي ستكون مسؤولة بالنسبة للاتفاق برمته، وخاصة الأجزاء المتنازع عليها، ألا يعبر مسلحون من الشمال إلى الجنوب، وألا تكون هناك أنفاق تحت محور فيلادلفيا.
وهذا البرنامج هو استمرار للمفاوضات التي يجريها الوسطاء فيما بينهم في معظم الأوقات. هناك الكثير من حسن النية بداخله ولكن من الصعب أن نرى كيف سيتم ذلك. ولكي يعرف الوسطاء ما يمكن أن يكون الخطوط العريضة التي سيتم تمريرها بطريقة أو بأخرى، فإنهم بحاجة إلى إجراء مفاوضات مع الأطراف، ولكن على الأقل لا يُسمح للفريق الإسرائيلي بالتفاوض على الإطلاق خارج الخطوط الصارمة للتفويض التي تكاد تكون معدومة والتي يحددها نتنياهو.
منذ حل مجلس الوزراء الحربي، لا يحتاج رئيس الوزراء إلى نقل المفاوضات إلى أي منتدى، طالما لا يوجد اتفاق، وهو حاليًا مسؤول بشكل مباشر وحيدًا، وليس من قبيل الصدفة، عن اثنين من أعضاء مجلس الوزراء الثلاثة. الفريق المفاوض – رئيس الموساد ورئيس الشاباك، دون أن ينسوا ان يكون لوزير الجيش. هناك مقعداً في المدرجات للإحاطة، ناهيك عن تفويض لتحديد التفويض.
شاهد: الاحتلال يصيب فلسطيني من ذوي الاعاقة بجروح خطيرة على حاجز قلنديا بالضفة
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
وحتى لو جاء مثل هذا العرض، فهل سيخشى السنوار من العار العالمي؟ فهل يستسلم نتنياهو، الذي يواجه مثل هذه الانتقادات اللاذعة، غير المسبوقة في تاريخ البلاد، من أهالي وأفراد عائلات الأسرى، تحت هذا الضغط؟ أو ربما يكون هذا الطريق محكوم عليه بالفشل مقدما وعلى الوسطاء أن تجد روافع جديدة للضغط على الطرفين، على أساسها يرتفع الاتفاق أو يهبط، ومصير الأسرى، وهل ستفتح الصفحة الجديدة أم لا؟ في التاريخ الكئيب جدا للمنطقة.