اعتبر المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق (2011: 2014)، رئيس حزب “حراك تونس الإرادة”، أن هجوم قائد قوات شرقي ليبيا، خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس يستهدف كلا من الحراك الشعبي في الجزائر والأمن القومي في تونس، إضافة إلى السلطة الشرعية الليبية.
واليوم، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وأعلنت قواته بسط سيطرتها “الكاملة” على مطار طرابلس الدولي، للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وكتب المرزوقي، في تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك”: “هجمة حفتر على طرابلس لا تستهدف فقط السلطة الشرعية المعترف بها دوليا (حكومة الوفاق)، وإنما تستهدف حراك الجزائر والأمن القومي في تونس”.
وأضاف: “هي تستهدف الحراك في الجزائر بغية إرباكه بحالة حرب على الحدود يمكن استغلالها لصالح قوى الثورة المضادة المحشورة اليوم في الزاوية”.
وأجبرت احتجاجات شعبية الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة (82 عاما)، الذي يحكم منذ عام 1999، على سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة، ثم تقديم استقالته، الثلاثاء الماضي، بينما تتواصل الاحتجاجات مطالبة بإبعاد كل رموز نظام بوتفليقة.
وتابع المرزوقي: “كما تستهدف الأمن القومي في تونس ومحاولة زعزعته تحسبا لانتخابات في غير صالح المنظومة التي جاءت بها الثورة المضادة للسلطة”.
وتشهد تونس انتخابات تشريعية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ثم رئاسية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وشدد المرزوقي على أن هجمة حفتر “تستهدف روح الربيع العربي، الذي عاد عبر الحراك في الجزائر وفي السودان ليقض مضجع الطغاة العرب هم الذين تصوروا أنهم تخلصوا من الكابوس”.
وأردف: “ولأنهم أعجز من مقاومة هبّة شعوب المواطنين وإيقاف مجرى التاريخ فإن الهزيمة النكراء ستكون نصيب صنيعتهم هذا العسكري الفاشل على امتداد تاريخه”.
ومضى قائلا: “سيلقنه أحفاد عمر المختار (المقاوم الليبي الشهير 1858 و1931) درسا لن ينساه لا هو ولا من زجّوا به في مغامرة تدّعي وقف بل عكس مجرى التاريخ”.
وجاء التصعيد العسكري من جانب حفتر رغم تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار في مدينة غدامس جنوب غربي ليبيا، بين 14 و16 أبريل/ نيسان الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع.
ومنذ 2011، يشهد البلد الغني بالنفط صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في الغرب وحفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).
المصدر/ الأناضول