أمين خلف الله- غزة برس:
في تقرير لصحيفة هارتس العبرية حذر مسؤولون كبار في المنظومة الأمنية للاحتلال قيادتهم السياسية من أن استمرار عنف المستوطنين سيؤدي إلى الفوضى وفقدان السيطرة في المنطقة.
على الرغم من هذه التحذيرات إلا أن أجهزة امن الاحتلال اعتقلت فقط عن ثلاثة من المستوطنين الذين شاركوا في الاعتداءات على الفلسطينيين
وتشكوا أجهزة امن الاحتلال من الشاباك والجيش والشرطة من نقص في القوى العاملة ونقص المعلومات الاستخباراتية مما يجعل التعامل مع المستوطنين المعتدين أمراً صعباً. حسب زعمهم
كما تلقى أجهزة امن الاحتلال باللوم على “روح القائد” المحرضة في القيادة السياسية التي تقول إنها تؤدي إلى التدهور، خصوصا بن غفير باعتباره أحد المسؤولين الرئيسيين عن التحريض.
كما أوضح مسؤولون أمنيون كبار اتصلوا بقادة أحزاب سياسية في الأيام الأخيرة في كيان الاحتلال أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، فإنه سيؤدي إلى اندلاع مواجهات أيضًا من جانب الجمهور الفلسطيني، الذي تجنب حتى الآن المواجهات مع الأجهزة الأمنية للاحتلال وفق وقلهم.
في الأيام الأخيرة، تعرض الفلسطينيون لموجة من الاعتداءات نفذها عشرات المستوطنين بمعرفة وتشجيع نتنياهو وشركائه واظهر جيش الاحتلال عجزا مقصودا أمام هجمات المستوطنين
ويوم الثلاثاء أضرم 200 مستوطن، بعضهم مسلح، النيران في منازل وسيارات في قرية ترمسعيا وسط الضفة الغربية، والمناطق الزراعية على أطراف القرية، وقدرت مصادر في أمنية للاحتلال أن حوالي 15 منزلاً تضررت جراء الحرق العمد. وإشعال النيران في حوالي 30 سيارة، ولم يتم حتى الآن اعتقال أحد للاشتباه في تورطه في الأعمال.
“يجب على كل أم “عبرية” أن تعرف لماذا يواصل قادة “الجيش الإسرائيلي” ارتكاب جرائم جنسية”
“انتقام سياسي”: المتهم بالتحرش الجنسي بسارة نتنياهو يرد على الاتهامات
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وبعد خروج المستوطنين من القرية، اندلعت مواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين، مما أدى لاستشهاد عمر جبارة برصاص الاحتلال .
لاحقًا، في الليلة الواقعة بين الأربعاء والخميس، أضرم مستوطنون قدموا من مستوطنة يتسهار النار في مدرسة في قرية عوريف وحاولوا أيضًا إشعال النار في منازل ومسجد ومزقوا مصاحف المسجد وألقوها في الشارع
. وفي قرية جالود أمس، أصيب فلسطينيون بجروح جراء هجوم شنه عشرات المستوطنين، فضلا عن أضرار لحقت بممتلكات القرية وأعلنت المصادر الفلسطينية عن وقع عشرات الإصابات بين من رصا المستوطنين والاعتداءات
تحاول الأجهزة الأمنية للاحتلال القاء المسؤولية إلى بعضها البعض، وتزعم أنها لا تملك القدرة على التعامل مع نطاق الحوادث. يشير الجيش الإسرائيلي إلى نقص الأفراد المؤهلين للعمل ضد السكان اليهود ويضيف الشاباك أن هناك نقصًا في المعلومات الاستخبارية حول مثيري الشغب.
وقال مسؤول أمني كبير لصحيفة “هآرتس”: “لا نملك القوات للتعامل مع جميع حوادث الجرائم القومية”. وأضاف أنه “عندما تقع عشرات الحوادث في اليوم – حتى لو كانت لدينا معلومات استخبارية مسبقة عن نية الوصول إلى مكان معين، فلا يمكننا تقديم الرد المناسب”.
وبحسب قوله، “تركز الجهود على عدم وقوع إصابات في أي جانب”.
في الوقت نفسه، قال مصدر آخر إن ذلك يرجع إلى إعطاء الأولوية لكبار المسؤولين الحكوميين، الذين “ليس لديهم دافع” لتحويل القوى الماهرة للتعامل مع المشاغبين من المستوطنين.
كبار المسؤولين الأمنيون يتهمون بشكل رئيسي كلا من بن غفير وسموتريتش بانهم وراء حالة الفوضى الأمنية بالضفة .
سموتريتش – بصفته مسؤولاً عن الإدارة المدنية – يتصرف بغير تنسيق مع قوات الاحتلال فيما يتعلق بالبؤر الاستيطانية غير القانونية.
البؤر الاستيطانية الجديدة التي أقيمت بتشجيع منه تجعل من الصعب في كثير من الحالات على جنود الاحتلال التركيز على التصدي للعمليات في الضفة الغربية.
كما أن بن غفير ليس في عجلة من أمره لزيادة قوات شرطة الاحتلال في الضفة الغربية، في حين أن ترتيب الأولويات الذي قدمه للشرطة ركز فيه كل جهود أجهزة وزارته في مواجهة المظاهرات الاحتجاجية الداخلية
ومن الأمثلة البارزة على ذلك تحويل كتيبة من حرس الحدود التي كانت متمركزة في يتسهار بعد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون على حوارة إلى نشاط ضد المظاهرات الاحتجاجية وضد فلسطيني 1948
ووفقا للصحيفة العبرية فقد أدى وجود شرطة الاحتلال في المستوطنة إلى انخفاض كبير في حوادث الإجرام القومي. في شمال الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر.
وقال مسؤول كبير “إذا لم يتم اتخاذ قرار بجلب قوات كبيرة من حرس الحدود للتعامل مع هياج هؤلاء المتطرفين، فسنصل إلى حدث قد يشعل النار في المنطقة بأكملها”. وسيبدأ في الضفة الغربية لكنه قد يصل أيضا إلى غزة وما وراءها “.
وحذر مصدر آخر من أنها” عشرات الأحداث مع مئات مثيري الشغب. وعلى الحكومة أن تتخذ قرارا بأنها تريد وقف هذا العار وإعطاء الأولوية لهذه الأحداث وواضح أنه في الوقت الحالي لا يبدو أن هناك نية من هذا القبيل.