الرئيسية / العالم / بين التوتر والحلف الاستراتيجي حقيقة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل 

بين التوتر والحلف الاستراتيجي حقيقة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل 

أمين خلف الله- غزة برس:

زياره رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي الى كيان الاحتلال  وإلقائه خطابا أمام الكنيست جزء من سلسله زيارات قام بها مسؤولون أمريكيون في إدارة بايدن، من بينهم مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكين وقائد أركان الجيش الأمريكي ورئيس السي أي أيه،   رغم  ما اعلن عنه بايدن قبل عدة أسابيع انه لن يرغب بدعوة نتنياهو للبيت الأبيض في الوقت القريب.

“الكتف الباردة”، “العلاقات المتوترة” التي يصف بها البعض العلاقات الأمريكية  مع الكيان بعد عودة نتنياهو إلى الحكم يعزو البعض سببها التوتر في العلاقات بين بايدن شخصيا ونتنياهو  ولكن العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين لم تتأثر والذي عكسته تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي للعدو تساحي هنغبي قي لقاء قبل أيام مع القناة ال12 العبرية، رغم اعترافه أن عدم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض سببها التعديلات القضائية.

ولكن هذه العلاقات الأكثر حميمية، التي وصفها هنغبي أثرت حقيقة على قدرة الولايات المتحدة، لتكون رافعة ضغط ومحفز لعلاقات علنية مع السعودية – صحيح أن الأوضاع الداخلية في الكيان  ساعدت على إحجام الدول التي كان يتوقع أن تقدم على خطوة التطبيع العلنية مع الاحتلال بعد انتخاب نتنياهو- وبدل من ذلك إعلان عودة العلاقات بين الرياض وطهران برعاية صينة وهي رسالة واضحة الى تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وتحويل اللعب على التناقضات التي ساعد على صمود دولة الاحتلال كل هذه الفترة في المنطقة كما  أن أحلام الاحتلال في المنطقة خصوصا إعلان تطبيع والاستفراد بالسعودية اصبح عليه علامات استفهام واضحة.

في حين كان  للدور التحريضي الذي قامت به حكومة نتنياهو وقبلها حكومة بينت بالضغط على واشنطن لرفض التوقيع على الاتفاقية الجديدة بخصوص الملف النووي الإيراني، دور في سرعة عودة العلاقات السعودية الإيرانية  رغم  الدور الإيراني بما يحدث من حرب ين روسيا وأوكرانيا في تجميد  الاتفاق النووي الجديد والتي  استفادت منها ايران في الوصول الى كميات مناسبة ب مستويات تخصيب تصل الى 90% لتصبح دولة عتبة نووية باعتراف الاحتلال.

كما أن لاستطلاعات الراي الداخلية الأمريكية بين زيادة التعاطف مع للقضية الفلسطينية ورسائل التحذير الكثيرة التي اطلقها القادة اليهود في أمريكا لنتنياهو وشركائه من الخطر الذي تشكله التعديلات القضائية على مستقبل الكيان وعلى العلاقات  بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد دور الطغمة اليمينية  للانحدار نحو الديكتاتورية.

في المقابل العلاقات الأمنية المتوترة ( علنا) التي كان لوصول سموتريتش لمنصب وزير للجيش في وزارة الجيش مع غالانت ومسئوليته عن ملف الاستيطان وتصريحاته بمحو حوارة وأيضا تصريحات بن غفير وإجراءاته على الأرض ليس في ملف الاستيطان فحسب بل أيضا هدم منازل المقدسين والمجاز بحق الفلسطينيين  صحيح، أنها دفعت الولايات المتحدة لتبني قمتي العقبة وشرم الشيح لوضع اطار تعاون محدث بين أجهزة الأمن للسلطة والاحتلال والمنطقة لوأد انتفاضة الشعب  الفلسطيني الجديدة ومقاومته في الضفة والقدس وغيرها ولكن سبقها تصريحات شديدة اللهجة من المطبعين ومن الولايات المتحدة التي تعتبر  أن شركاء نتنياهو هم اصل الشر وهو  صاعق التفجير الذي يمكن أن يفجر الأوضاع في الإقليم ككل.

ولكن يجب أن نلفت الانتباه ا لان نتنياهو يلعب على وتر التناقضات داخل المجتمع الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين مثل دوره  للضغط على الرئيس الأمريكي السابق اوباما  ما في ما له علاقه بالقضية الفلسطينية وكيف دعاه النواب الجمهوريين الى الكونغرس والقى خطابه الشهير اذا كان في الهجوم بشكل واضح ومباشر على الرئيس الأمريكي باراك أوباما

وهذا الأمر ينسحب أيضا على الزيارات في زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي ( الجمهوري) والذي صرح في مقابلة مع صحيفة “يسرائيل هيوم” بأنه إذا لم يدع الرئيس بايدن نتنياهو إلى البيت الأبيض، فإنه (مكارثي) سيدعو نتنياهو إلى الكونغرس.

في نفس الوقت كان للتسريبات لاتهامات وزير قضاء الاحتلال ياريف ليفين كما نشرها موقع والا العبري حول الدور الأمريكي في دعم الاحتجاب ضد حكومة نتنياهو وضد التعديلات القضائية ما يذكرنا بالتعنيف الذي تعرض له سفير الاحتلال  من قبل الخارجية الأميركة بسبب اتهامات  ذكرها مسئول  في حكومة نتنياهو حول محاولات أميركة للانقلاب على نتنياهو. كما تأتي  تسريبات ليفين ضمن حالة التجاذب الداخلية في الليكود والتي  وصلت ذروتها  اليوم الاثنين خلال اجتماع أعضاء الليكود مع نتنياهو، والاتهامات المتبادلة بالأثر السلبي للتعديلات القضائية على حظوظ الليكود والتي ظهرت خلال الاستطلاعات الأخيرة ليصبح الليكود الحزب الثاني حجما بعد حزب غانتس وليصبح نتنياهو اقل ملائمة لمنصب رئاسة الوزراء من غانتس ومساويا للبيد.

“يجب على كل أم “عبرية” أن تعرف لماذا يواصل قادة “الجيش الإسرائيلي” ارتكاب جرائم جنسية”

“انتقام سياسي”: المتهم بالتحرش الجنسي بسارة نتنياهو يرد على الاتهامات

هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية

  صحيح أن التسريبات والصراع الداخلي في الليكود وانجرار نتنياهو وراء مطالب وابتزازات شركائه بخصوص التعديلات القضائية رغم محاولته فرملة الاحتجاجات الداخلية والتي وصلت الى عصب الكيان صفوف الاحتياط والوحدات القتالية الحساسة فدعا الى الحوار بعد تجميد التعديلات مع حملة ضخمة للقاءات مع وسائل الإعلام الغربية لتوضيح ماهية التعديلات  والدفاع عن خطواته كحملة علاقات عامة

الزيارات التي يتوقع أن تشهد زيادة من قبل قادة من الحزبيين المتنافسين وقادة في إدارة  بايدن خلال الفترة القادمة قد يكون للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024  دور في إعادة تجديد التحالفات وإعلان الولاء لاستغلال ثقل اللوبي اليهودي في الويلات المتحدة ودوره ومنظماته المختلفة كأقوى  جماعات الضغط

لذا  يجب ألا ننسى أن العلاقات الأمريكية مع الاحتلال هي علاقات استراتيجية على كافة  المستويات وما تبادل الأدوار في مواقع الضغط والابتزاز وخلط الأوراق في المنطقة بين الطرفين ببعيد.

وحتى الخلافات المعلنة لن تؤثر حقيقة على العلاقات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية و دور إدارة بايدن في انقاد رقبة حكومة نتنياهو الحالية من قرارات إدانة قاسية من مجلس الأمن الدولي بعد مجازر في الضفة الغربية وحرق حوارة والاستيطان والاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: