الرئيسية / العالم / إسرائيل بحاجة إلى أوروبا لقتل السباق النووي الإيراني

إسرائيل بحاجة إلى أوروبا لقتل السباق النووي الإيراني

ترجمة: أمين خلف الله

اللواء (احتياط) تامير هايمان

 مدير معهد دراسات الأمن القومي INSS، الرئيس السابق لـ “أمان”

تصريح الرئيس بايدن (من الشهر الماضي) بأن الاتفاق النووي مع إيران مات وصف غير دقيق للواقع. إذا حاولنا أن نكون دقيقين، فيمكن تسمية الاتفاق النووي بـ “الميت الذي يمشي”.

لا تزال الاتفاقية قائمة لأنه حتى بعد خروج الولايات المتحدة منها، ما زالت الدول الأوروبية موقعة عليها.

وهذا يعني أنه حتى لو من وجهة نظر الولايات المتحدة التي شددت مواقفها مؤخرًا، بان الاتفاقية قد ماتت فان أوروبا لا تزال موقعة عليها، لذلك ستستفيد إيران من جميع مزاياها، عندما يتم رفع القيود الإضافية وفق الاتفاقية ابتداء من عام 2025.

النظام الإيراني هو المستفيد الأكبر من الاتفاق النووي الذي أصبح “ميتا يمشي”. والسبب في ذلك هو أن إيران تواصل حشد القدرات في مجال التخصيب وهي على وشك أن تصبح قريباً دولة عتبة نووية.

تشدد الأمريكيون في مواقفهم لأن النظام الإيراني ليس مستعدا للتنازل عن قضية “القضايا المفتوحة”.

ويشير هذا إلى مطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقيق في المواقع التي تم العثور فيها على بقايا يورانيوم ولم يتم الإبلاغ عنها.

علاوة على ذلك، أصبحت إيران جزءًا أساسيًا من “محور الشر” بسبب مساعدتها الفعالة لآلة الحرب الروسية في أوكرانيا.

كما أن استمرار القمع العنيف للاحتجاج الواسع في شوارعها لا يعزز رغبة الأمريكيين في العودة إلى المحادثات. وخلافا للاتجاه الأمريكي، أكد الأوروبيون خلال الأيام الماضية على أهمية العودة إلى الاتفاقية.

لم تعد قفزة إيران إلى الأمام في البرنامج النووي في الأشهر الأخيرة تسمح بالعودة إلى الاتفاقية الأصلية، وهي خطوة أيدتها في الماضي وكانت مناسبة في ذلك الوقت، و كان من الصواب العودة إلى الاتفاق في ذلك الوقت بالنظر إلى أهون الشرين، لكن الواقع تغير بشكل كبير.

الخيار المفضل هو إنهاء الاتفاقية بالكامل، والوضع المؤقت الحالي يعمل فقط لصالح إيران فهي تكتسب قدرات نووية ولا تدفع الثمن في نفس الوقت.

مباشرة بعد إلغاء الاتفاقية، وبالتزامن مع إعداد الخيارات العسكرية، يجب على الولايات المتحدة والقوى العظمى العمل على وضع اتفاقية أفضل وأطول وأقوى على الطاولة، ولا يزال هذا هو الخيار المفضل لمنع قنبلة نووية إيرانية.

فلماذا لا يحدث ذلك بالفعل؟ بما أن الولايات المتحدة قد انسحبت بالفعل من الاتفاقية فالخيار الوحيد لدفنها يعتمد على الدول الأوروبية، ويجب على إحدى القوى الأوروبية أن تعلن أن لديها معلومات بأن إيران تنتهك الاتفاقية.

هذه ليست مشكلة لأنه لا يوجد في الاتفاقية أي بند تقريبًا لا تنتهكه إيران (في التخصيب، البحث والتطوير، أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، إلخ).

إنها مجرد مسألة إرادة، وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه حتى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أوفت إيران بعناية بكل بند فيه.

وقف هدر الوقت

وبمجرد إعلان إحدى الدول الأوروبية عن تلك الانتهاكات، سيؤدي ذلك إلى دفن الاتفاقية نهائيًا، وهذا يعني فرض عقوبات فورية من مجلس الأمن على إيران دون حق النقض للصين وروسيا، ولم يحدث هذا حتى الآن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاختلافات في الأساليب بين الولايات المتحدة وأوروبا.

ماذا يجب أن تفعل إسرائيل الآن؟

أولاً : أدرك أن التقاعس عن العمل هو أسوأ ما في العالم، إن استمرار الوقت سيقودنا إلى إيران نووية وأكثر خطورة بعد أن يتم أيضًا إزالة القيود المفروضة عليها  اليوم  بدءا عام 2025.

ثانيًا: تنشيط الإجراء الإسرائيلي لإلغاء الاتفاق النووي قبل لحظة “غروب الشمس” (يقصد لحظة رفع العقوبات عن إيران)، الذي يشير إلى رفع القيود عن إيران، حيز التنفيذ في عام 2025، وقبل أي حملة دولية واسعة، لأن إسرائيل بحاجة إلى الأوروبيين. لا ينبغي أن ننسى هذا فيما يتعلق بالجبهات الأخرى.

ثالثًا: إعداد خيار عسكري ذي مصداقية. لهذا الغرض، هناك حاجة إلى الدعم الأمريكي والتراكم المستمر لقدرات الجيش الإسرائيلي. ولهذا السبب فإن التعاون مع إدارة بايدن أمر بالغ الأهمية، وفي ضوء التقارير حول بعض المخاوف في الإدارة، يعتمد الكثير على تعيين نتنياهو كرئيس للوزراء الذي تعلق عليه واشنطن الآمال

رابعًا: إذا بدأنا العمل العسكري كخيار أخير تمامًا، يجب أن نستعد لحرب إقليمية واسعة تشمل حزب الله أيضًا، على الرغم من أن مثل هذه المعركة غير مؤكدة يجب على المرء أن يستعد لأسوأ سيناريو.

شاهد أيضاً

الحرب في غزة تسبب بتعقيد الجهود الأمريكية لمواصلة اتفاقات التطبيع

أمين خلف الله- غزة برس: إن الحرب في غزة تشكل اختباراً للعلاقات المعززة حديثاً بين …

%d مدونون معجبون بهذه: