شكلت زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن الى كيان الاحتلال والسعودية مروراً بسويعات مع رئيس السلطة الفلسطينية خلال الأيام الماضية انعطافة استراتيجية على مستوى كيان الاحتلال والمنطقة والتي كان لها من الأهداف العلنية والمخفية والتي ابرزها التطبيع مع السعودية وإقامة ناتو عربي صهيوني ضد ايران والاهم هو نفط الخليج
بايدن في الكيان
- احد الأهداف التي سعى اليها كيان الاحتلال هو تمويل قبة الليزر الاعتراضية ذات التكلفة العالية اضافة لحلب المزيد من الدعم العسكري خصوصا ما له علاقة بمنظومات الصواريخ
- إعلان بايدن لبيد أو ما اطلق عليه الاحتلال اعلان القدس والذي فيه تأكيد للالتزام الأمريكي الراسخ بالحفاظ على قدرة كيان الاحتلال على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات. وتؤكد الولايات المتحدة مجددًا أن هذه الالتزامات من الحزبين الامريكيين وانها مقدسة ، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب ، بل أيضًا التزامات استراتيجية مهمة للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها .
- الوثيقة تؤكد التعهد الامريكي بعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك أسلحة نووية ، وأنها مستعدة لاستخدام كل مكونات قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة. وتواصل الولايات المتحدة التأكيد على التزامها بالعمل مع شركاء آخرين لمواجهة اعتداءات وأنشطتها المقولة للاستقرار ، سواء التي تقوم بها بشكل مباشر أو من خلال حلفائها
- الدعم الذي اعلنت عنه الوثيقة والذي بلغ 39 مليار دولار إضافة للالتزام بإيجاد مساعدة إضافية لكيان الاحتلال في الدفاع ضد الصواريخ غير مذكرة التفاهم
- بناء هيكل إقليمي قوي” ناتو عربي إسرائيلي” وتعميق العلاقات بين كيان الاحتلال وشركائه الإقليميين وتعزيز الاندماج الإقليمي لكيان الاحتلال و توسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية “.
- مكافحة كل محاولات مقاطعة كيان الاحتلال أو نزع الشرعية عنها ، أو حرمانها من حق الدفاع عن النفس ، أو عزلها بشكل غير عادل في أي منتدى ، بما في ذلك الأمم المتحدة أو مجلس الأمن و محكمة الجنايات
- البنود السابقة هي بعض من بنود حوتها 4 صفحات هي اعلان لبيد وبينت والتي تعمل على تعزيز وترسيخ قوة كيان الاحتلال على كافة الجبهات وليس على المستوى العسكري فقط
- الزيارة جاءت على شكل هدية انتخابية للبيد ومعسكر اليسار والوسط مقابل معسكر اليمين رغم المصافحة الحارة التي تلقاها نتنياهو من بايدن في المطار وخلال اللقاء
- بايدن لم يغضب أي معسكر صهيوني ديني أو علماني يساري أو يميني بما له علاقة بالقضية لفلسطينية فقط ذكر حل الدولتين مع ذكر أن الظروف غير مواتية لأية تحركات باتجاه السلام أو مبادرات أو مؤتمرات أو لقاءات ذات علاقة
- ولم يتناول لا المستوطنات ولا تهويد القدس ولا حصار غزة ولا تحويل السلطة كوكيل امني فعلي للاحتلال دون أي مقابل سوى تصاريح عمل أو بطاقات في أي بي
- الزيارة جاءت تتويجا لجهود حثيثة خلال الفترة الماضية والتي كانت في أوجها في عهد ترامب بإعلان التطبيع مع عدد من الدول لعربية وصولا للتطبيع السري الذي تم في حينه وما إعلان فتح المجال الجوي السعودي للرحلات من الكيان واليه سوى قمة الجبل الجليدي لاتفاقيات امنيه وتعاون وعلاقات فعالة منذ سنوات طويلة يديرها بندر بن سلطان
السلطة الفلسطينية
- منذ انتخابه رئيساً ، امتنعت حكومة بايدن عن الانخراط فياي قضية ذات علاقة بالعملية السلمية بين “كيان الاحتلال” والفلسطينيين قدر الإمكان. وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN عشية الزيارة “إننا حريصون للغاية على تحديد الأهداف، أصبحت الحكومات السابقة متورطة لأنها وعدت ، وأهدرت الموارد والوقت ، وفشلت في الوفاء بها. لو كنا قد أطلقنا مبادرة سلام ، لما كان هناك أحد ليجلس على طاولة المفاوضات “.
- “سنناقش دعمي المستمر ، على الرغم من أنني أعلم أنه لن يحدث على المدى القريب ، في حل الدولتين الذي يبقى في رأيي أفضل طريقة لضمان المساواة. والحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين “.هذه نفس العبارات التي رددها بايدن في مطا بن غريون وأمام عباس ملقيا عن كاهله تنفيذ هذا العنوان البراق أو يكون له دور فيه تاركا الأمر كله للكيان ليفعل ما يشاء وكيفما شاء
- القضايا التي طرحها الفلسطينيون كانت عبارة عن ترداد لنفس العبارات منذ اكثر من ثلاثة عقود دون أن يكون هناك أي واقعية أو تغير في الخطاب وفقا للمستجدات والتي ختمها لقاء حسين الشيح اليوم الأحد مع نيويورك تايمز بأنه ليس لدى الفلسطينيين خيار سوى الاستمرار وفق الترتيب الحالي.
- رغم أن بايدن تحدث عن حل الدولتين في حدود 1967 وإمكانية تبادل الأراضي ،لكنه تخطي مسألة التنفيذ ولم يتطرق لمسألة مدى كون المشروع الاستيطاني عقبة أساسية وإلى أي مدى ستعرقل الإدارة خططًا مهمة لتوسيعه.
- وذكر القدس بأنها “مدينة لجميع سكانها”. لم يكن هناك ما يمكن الحديث عنه بشأن تحديد القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.
- من ناحية أخرى ، شدد في لقاء مع عباس على الجانب الإيجابي من الحكومة الذي لا يحرج كيان الاحتلال ، وذكر عدة مرات المساعدة الاقتصادية التي ستقدم للفلسطينيين – 316 مليون دولار منها 201 مليون سيتم تحويلها. مائة مليون الى مستشفيات القدس الشرقية و 15 مليون
- سياسية بايدن هي ذاتها سياسية ترامب تجاه الفلسطينيين “عمليا ، ليس هناك فتح لقنصلية أمريكية في القدس الشرقية ، ولا فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، وما زالت منظمة التحرير الفلسطينية تُعرف على أنها منظمة إرهابية في الولايات المتحدة. ولا تزال الإدارة الأمريكية تؤجل تقديم المساعدات المالية المباشرة للسلطة الفلسطينية ، وتتخذ الموقف الإسرائيلي من رواتب الأسرى الفلسطينيين وعدد من القضايا الأخرى “
بايدن والسعودية والإقليم
- تركز الأهداف الحقيقية لزيارة الرئيس ل”كيان الاحتلال” على تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية بين حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كيان الاحتلال والمملكة العربية السعودية. بايدن ليس من أتباع ترامب ولكنه مستعد لقبول ما يبدو واقعيًا بالنسبة له. حكومته مقتنعة بأنه يمكن جر “كيان الاحتلال” والمملكة العربية السعودية تدريجياً إلى التقارب والتطبيع.
- الزيارة جاءت في ظل تمرد بين قادة دول عربية من بينهم ” السعوديين الذين يقيمون علاقاتهم مع روسيا ، ويرفضون إدانة غزو أوكرانيا بشدة
- قمة جدة عقدت على خلفية تقارير عن تحالف دفاعي إقليمي محتمل في مواجهة أنشطة إيران وحلفائها و لا يزال المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون حذرين من المبالغة في هذه التطورات ، ويقللون من التوقعات سواء من حيث الوقت أو نطاق العمل
- التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وذللك للضغط على العراق بعد إصدار البرلمان العراقي قانونًا يحظر التعامل مع كيان الاحتلال ردًا على اتفاقات التطبيع وقد حث نواب بارزون من الأحزاب الأمريكية والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة بايدن على الضغط على العراق بشأن القانون ، لأنه قد يردع الدول الأخرى عن التطبيع مع كيان الاحتلال في المستقبل. يعتبر العراق جزء حيوي في تحالف دفاعي إقليمي مستقبلي ضد إيران وحلفائها في المنطقة.
- التقى بايدن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – ربما يكون الاختبار الأصلي لبادن لإعادة تقويم العلاقات مع دولة ما ، على الرغم من المخاوف بشأن حالة حقوق الإنسان فيها، ومن المتوقع أن يتبنى بايدن نفس سياسة الحكومات السابقة. وعلى الرغم من محاولته التوفيق بين مختلف الاعتبارات والحد من بعض المساعدات الأمنية السنوية التي تتلقاها مصر ، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بالرفض من قبل المسؤولين في كلا البلدين.
- والتقى بايدن برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتعهدت إدارة بايدن بمواصلة الترويج لصفقة الأسلحة البالغة 23 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ، والتي تشمل طائرات F-35 والطائرات بدون طيار الهجومية. مع حديث أن أول دولة ستستفيد من الليزر الدفاعي وهو المشرع المشترك بين كيان الاحتلال وأمريكيا ستكن الأمارات العربية
- شارك بايدن في قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3 GCC+3 ، إلى جانب الكاظمي والسيسي وبن زايد وقادة السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والأردن.
- ولكن الأهم من كل هذا ما جلب بايدن وتنازله عن لاءات اطلقها سابقا في تصريحات سابقة عن محمد بن سليمان وقضية اليمن والسيسي هو النفط وذلك للتخفيف عن حلفائه الأوربيين من الضغط الاقتصادي وتخفيف أسعار النفط والتي ارتفعت لأرقام غير مسبوقة منذ اكثر من عقد وما تبعها من ارتفاع في أسعار الطاقة والكهرباء والغذاء وهذا يشكل عبء كبير على الأوربيين والذين هم في خط الدفاع الثاني بعد أوكرانيا أمام الغزو الروسي
- ركز الرئيس بايدن على إقناع بن سلمان بزيادة إنتاج النفط ، للسماح بانخفاض أسعار الوقود الأمريكية ، وخاصة لمساعدة أوروبا التي تضيق حلقة نقص الطاقة حول رقبتها.
- زيارة بايدن في هذا الصدد هي جزء من خطوة أكبر تهدف إلى مساعدة أوروبا ، وخفض أسعار النفط وهذه الخطوة تشمل تجديد الاتفاق النووي مع إيران في محاولة للوصول إلى النفط الإيراني ، كما أنها تشمل تجربة الوفد الأمريكي الذي التقى نيكولاس مادورو من فنزويلا ، في محاولة للعثور على المزيد من مصادر النفط ، رغم قطع العلاقات في 2019.
- هذه البنية الجيوسياسية الجديدة التي يحاول الأمريكيون تأسيسها هي تجسيد لما كان هنا في الماضي. والتي كان يمثلها المظلة الدفاعية للأمريكيين التي تهيمن ، من بين أمور أخرى ، على دول الخليج ، وقد نجحت بشكل جيد في حرب الخليج الأولى.
- الخروج الأمريكي من أفغانستان ومن المنطقة وتسعى الولايات المتحدة بان تكون كيان الاحتلال من يملا مكانها عند دول الخليج من خلال انتتاج المظلة الدفاعية الإقليمية ضد الاحتلال الافتراضي ايران عبر تقديم خدمات أمنية ودفاعية وعسكرية هي بالأساس معتمدة على الصواريخ ومنظومات الدفاع الصاروخي والعمل الاستخباراتي وهذا معنى المعرض الأمني الذي كان في استقبال بايدن في مطار بن غريون وصولا الى أن يتولى كيان الاحتلال مسؤولية الأمن في حقول النفط في السعودية
- من غير المؤكد ما إذا كانت استجابة السعوديين ستؤدي إلى النتيجة المرجوة لبايدن فيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي وإلى أي مدى ، ويشك بعض الاقتصاديين في أنه سيكون هناك تحسن كاف في الأشهر المقبلة للتأثير على مسار الانتخابات النصفية للرئاسة الأمريكية
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
الخلاصة:
التغيرات الإقليمية وارتباطها بالمتغيرات الكبرى العالمية والتي تتحرج وبسرعة ككرة ثلج ضخمة تسبب في تغير في العلاقات والوقائع والمسلمات في العلاقات الدولية والبنية الجيوسياسية في المنطقة ويسعى الاحتلال وخلفه أمريكا بالاستفادة منها وفرض الهيمنة الكاملة على محيط إقليمي خائف ومرعوب
المصدر/ الهدهد