يوسي ميلمان-معاريف:
فمنذ الحرب العالمية الأولى جرت الحرب على ثلاثة مستويات، البر والبحر والجو. وقبل عشرين سنة تقريباً بدأ يتطور بُعد رابع، وهو السيبراني، والآن تمت أيضاً إضافة بُعد خامس وهو الذكاء الاصطناعي – الإمكانية الكامنة في الضرر الذي يمكن لحرب السايبر أن تتسبب به للعدو هي إمكانية كبيرة.
فهي يمكن أن تؤدي إلى موت مئات الآلاف، فإذا تم أبطال مفعول منظومات الحواسيب في المستشفيات سيموت أشخاص. وبدلاً من إطلاق صاروخ يصيب محطة كهرباء يتم اختراق حواسيب تلك الدولة. وإذا تم شل محطة طاقة نووية فيمكن أن ينبعث غبار مشع.
وإذا تم التشويش على حواسيب السدود فستحدث فيضانات. وإذا تم إخراج حواسيب شركات المياه من الخدمة فيمكن تسميم مصادر المياه مثلما كشف عن ذلك نائب قائد الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية، الأسبوع الماضي، في مؤتمر السايبر ذاته في تل أبيب – ليس عبثاً أن صلاحية الرئيس الأميركي بإعطاء الأمر لاستخدام حرب السايبر ضد دولة معادية ترتكز على صلاحيته في استخدام السلاح النووي. أضرار حرب السايبر أو إلقاء قنبلة نووية يمكن أن تكون متشابهة، لكن مع فرق واحد وهو أن حرب السايبر لا تترك أي آثار. فهي حرب خفية عن الأنظار، وهي تسمح بمجال لنفي المسؤولية عن العمل – إسرائيل والولايات المتحدة (بعد ذلك الصين وروسيا) كانتا من الأوائل في العالم الذين فهموا ذلك. وكانتا من الأوائل الذين طوروا قدرات تكنولوجية بعيدة المدى.
وحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية والـ”إن.أس.آي” وقيادة السايبر الأميركية، استخدمت حرب السايبر ضد إيران. حدث هذا في 2008 و2009 عندما تم إدخال فيروس باسم “ستوكسنت” إلى الحواسيب التي شغلت أجهزة الطرد المركزي في موقع لتخصيب اليورانيوم في نتناز.
تسبب “تسميم” الحواسيب بالضرر لنحو ثلث هذه الأجهزة. ومنذ ذلك الحين طورت إسرائيل قدراتها ويتم توجيه ضربات سايبر لحواسيب هذه المواقع وقواعد الجيش والبنى المدنية الحيوية في إيران، المنسوبة لـ”الموساد” ووحدة 8200. حركة السفن في ميناء بندر عباس تم شلها، وهكذا أيضاً محطات الوقود ومحطات القطارات. في الأسبوع الماضي نشر عن ضرر كبير في ثلاثة مصانع لإنتاج الفولاذ تابعة للحرس الثوري الإيراني عندما فهمت إيران أن إسرائيل والولايات المتحدة تدير ضدها حرب سايبر فقد بدأت بالرد. بنوك أميركية تضررت وأيضاً حواسيب شركة النفط السعودية “أرامكو”. ولا يمر يوم لا ترد فيه إيران على إسرائيل بحرب ضروس، حتى لو كان ذلك بنجاح قليل جداً – لذلك فإن اتهام غانتس لإيران بـ “إرهاب السايبر” هو نفاق.
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026
إذا كانت ما تقوم به إيران هو إرهاب فإن نشاطات إسرائيل هي إرهاب أيضاً. هذه التصريحات هي هراءات، ومن الأفضل عدم القيام بشيطنة العدو، لأنه تدور بين إيران وإسرائيل منذ عشرين سنة حرب سرية، تستخدم فيها جميع الوسائل بما في ذلك حرب السايبر.
المصدر/ وكالات