هآرتس/ جدعون ليفي
الفلسطيني 1948 والذي ينضم إلى حزب صهيوني هو بالتعريف عربي صهيوني، وهو بحكم الجاسوس لا توجد طريقة أخرى لوصف محاولات الفلسطينيين في ” إسرائيل” للاندماج سياسياً في الأحزاب الصهيونية وخلق مستقبل مهني فيها، فمكانهم ليس هناك، تحت أي ظرف من الظروف فقط الانتهازيون أو السذج الذين ما زالوا يحاولون ودوما تنتهى محاولاتهم بالبكاء والندم
ربما من الصعب أن نضع أنفسنا في مكانهم بصفتنا يهوديًا ، لكن من المستحيل عدم رؤية هذا الأمر
وهذه خيبة الأمل لغيداء ريناوي الزعبي، صحيح أنها فكرت في البداية في الانضمام إلى حزب “بلد”، لكنها هبطت في نهاية المطاف في ميرتس ، وانتهى الأمر بخيبة أمل للجميع، وكان يجب أن تعرف هذا مسبقًا، هذا ليس بسبب تهرب نيتسان هورويتز ، كما اشتكت ، بل هذه صهيونية ميرتس.
صحيح أن عيساوي فريج يلعب سياسيا بقوة ، كما أن أبتسام مرعى تناور بنفس النجاح في العمل ، لكن ساعة الحقيقة ستأتي أيضًا وسينتهي كل هذا بكذبة أو دموع
في الهجوم القادم على غزة أو في الجنازة التالية لصحفي فلسطيني ، سوف يسمعون التأييد الفظيع أو الصمت من قبل قادة حزبهم ولن يعودوا قادرين على كبح جماح أنفسهم، فالأحزاب الصهيونية ، مهما ادعت أنها يسارية ، تدافع عن التفوق اليهودي، ومن المستحيل أن تكون صهيونيًا ولا تدافع عن التفوق اليهودي وهذا هو جوهر الصهيونية، من المستحيل أن تكون فلسطيني صادق وتوافق على ذلك وهذا هو الثمن لهذا المنصب وهو تعاون كجاسوس وهو أضعف مما يقوم به الفقراء المعوزين في الأراضي المحتلة ، الذين يجبرون على الاستسلام لابتزاز جهاز الأمن العام ” الشاباك” وبالنسبة لفلسطيني 1948 ، يقومون به باختيارهم الحر لذا فالأمر خطر جدا
إن تاريخ هذه المحاولات محرج ومخزي، إذا كان لا يزال من الممكن في البداية فهم محاولات “الاندماج” نتيجة الصدمة التي عصفت بـ ” شاريت هبليتا”(الناجون من المحرقة )، سرعان ما تم استبدال الصدمة بالانتهازية.
وتطوع سيف الدين زعبي في “الهاجناه” وكان عضوا في الكنيست لمدة 20 عاما، كما كان كدمية مثل قوائم الأحزاب التي تنافس من خلالها والتي هي عبارة عن دمى لماباي ،( حزب صهيوني يساري اشتراكي قاده بن غريون ، كان هذا الحزب هو القوة المسيطرة في السياسة الصهيونية حتى اندماج هذا الحزب في حزب المعراخ أواسط ستينات)
كما اعتاد شمعون بيري أن يطلب في أواخر السبعينيات إحضار فلسطين 1948 مع الكوفية إلى اجتماعاته مع رجال الدولة من الاشتراكية الدولية، وهذا ترك انطباعًا لدى الغرباء، ولم تضف احتراما لحزب العمل ولا للذين يرتدون الكوفية،
تحقيق لميديابارت يكشف وجود تنظيم لعشرات النازيين الجدد داخل الجيش الفرنسي
إندبندنت: اتفاق سري كاد أن ينقذ القذافي ورفضته فرنسا وبريطانيا
لم ينته ذلك الأمر ومنذ ذلك الحين ومن كنيست تلو كنيست ،، يتم تزيين جميع القوائم الحزبية تقريبًا ، بما في ذلك “يسرائيل بيتنا” و “الليكود” بشخيصات من فلسطيني 1948 و تتحول معظم هذه الشخصيات إلى رسوم كاريكاتورية مثيرة للشفقة، ليس من قبيل المصادفة أن أكثر أعضاء الكنيست من فلسطيني 1948إثارة للإعجاب ، وكثير منهم ، كانوا دائمًا في الجانب غير الصهيوني في الكنيست ،اميل حبيبي ، توفيق طوبي ، توفيق زياد وعزمي بشارة ( والذي فشل ) ،من خلال أحمد الطيبي ، الذي تميز مؤخرًا بشكل خاص ، إلى عايدة توما سليمان وأيمن عودة ، أحد أكثر المنتخبين إثارة للإعجاب ، ومن أفضل أعضاء الكنيست ، وهم أكثر من معظم نظرائهم اليهود، ويصعب التفكير في كثير من أعضاء الكنيست الصهاينة من فلسطيني 1948 الذين وصلوا إلى مستواهم،
فجوة التناقض داخلي لا سبيل إلى ردمها رغم كل المحاولات، كما أن الفلسطينيين الذين ينضمون إلى أحزاب اليمين ليسوا أكثر من مهرجين مهينين، وأولئك الذين ينضمون إلى اليسار الصهيوني لا يعرفون تركيبته الحقيقية، من مبام وميرتس ، من خلال العمل لأجيال إلى أحزاب الوسط ، لم يتخلوا أبدًا عن مفهوم التفوق اليهودي على فلسطيني 1948 كأسلوب حياة ، وتقديس الجيش وعبادته كقيمة عليا، وحتى عندما نتحدث بصوت عالٍ عن المساواة والعدالة والسلام ، فربما نعني ذلك ، يبقى السقف الزجاجي للصهيونية قائماً ولن يكسروه أبداً، تحت هذا السقف لا مكان لفلسطيني 1948
قريباً ستنسى ريناوي الزعبي ، في شنغهاي أو في نوف هجليل ، لكن دروس حياتها السياسية القصيرة يجب أن يستوعبها فلسطينيو 1948: إما الصهيونية أو المصداقية.
المصدر/ الهدهد