استقالة زعبي  : خلطت أوراق بينت من رئاسة الوزراء الى زعيم حزب

 معاريف/ آنا بيرسكي

تشير سلسلة الأحداث الأخيرة التي هزت حزب ” يمينا”  وأثرت أيضًا على النظام السياسي بأكمله ، إلى أن رئيس الوزراء نفتالي بينت لم يتخذ قرارات صعبة فحسب ، بل بدأ أيضًا في تنفيذها بكل قوته.

عندما ينتهي أسبوع بإقالة عضو حزب من الكنيست ، ويبدأ أسبوع جديد بإقالة عضو آخر  من حزبه من لجنة الكنيست ، كان من الواضح أن “شيئًا جديدًا يبدأ” هناك ، في يمينا وخاصة – في مكتب بينت شخصيا

حسنًا ، فقد  ذهب بينيت في الإجازة كرئيس للوزراء وعاد للعمل كزعيم للحزب بالكامل، ويبدو أن انتقاد سلوكه السياسي المغترب والمتراخي – الذي كان يسمعه إلى ما لا نهاية وراء الكواليس ، في بوفيه الكنيست ، في غرف أعضاء الكنيست ، في المحادثات المغلقة  قد أثرت عليه أخيرا ودفعته الى تغيير سلوكه وعندها فقط ، برزت صافرت الإعجاب ممن حوله حول تحسن أدائه ، عندما بدا أن جهوده لإنقاذ حكومته من الانهيار قد تؤتي ثمارها

لكن جاءت من العدم رسالة من عضو الكنيست غيداء ريناوي زعبي من ميرتس ، أوضحت فيها له ولخليفته يائير لبيد أنها ستغادر الائتلاف بسبب سياستها اليمينية المفرطة،

الضربة غير المتوقعة ، الذي جاء من اليسار ، أدت إلى تقليص حجم التحالف إلى 59 عضوا كنيست فقط ، مقارنة بالمعارضة ، التي تضم الآن رسميا 61 عضوا كنيست، الآن تُشبه حكومة بينيت بالملاكم المتأرجح ، عندما يفهم فيما بعد هو والمتفرجون في المعركة ما إذا كان سيبقى واقفاً أو يسقط تحت رحمة أسنان خصومه.

وفي الترجمة السياسية العملية لهذا الامر : إذاً لن  يكن هناك  أي مفر من الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

ونعود إلى تحول بينت، لتحديد أبعاد التغيير ، على المرء أن يتراجع بضع خطوات ويتذكر بداية أيامه كرئيس للوزراء، عندما انفجرت قضية “شكلي ، فقد أصر بينت على أن يستغرق شهورًا “طرقًا ناعمة ” و “حوار” و “كل حالة على أساس مزاياها الخاصة”، واعتقد بينت لفترة طويلة أنه من الأفضل والصحيح سياسيًا إبقاء عضو قائمة المتمردين قريبًا ومحاولة التحدث إلى قلبه كلما دعت الحاجة إلى إصبعه أثناء التصويت في الجلسة الكاملة، وقد قال  “إذا هاجمنا عميحاي شكلي  وقطعنا أي اتصال معه ، فسوف يتوجه مباشرة إلى بيبي ويصبح عدوًا ، فما الذي ربحناه؟ إذا بقينا على اتصال معه ،ربما يمكننا التفاهم على بعض الأمور ، أحيانًا يأتي ، وأحيانًا  يمكن أن يكون معنا  وهذه هي الطريقة التي تعامل معها بينت مع هذه القضايا

في غضون ذلك ، كرس رئيس الوزراء كمل نفسه  للشؤون السامية لإدارة الدولة، للمكالمات الهاتفية مع زعماء العالم ، للوساطة بين روسيا وأوكرانيا ، وحتى للبحث عن قاعدة جديدة ( حزبية)

(بمبادرة ودعم من مستشارته السياسية شمريت مئير)، باختصار،  لكل شيء ما عدا إدارة حزبه والاعتناء بكتلته البرلمانية  وأشياء كثيرة استعصت على اهتمام رئيس الوزراء ، الذي قرر أن رجل الدولة لا يمكنه الانصياع لقرارات سياسي.

لم تثبت “سياسة الطرق الناعمة ” نفسها تمامًا أيضًا، استمتع شكلي بالمعاملة المتسامحة التي استمر في تلقيها من كتلته البرلمانية ، الذي لم يكلف نفسه عناء حضور اجتماعاتها، بدلاً من ذلك ، أصبح مشاركًا شبه منتظم في اجتماعات كتلة الليكود البرلمانية  ، حيث تم استقباله كبطل وعضو.

في غضون ذلك ، حطمت مستويات الاستياء واليأس والغضب بين عناصر حزب يمينا الأرقام القياسية ، لكن بينيت لم يكن يعرف الموقف حقًا، لم يكن لديه الوقت للتعامل مع الخلافات الصغيرة في الكنيست، بعد كل شيء ، من أجل ذلك لديه أشخاص في الميدان ، سيعتنون بهم ويرتبون الأمور.

من ناحية أخرى ، سارع الليكود إلى استغلال الفوضى التي أتت إليهم من السماء، بينما استثمر بينيت في زيارات الدولة والشؤون الحكومية ، استثمر نتنياهو ورجاله في الاهتمام بأعضاء حزب يمينا ، وتمت معالجة  ملف  عيديث سيلمان ، ولم تتوقف الرسل عن المجيء ليوم توف كالفون  ، وتلقى نير أورباخ تلميحات ، وسمعت أييليت شاكيد أيضًا من أكثر من عضو في الليكود أنه “إذا أتيت ، فسوف نعتني بمركزك في قائمة الحزب

وتسببت استقالة  عيديت سيلمان في إيقاظ بينت من غفوته السياسية واكتشاف أبعاد الضرر الذي صدمه، كتلة حزبه  المنهارة ، السلام الحزبي الداخلي المفقود ، القاعدة الانتخابية والتي  من المفترض أن تتدفق من (أحزاب الوسط ) باتجاه يمينا وشائعات  بوجود المزيد من  المنشقين جعلته يعيد حساباته .

خلال العطلة ، عمل بينيت على سياسة جديدة من شأنها أن توقف الانهيار ، وكانت اول من دفع الثمن الفوري  المستشارة السياسية شمريت مئير والتي ظل طوال الوقت غاضا الطرف عن كل انتقادات رجاله حول تصرفاتها  والتي كانت تعمل على الى تبنيه توجهات  يسارية  وعندما قرر تغيير سلوكه جعله يفكر بشكل مختلف غادرت مئير وسط صيحات الانتصار من قبل رجال مكتبه

عاد بينيت السياسي الجديد للاستماع إلى أي تقرير موجز عن أي عضو في حزبه يشتبه في أنه على اتصال مع الليكود، كانت الشائعات المتداولة حول يوم توف كالفون غامضة ولكنها عديدة، قيل لبينت  أن كالفون التقى عضو الكنيست يوآف كيش من الليكود، وتبع ذلك تقارير أخرى، كالفون ، من جانبه ، أعرب عن الرضا عن النفس ولم يكلف نفسه عناء إنكار الادعاءات وإثبات براءته،

جاء رد بينيت السياسي دون تأخير: تلقى كالفون مكالمة علم منها أنه سيعود إلى المنزل ولن يعمل كعضو كنيست، لماذا؟ لأن الحزب والائتلاف بحاجة إلى ماتان كاهانا المخلص

وتم الرد على  عيديت  سيلمان بعد أيام قليلة، يوم الاثنين الماضي ، في اجتماع كتلة يمينا البرلمانية  ، سارت الأمور بروح جديدة، انتهى “إجراء الطرق الناعمة “.

طُلب من أحد الحاضرين تدوين المحضر، قال الشخص(بينت) الذي قال قبل الاجتماع: “إذا اضطررنا إلى بدء إجراءات السرية الخاصة بسيلمان  فكل ما تقوله سيتم ربطه بالقضية المرفوعة ضدها”، وخلال الاجتماع ، أثير موضوع إعادة كهانا إلى منصب وزير الشؤون الدينية، “هناك حاجة إلى أغلبية في تصويت الكنيست، وسئلت عديت لسيمان هل ستصوتين لصالح هذا القرار  ولكنها  جاء غير مستعدة للواقع الجديد وأجاب بشكل غامض إلى حد ما وجاء رد بينت غاضبا  ” إذا لم تكوني  على استعداد للالتزام ، فلماذا أنت عضوة في يمينا أ؟ ألا تخجلين  من المجيء إلى الاجتماعات والتصرف بهذه الطريقة؟ ” وطلب منها مغادرة الغرفة.

شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى

الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة

بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026

بعد يوم واحد ، اتضح أن سيلمان لم تُخرج فقط من غرفة الاجتماعات ، ولكن أيضًا من عضوية لجنة الكنيست التي كانت عضوًا فيها، و سارع حزب يمينا إلى توضيح أن هذا لم يكن انتقامًا ، بل رسالة من أجل المستقبل: إذا تجرأت سيلمان على اتباع طريق شكلي ، فلن ننتظر أسابيع وشهور،

مباشرة بعد التصويت الأول ضدنا ، سيتم عزلها أيضًا من رئاسة لجنة الصحة والتي هي العزيزة جدا عليها

ومع ذلك ، فإن مسؤولي التحالف الذين رحبوا بخطوات  بينيت يميلون إلى الاعتقاد بأن الخطر الرئيسي لاستمرار الحكومة لا يزال يقع على عاتق يمينا  وليس على أي حزب آخر ، ولا حتى على راعام .

المصدر/ الهدهد