“إسرائيل اليوم”/ نداف شراغاي
بعد عام من الاحتجاجات في مايو الماضي، انتشرت الأجواء المشحونة مرة أخرى، فالمواد المألوفة موجودة هنا: التحريض حول الأقصى، مسيرات العودة، رواية النكبة، وخاصة العدد المتزايد من العروض، والاستيلاء الوحشي لفلسطينيي 1948 معظمهم من الشباب، في أجزاء من مساحتنا العامة؛ استحواذ ظاهري صارخ وصاخب، متشدد في الغالب، والظلال لهذه الاستعراضات وطنية ودينية بوضوح والتاريخ لا يكذب.
يحدث ذلك على القطار الخفيف في القدس، عندما احتشد عشرات المسلمين في إحدى العربات حول بعض اليهود وهم يهتفون بإيقاعات: “الله أكبر”، وليس ببعيد شابتان يهوديتان مذعورتان يخلعن “الأعلام الإسرائيلية” من مركباتهما (قبل أيام قليلة)، خوفًا من أن يبتلعهما حشد فلسطيني كان في الجوار.
والمزيد من القدس: رجال شرطة يحاولون منع محتجين فلسطينيين، ويجدون أنفسهم ملقون على قارعة الطريق وسيارة إسعاف فلسطينية، تنجح في تهريب الشبان المحتجين من الاعتقال، مع هتافات في الخلفية: “حزب الله في الطريق”.
كما تصل إلى الكيبوتسات في كفار مصاريك، التي يدخلها شباب فلسطينيون من عكا، على عربات تجرها الخيول، على أصوات موسيقى صاخبة وصيحات استفزازية ومضايقة، ويحدث ذلك أيضاً في محطة الباصات المركزية في القدس، في يوم الذكرى لضحايا “العمليات العسكرية الإسرائيلية”، خلال صفارات الإنذار، عندما يلعن الشباب الفلسطينيون أولئك الذين يقفون في سكون ويسخرون منهم، وحتى أثناء التجديف بالقوارب في نهر الأردن، تسمع صيحات عالية من أحد المراكب على شكل “بالدم والنار نفدي فلسطين”.
الدعاية في الأشهر والأسابيع الأخيرة تغلب عليها استفزازات مماثلة، تصاحب موجة العمليات ضد اليهود، في كل مرة في مكان مختلف وبطريقة مختلفة: الآلاف من مشجعي كرة القدم في ملاعب سخنين ونتانيا يعدون بنشوة: “بالروح والدم نفديك يا أقصى”، تمامًا مثل أولئك الذين صرخوا بهذه الطريقة في ملعب سامي عوفر في حيفا قبل عام خلال الاحتجاجات في مايو الماضي.
“يجب على كل أم “عبرية” أن تعرف لماذا يواصل قادة “الجيش الإسرائيلي” ارتكاب جرائم جنسية”
“انتقام سياسي”: المتهم بالتحرش الجنسي بسارة نتنياهو يرد على الاتهامات
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
الحرم الجامعي هو ساحة أخرى: في جامعة “تل أبيب” يصرخ الطلاب الفلسطينيون “بالروح والدم نفديك يا شهيد”، وفي الجامعة العبرية على جبل سكوبوس (هار هتسوفيم) تسمع صرخات مماثلة.
واليوم، يوم النكبة، “كارثة قيام “دولة إسرائيل” كما يسميها فلسطينيو 1948، في اللد، يتعرض صبي يهودي يذهب إلى حفلة عيد ميلاد للضرب على يد فلسطينيين في ذكرى مرور عام على “هبة الكرامة”.
في عكا يشير العشرات من الشباب من فلسطينيي 1948 إلى “الهبة” نفسها، في محاولة لإعدام شابين يهوديين، وكأن أقل من عام قد مر منذ إضرام النار في آفي هار إيفين هناك.
قبل أيام قليلة فقط، قرر قاضٍ في محكمة حيفا المركزية تخفيف ظروف حبس أدهم بشير، الذي أدين بالمشاركة في إعدام خارج نطاق القانون ضد “مور جانشفيلي”، الصحفي “يائير كراوس” الذي يكتب بلا كلل عن المحتجين الفلسطينيين العرب في عكا، قال إن قاضي حيفا أمر بإجازة أعمال الاحتجاجات لمدة ساعتين، أربع مرات في الأسبوع، لغرض “الانتعاش” و”تخفيف الضغط النفسي”.
سيعودون إلى “ذبح اليهود”
انشغال فلسطينيي 1948 هذه الأيام، وفي السنوات الأخيرة بشكل عام، بـ «حق العودة» و «النكبة»، في حيفا، يتفوقون في هذا بطريقة خاصة، في الأشهر الأخيرة، نُظمت العشرات من “جولات العودة” في جميع أنحاء البلاد.
الشيخ رائد صلاح قاد إحدى تلك الجولات، على مقربة من مستوطنة “عتصمون سيغف” الشمالية، وهي أحياء ومواقع فر سكانها الفلسطينيون أو هجروها قبل 74 عامًا، مع وعد بعد فترة، بعد أن تدمر الدول العربية الدولة اليهودية الفتية، سيعودون إلى هناك لـ “ذبح اليهود”، إرث “النكبة” في كثير من الجولات وهذه الفعاليات هي إرث ملزم، والهوية الفلسطينية والعودة ينظر إليها على أنها التزام مستقبلي وأمل عملي حقيقي وليس مجرد مسألة وعي – نظرية.
هذه النار يشعلها “فلسطينيون داخليون” منذ سنوات، ولكن أيضاً “فلسطينيون من الخارج”(أي خارج حدود الكيان): جنبًا إلى جنب مع اللجان في غزة، التي يتمثل دورها في تحريض فلسطيني 1948 على التمرد، نُشر مقال قبل أيام على موقع حماس على الإنترنت، بعنوان “الأهمية الاستراتيجية لفلسطينيي 1948 في “إسرائيل” في كل حرب مستقبلية”.
يوضح مؤلفه سليمان أبو ستة أنه يجب استغلال قرب “فلسطينيي الداخل” من التجمعات السكانية “الإسرائيلية” والطرق الرئيسة، ينصحهم بصب الزيت على الطريق السريع 6، وقطع الطرق الرئيسة في جنوب “إسرائيل”، وشل حركة القطارات عن طريق وضع الحجارة على القضبان، وإغراق حظائر الطائرات المقاتلة أو إطلاق النار عليها، وكذلك إشعال الغابات والمصانع الحيوية.
يمكن النظر إلى هذه الأحداث على أنها براعم حرب الاستقلال الثانية، أو تسميتها بأي اسم آخر، من حيث الجوهر، هذه طفرة أخرى في نضالنا الوجودي من أجل حقنا في الحفاظ على دولة يهودية صهيونية هنا.
بعض فلسطينيي 1948 بتشجيع صريح من حماس يحاولون الآن احتلالنا من الداخل ونسفها، في هذا الصراع يجب على المرء عدم المساومة أو احتواء أو إظهار الضعف من أي نوع، هذه فقط تعزز الأجواء المشحونة، وسينتشر التوتر في الأجواء مرة أخرى، ويجب إخمادها قريبًا.
المصدر/ الهدهد