حزب القائمة الموحدة “راعام” برئاسة منصور عباس كان طوق النجاة للائتلاف الغريب في مكوناته من أقصى اليسار واليمين الصهيوني، ويرأسه رئيس حزب لا يتجاوز عدد مقاعده 6 مقاعد “يمنيا”، وهو نتاج حالة الاشتباك في الحلبة السياسية الصهيونية المعقدة التي باتت على أبواب الانتخابات الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات.
“راعام” والائتلاف
حل حالة الجمود السياسي في الكيان الصهيوني التي كان مفتاحها حزب منصور عباس البراغماتي، الواقعي وغيرها من الأوصاف التي كان ينعت نفسه بها في كثير من المواقف الفاحصة لوطنيته وإسلاميته فشلت كلها والتي تردد صدى تصريحاته الاستفزازية للمشاعر الوطنية.
إضافة لمواقفه وتصويته مع القرارات الدامية التي زادت الجرح في خاصرة الشعب الفلسطيني بعمومه ولفلسطيني الداخل المحتل 1948 من قانون لم شمل الأسر الفلسطينية وشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة ومصادرة أراضي النقب المحتل وغيرها من المواقف.
لليوم الثالث على التوالي تتواصل الاعتداءات الصهيونية على المصلين في المسجد الأقصى والتي بلغت ذروتها في الاقتحامات المكثفة.
اقتحامات المستوطنين وقادة بناة “الهيكل المزعوم” للأقصى في محاولة لذبح “قرابين الدم” والإعلان عن بناء هيكلهم الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى والتي وثقتها كاميرات منصات التواصل الاجتماعي في اعتداءات وحشية على كل من فلسطيني يتحرك في المسجد الأقصى لتبلغ عدد الإصابات وحدها فقط يوم الجمعة 170 إصابة و450 معتقلًا أغلبهم من فلسطيني 1948.
ضريبة “التصهين”
لكن تحرك فلسطينيي 1948 والذي يقع من ضمنه القاعدة الانتخابية لحزب راعام” التي وقفت وبشكل واضح أمام حالة ” التصهين” البارزة التي ما فتئ منصور عباس يعلن فيها عن نفسه بزعم البرغماتية في كثير من مواقفة ليجبر على انعقاد مجلس شورى الحزب اليوم الأحد
ووسط تصريحات نارية من قادة حزبه كانت أبرزها تصريحات مازن غنايم، الذي أكد وفقا لموقع “والا” العبري “أنه في حال لم تتوقف ممارسات القوات الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك على الفور، فإنه يرى نفسه خارج الائتلاف“، مضيفا ”حكومة تتبع هذا النهج لا حق لها في البقاء“.
منصور عباس في تصريحات للقناة 12 العبرية أكد بأنه ورغم الصور شديدة الصعوبة من المسجد الأقصى إلا أن “حزبه لا ينوي إحداث أزمة وتفكيك الحكومة الحالية”، مضيفاً “نحن متحدون ولدينا قيادة مشتركة، وانضممنا إلى التحالف من أجل النهوض بمصالح فلسطيني 1948“.
انهيار الائتلاف
ولكن الواقع مختلف عن رسائل الطمأنة التي يظهرها منصور عباس لحلفائه من قادة الأحزاب الصهيونية في ائتلاف حكومة بينت لبيد فقد صرح أحد المسؤولين في حزب “راعام” للقناة الـ13 العبرية بأن حزبه يتعرض لضغوط شديدة للاستقالة من الائتلاف الحكومي بعد الاعتداءات ضد المصلين في المسجد الأقصى من قبل شرطة العدو.
وفي ظل الضغوط الشديدة وحالة عدم اليقين التي يظهرها قادة الحزب في طبيعة دورهم في حكومة صهيونية تعتدي على المعلم الإسلامي الأهم والأبرز للشعب الفلسطيني ولكافة المسلمين في شهر رمضان، أكد وليد طه اليوم الأحد للقناة 13 العبرية أنه غير متفائل في استمرار حزبه في الائتلاف الحكومي الحالي.
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
وقال طه “توقعت أن تتصرف الحكومة بشكل مختلف تجاه اليهود الذين جاءوا للاستفزاز في المسجد الأقصى، لكنها سمحت لعدة مئات من الفاشيين بفعل ذلك”، وأضاف أنه سيكون الثمن على الأرجح هو حل الائتلاف.
تشير التقديرات في الائتلاف الحكومي للعدو إلى أن حزب “راعام” سيقوم بتجميد عضويته في الائتلاف.
ويعتقد “عميت سيغال” محلل الشؤون السياسية في القناة 12 العبرية أن أي تصعيد آخر في القدس سيجبر منصور عباس على الانسحاب من الائتلاف، وإذا هدأت المنطقة سيحاول استيعاب الحدث، معتبراً أنه من حسن حظ بينيت، فإن التصعيد الأمني في القدس لم يحدث أثناء عمل كنيست العدو.
وتأتي الارتدادات الزلزالية للهجمات الصهيونية على الأقصى في ظل هشاشة الائتلاف الحكومي في كيان العدو بعد استقالة “عيديت سليمان” شريكة بينت في “حزب يمينا” ليصبح هذا الائتلاف مكشوف الظهر بـ 60 عضوًا فقط.
لا يستطيع معها مواجهة أي اقتراحات بحل الكنيست أو الإعلان عن انتخابات خامسة في غضون الشهور القادمة مقابل وضع أمني متفجر في ساحات مختلفة في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل في ظل سلسلة عمليات نفذها فلسطينيون أدت الى مقتل 13 صهيونيًا وإصابة العشرات.
يقابلها استشهاد 17 فلسطينيًا وإصابة العشرات برصاص العدو خلال أقل من شهر إضافة لحالة النفير العام لفصائل المقاومة في غزة والتي أشعلت ضوء الإنذار الأحمر لمعركة “سيف القدس 2”.
فهل الأيام القادمة من رمضان ستكون رصاصة الرحمة التي سيطلقها جموع الفلسطينيين في القدس والداخل المحتل على حكومة بينيت- لبيد؟، ويدخل الكيان في أتون دوامة سياسية خامسة.
المصدر/ الهدهد