يديعوت أحرنوت/ سمدار بيري
اتضح بالصدفة أن بينت اتصل بعبد الله في اليوم نفسه الذي انفجرت فيه القضية السياسية الكبرى في الأردن، رئيس الوزراء لم يُلمح إلى أنه يعلم، ولم يذكر ملك الأردن ولو في تلميح ما يشغله حقاً.
وبحسب التقارير الواردة في “إسرائيل”، اتصل بينت ليهنئ عبد الله بشهر رمضان، وتناولت وسائل الإعلام في عمان رد الملك، مؤكدة ضرورة تهدئة الأجواء في مناطق السلطة الفلسطينية.
ثم جاء اقتحام وزير الخارجية لابيد لباب العامود وقام عبد الله الذي زار أبو مازن في المقاطعة بعد غياب طويل، فكان اقتحام لابيد محرجاً بشكل خاص، وكانت هذه الزيارة أيضاً غير مقبولة لمصر والمغرب.
بعد كل شيء وقبل حوالي أسبوع فقط، استضاف لابيد قمة النقب ودعا إلى التعاون الاقتصادي والسلام، وفي الوقت ذاته يستفز العالم العربي، وخاصة في القدس والذي أغضب مسؤولا أردنيا وقال إن “لبيد لا يفهم ما يدوس عليه”.
تفاعل الأردن مع هذه الزيارة، لكن وسائل الإعلام في المملكة تجاهلت تماماً ما يشغل جميع الصالونات السياسية في عمان: وهو إعلان حمزة، الأخ غير الشقيق للملك، على تويتر – أنه يخضع لقيود، ولا يمكنه الوصول إلى وسائل الإعلام الأخرى – لهذا قرر التنازل عن لقب الأمير.
وقال “من الآن فصاعداً سأستمر في خدمة الأردن والشعب الأردني كواحد منهم”.
العائلة المالكة لا ينقصها القصص المثيرة التي يتم تناولها شفهياً فقبل نحو عام، تم اعتقال مستشاري الأمير حمزة من قبل رجال الأمن للاشتباه في كونهم شركاء سريين في محاولة انقلابية، وأفرج عنهم بعد أسبوعين.
وحُكم بالسجن على باسم عوض الله، مستشار الملك السابق، سنوات عديدة، بسبب النية نفسها أيضاً، وتم وضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية.
كان يكفي أن أعلن “لست مذنباً” قبل أن يُمنع إلى الأبد ومنذ ذلك الحين يعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة في فيلا محاطة بحراس الأمن، لا يسمح لأحد بالخروج، وأمس تم الكشف عن كلمات قاسية بشكل خاص تم تبادلها بين الملك وأخيه غير الشقيق، وطالب حمزة بمواجهة النظام الملكي ذات يوم، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ولم يذكر حمزة عبد الله، وأشار فقط إلى والدهما المشترك، الملك الراحل حسين، وقال إنه كان مصدر إلهام له، قائلاً: “لقد تعلمت منه الكثير”.
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
منذ وفاة الملك حسين تم تعيين حمزة البالغ من العمر 42 عاماً نائباً لعبد الله، إلا أنه “سرحه” كما فعل الملك حسين لأخيه الأمير حسن “حتى يستريح”، فالوريث الظاهر هو الأمير الشاب حسين، الابن الأكبر لعبد الله.
باتت الشبكات الاجتماعية مضطربة ومليئة أيضاً بعبارات الدعم للأمير المستقيل، وسارعت الملكة نور والدة حمزة بنشر التنازل عن اللقب على حسابها بموقع تويتر، وهي لديها أيضاً حساب طويل مع الملك والملكة، ويقدر المطلعون على الأمر أن المواطن حمزة وزوجته وأولادهم سيصعدون إلى الطائرة في غضون شهر أو شهرين في طريقهم لقضاء إجازة طويلة خارج الأردن.
وبحسب أحد التقديرات، لم يتطوع حمزة للتنازل عن اللقب، وتقول مصادر استخبارية إن الأمير السعودي محمد بن سلمان وراء مؤامرة الإطاحة بملك الأردن من خلال الأمير المتقاعد، وهذا هو بالضبط سبب بقاء عوض الله، رجل المؤامرات الخاصة، رهن الاعتقال لسنوات عديدة أخرى.
وستستمر “إسرائيل” في دعم الملك، لكن عيونها ستكون مفتوحة على ما يحدث في المملكة المجاورة، التي أكثر من نصف سكانها من الفلسطينيين.
المصدر/ الهدهد