تحولت السرقات والقرصنة الرقمية إلى إحدى أخطر الهجمات العالمية في الوقت الحالي، وتفوقت في بعض المراحل على الهجمات العسكرية.
وبينما تتجه معاملات الدفع والاستثمار أكثر نحو العملات الرقمية والعملات الافتراضية المشفرة، فإنه في المقابل، ترتفع قيمة الاستثمارات في سوق الأمن السيبراني لتعزيز منصات التداول من أية هجمات.
بتاريخ 29 مارس/آذار الماضي، أعلنت شبكة blockchain Ronin عن سرقة 173.600 ألف من رموز الإيثر، وهي عملة Ethereum blockchain، إلى جانب 25.5 مليون دولار أمريكي.
تشتهر الشبكة باتصالها بلعبة NFT Axie Infinity، حيث يمكن للاعبين ربح الرموز وتداولها وبيعها عن طريق تربية وتدريب الوحوش الشبيهة بالبوكيمون.
وبينما ترجمت السرقة إلى خسائر تجاوزت 610 ملايين دولار وقت الإعلان الرسمي، بلغت الأصول المقابلة 540 مليون دولار في 23 مارس الماضي.
حتى من خلال هذه القيمة من السرقة التي تمت على هذه المنصة، إلا أن حادثة Ronin تأتي في المرتبة الثانية من حيث أكبر عمليات سرقة العملات المشفرة على الإطلاق كما يظهر مسح لمجموعة وكالات منها رويترز وبلومبرج وبلوكتشين.
في المرتبة الأولى من حيث أكبر عمليات السرقة، كانت من نصيب Poly Network الذي حدث في أغسطس/آب 2021 بقيمة 610 ملايين دولار، على الرغم من أن المتسللين أعادوا جميع الأموال تقريبا بعد أيام من السرقة؛ حيث ادعى المهاجمون أنهم أرادوا فقط فضحها.
وبدأ مخترقو شركة Poly Network في إعادة الأصول المشفرة المسروقة، بعد أقل من يوم من حصول شركة Slowmist الأمنية على معلومات الهوية الخاصة بهم، وذلك في 11 أغسطس/آب 2022.
تضمنت الأصول المسروقة 273 مليون دولار من رموز الإيثريوم، كذلك 253 مليون دولار من الرموز المميزة على Binance Smart Chain، وكذلك 85 مليون دولار في USDC على شبكة DeFi.
حينها استغل المتسللون ثغرة أمنية في بولي نتوورك، وهي منصة تعمل على ربط سلاسل الكتل المختلفة (blockchain) حتى يتمكنوا من العمل معا.
وسلاسل الكتل يعتبر دليل الأنشطة التي تستند إليها العديد من العملات المشفرة؛ فكل عملة رقمية لها سلاسل الكتل الخاصة بها وهي مختلفة عن بعضها البعض؛ وتقوم شبكة بولي نتوورك بجعل سلاسل الكتل المتنوعة تعمل مع بعضها البعض.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
في حين أن معظم عمليات سرقة العملات المشفرة تحدث على نطاق أصغر، شهد 2021 و2022 عددا متزايدا من عمليات الاختراق رفيعة المستوى مع خسائر تقدر بأكثر من 150 مليون دولار.
وهذا يُظهر أحد العيوب المحتملة للاهتمام المتزايد بالحلول المالية اللامركزية (DeFi) واستخدامها.
من بين أبرزها عمليات اختراق منصة Wormhole لنقل المعلومات في فبراير/شباط الماضي، حيث سرق المتسللون ما قيمته 326 مليون دولار من رموز الإيثر، ومنصة تداول العملات المشفرة BitMark؛ وفي كلتا الحالتين، تم تعويض المستخدمين عن خسائرهم من خلال المنصات.
وفقًا لمتخصصي تقييم مخاطر التشفير، Crystal Blockchain، سرق المتسللون 4.3 مليار دولار من العملات المشفرة في عام 2021 وحده.
المصدر/ سمارت إندكس