هآرتس /إسحاق بريك
عندما قرأت مقال “موشيه بن أتار” قبل حوالي أسبوع حين قال “يتسحاق بريك، التحذيرات المخيفة ليست خطة عمل”، أدركت أنه كان يفتقد الهدف الصحيح لأنه لم يكن على دراية كاملة بموقفي من ميزانية الجيش، والتي أتحدث عنها أحيانًا في القنوات التلفزيونية وشبكات الراديو والمقالات التي نشرتها ومحاضراتي العديدة.
في الآونة الأخيرة، أجرى جاي رولنيك وأنات جورجي مقابلة معي لمدة ساعة حول ميزانية الجيش وفي رأيي الذي أعبر عنه في كل مكان عندما أتحدث عن جاهزية الجيش، وميزانية وزارة الجيش ميزانية كبيرة وأحياناً كبيرة جداً، خصوصاً بحسب نتيجة الاختبار الكئيبة.
المشكلة الرئيسية هي أن مليارات الشواكل تذهب هباءً أو تذهب في أيدٍ غير مناسبة بسبب مشاكل خطيرة في إدارة الميزانية في وزارة الجيش والجيش نفسه بعبارة أخرى، أحيانًا تكون الإدارة أيضًا تحمي الفساد.
مليارات الشواكل “تهرب” من ميزانية الجيش في السنوات الأخيرة بسبب التحيز في العطاءات.
عدم كفاية الإشراف والرقابة من قبل وزارة الجيش والجيش على تنفيذ عقود تطوير الأسلحة في الجداول الزمنية المتفق عليها، بالإضافة إلى كل هذا، فإن كبار الضباط الذين تم تسريحهم لتوهم من الجيش “الإسرائيلي” أنهم أصبحوا “فاتحي أبواب”(سماسرة) للشركات التي تطور وتبيع المعدات والأسلحة العسكرية للجيش “الإسرائيلي” بمليارات الشواكل.
وهناك حوادث ليست بالقليلة، حيث ضغطوا على مرؤوسيهم السابقين وأثّروا عليهم، ولا يزال الضباط يخدمون في الجيش النظامي، ويتجولون وقد مدوا أيديهم (دليل الفساد وتلقى الرشوات) ويفضلون الشركات المدنية التي يمثلها كبار الضباط.
يتسبب هذا التدخل في الانحياز في المناقصات أصبحت الأسعار أعلى بكثير من سعر العطاء الذي كان من الممكن إجراؤه وفقًا للإجراءات.
وبموجب القانون، فالمشاريع التي تكلف عشرات وحتى مئات الملايين من الشواكل يتم إغلاقها في بعض الأحيان نتيجة استبدال قائد يرى حسب فهمه احتياجات أخرى ويضر بشدة الاستمرارية التي بدأها سلفه في المنصب، وهو أمر ضخم فالفروقات هنا تختفي في “البالوعة”.
العديد من المشاريع التي كلفت الكثير من المال لا تحصل على صيانة كافية بسبب نقص القوى العاملة المحترفة ونقص الميزانية للصيانة الروتينية.
فأنا أزعم على طول الطريق أنه لا توجد حاجة لميزانية إضافية لوزارة الجيش، وبالتأكيد لا ينبغي أن تأتي الميزانية على حساب الوزارات الحكومية الأخرى، ولكن يجب أن يكون هناك توازن أكثر دقة للميزانية بين الجيش “الإسرائيلي”، وأذرعه المختلفة: الجوية والبحرية والبرية.
بناء قدرة قتالية متعددة الأسلحة هي طريقة الفاصلة “طريقة الملك” لكسب الحرب.
يجب إلغاء العرف غير القانوني السائد اليوم، والذي توجد فيه أولوية مطلقة للذراع الجوي لشراء المزيد والمزيد من الطائرات على حساب المكونات الأخرى اللازمة للقتال بين الأذرع في ساحة المعركة،
هذه هي الطريقة التي يتم بها بناء جيش من الطائرات أحادي البعد والذي يستحيل معه كسب الحروب (ومن الأمثلة البارزة على ذلك عملية حارس الأسوار).
قبل عام ونصف، شكلنا أنا والبروفيسور “بوعز جانور”، تحت رعاية جامعة “رايخمان”، خمسة فرق خبراء (ستة في كل فريق) تأتي من مجموعة واسعة من مجالات الممارسة في مجال الأمن القومي، وبعض القادة في مجالهم.
تم مساعدة هذه الفرق في عملها من قبل خبراء خارجيين لم يكونوا أعضاءً رئيسيين في الفرق، وتناولت الفرق القضايا التالية: تحديث التصور الأمني، والجيش البري، وشؤون الجبهة الداخلية، ومكافحة الصواريخ الهجومية والدفاعية، والصواريخ والطائرات بدون طيار، والثقافة التنظيمية.
قبل نحو شهرين انتهى عمل الفرق، حيث كانت هناك تفاعلات وتبادل للمعلومات بينها، ونشرنا وثيقة من 80 صفحة مع عمل جميع الفرق وملخص للمديرين لكل فريق، وعرضنا استنتاجات وتوصيات جميع الفرق للنهوض بالجيش في مواجهة التحديات الأمنية الصعبة التي تواجه “إسرائيل”.
تم إرسال الوثيقة إلى جميع أصحاب القرار على المستويين الأمني والسياسي (رئيس الوزراء، الوزراء المختصون، رئيس لجنة الخارجية والامن وأعضاء الكنيست، وزير الجيش، مدير عام وزارة الجيش، ورئيس الأركان).
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
وفي الوقت نفسه، قدمنا أنا و”غانور” الوثيقة إلى رئيس الوزراء، وإلى عدد من الوزراء، وإلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، وإلى رؤساء أفرع مجلس الأمن القومي، وإلى عدد من أعضاء الكنيست وإلى مسؤول أمني كبير جدا.
أود أن أشير إلى أنه كان هناك توافق في الآراء واتفاق مع معظم توصياتنا في الوثيقة، ما تبقى هو تقديم توصياتنا بسرعة وتحقيق استنتاجاتنا، أوصي بشدة السيد بن أتار: “ألا يقوم بوصف الأمور بشكل منقوص وأن تكون على دراية بالموضوع الذي بكتب عنه، ويجب عليه أن يختم الكتابة بالفكر والتعلم أولاً”.
المصدر/ الهدهد