غزة برس إعلام بوجه واحد
ترجمة : أمين أجمد خلف الله
اسرائيل هيوم/ماتي توكفيلد
شعر بيني جانتس مرتين منذ دخوله السياسة أن صبره الشهير بدأ ينفد، مهما كانت العواقب فإن الانفجار حتمي بالنسبة له، حدث ذلك للمرة الأولى في نهاية حكومة نتنياهو ، وحدث للمرة الثانية هذا الأسبوع، وهذه ليست فقط من أجل زيادة معاشات للمحاربين القدامى ، وهي قضية يرى فيها أهمية كبيرة
لكن الغالب الازدراء، والمعاملة المهينة ، في رأيه ، لم يتعرض لها هذا الأسبوع فقط ، عندما تم إحاطة “مسؤولي الائتلاف ” ضده بأنه طفولي ويهتم بجنرالاته ، لزيادة مخصصات “السمنة “التي يتلقونها على أي حال ، ولكن في الواقع منذ أن تشكيل الحكومة ، و جانتس متأكد من أن كل الحديث عن احتمال انضمامه لنتنياهو وإسقاط الحكومة يأتي ليس فقط من أعضاء الليكود الذين يرغبون في ذلك ، ولكن من بينت ولبيد
و يرى ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي ممن يسميهم “لابيديستس”( مؤيدي لبيد) ، يهاجمونه ويغردون ضده كل يوم وطوال اليوم ، واتضح له أن هناك من يقوم بتوجيه هذه الحملة ضده من جهات من اعلى الهرم الحزبي ، هذه ليست مصادفة، بعد كل شيء ، لم يتم الترويج للإصلاح في الزراعة ، فقط العناوين الرئيسية ضده، أي أنه كان الهدف في المقام الأول ، وليس المزارعين وهو وعلى الأقل يعتقد بذلك.
جانتس متأكد من أنه كلما حاولوا الدوس عليه ، زادت قوته، حزب أزرق أبيض هو الحزب الوحيد الذي لا يخرج في صناديق الاقتراع ، بل تزداد نسبة التأييد له فقط ، وهذا في رأيه هو ما يدفع بينت ولبيد إلى الجنون،
جانتس عالق
المقربون من جانتس يتهمون سكرتير الحكومة شلوم شلما بالوقوف وراء الإحاطة الموجهة ضده والتي تصفه بانه طفل صغير يرعى أصدقائه للمعاشات التقاعدية و لست متأكدًا مما إذا كان شلما هو من قدم هذه الاحاطة حقًا ، لكن الرسالة جاءت بالتأكيد من حاشية بينت.
ولو كان الأمر متروكًا لجانتس ، لما سمح للبيد أن يصبح رئيسًا للوزراء خلال عام ونصف، ففي محادثات مغلقة هذا الأسبوع ، قال إنه إذا أتيحت له الفرصة للقيام بذلك ، بطريقة لا تجعل نتنياهو يصل إلى السلطة ، فسيفعل ذلك، لكن غانتس عالق، إذا استقال من الائتلاف وسقطت الحكومة ، سيصبح لبيد تلقائيًا رئيسًا للوزراء، وهو ليس مستعدا لجعل نتنياهو ملكا، لذلك يظل عالقًا ، كما هو الحال في( دهليز النسيان)
الائتلاف مقتنع بأن سلوك جانتس برمته هذا الأسبوع هو مجرد جولة سياسية، رغبة قوية في تعيين عومر يانكليفيتش ، مساعده ، في منصب رئيس كيرين هايسود، و مع اقتراب موعد الانتخابات لرئاسة الوكالة اليهودية ، كما يقولون ، تزداد ضغوط جانتس للإعلان عن تعيين يانكيليفيتش كرئيس لكيرن هايسود، لكنهم يقولون إن جانتس لا يستطيع الحديث عن ذلك علانية ، لذلك يغلف مطلبه هذا بمطالب أخرى.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
جانتس مجرد عرض لمشكلة ، فمشهد الجلسة الكاملة للكنيست يوم الأربعاء ، والتي لم يحضرها سوى أعضاء المعارضة الذين يمررون مجموعة متنوعة من القوانين كما يحلو لهم دون انقطاع ، بينما عاد أعضاء التحالف ببساطة إلى ديارهم في حالة من اليأس ، لم نر هذا المشهد مطلقًا.
وستتاح لبينت الفرصة لمحاولة إعادة العلاقات في الأسابيع المقبلة ، عندما يكون الكنيست في إجازة( الاجازة البرلمانية) ، لكن في الوقت الحالي يبدو هذا وكأنه مهمة مستحيلة، و لم يعد الأمر يتعلق بإطفاء بالقضايا المشتعلة التي تحتاج إلى معالجة ، بل تتعلق بالغابة بأكملها التي بدأت تحترق.
