هآرتس/ عاموس هارئيل
ملاحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه
خلف الكواليس، كانت هناك وحدة درامية حقيقية في الحادث المميت، وكان رئيس الأركان “أفيف كوخافي” ينظر حتى اللحظة الأخيرة في عزل قائد الوحدة المقدم “أ”، في ظل النتائج الصعبة للتحقيقات العسكرية، وعاد “كوخافي” أخيراً إلى رشده، واكتفى بتأخير ترقيته إلى رتبته لمدة عامين، أيضاً على خلفية الإحجام المتزايد من جانب الجنرالات في هيئة الأركان العامة، فأن الجدل الداخلي في هذا الموضوع في الجيش ما زال مستمراً، ومن نتائجه الكئيبة أن النقاش الشخصي يلقي بظلاله على الأسئلة المبدئية وقد يُعقد عملية التصحيح المطلوبة في الجيش.
قرارات متخاذلة
إن مقتل اثنين من قادة السرايا في إيجوز الرائد “أوفيك أهارون والرائد “إيتمار الحرار” في حادث إطلاق نار يوم 12 يناير، يسبقه سلسلة مخيفة من الثغرات والانتهاكات للأوامر والمخالفات التأديبية، كانت هذه الصورة واضحة تماماً عندما وصل رئيس الأركان إلى منطقة اطلاق النار في النبي موسى في اليوم التالي للحادث، وصدرت تعليمات لرئيس فريق الخبراء، اللواء احتياط “نعوم تيبون”، للتحقق مما حدث في الوحدة في الأسبوع السابق للحادث، وخصوصاً في 30 ساعة قبل أن يطلق قائد الفرقة، الملازم “ن”، بطريق الخطأ النار على قادة السرايا، وهما ضابطان بارزان كان الجيش يتطلع إلى ترفيعهما وتقدمهما.
قام” تيبون” بتحقيق دقيق وكشف العيوب واحداً تلو الآخر: ذهب الضباط في إجازة في المنزل خلافاً للتعليمات ودون إخبار قادتهم، التحقيق في تهديدات البدو على أمل اكتشاف أسلحة مسروقة، والقيام بمهام خاصة دون تنسيق ودون إشراف وإطلاق النار في الهواء دون عناء الإبلاغ، كل هذا لم يكن عرضياً ومؤقتاً، بل كان متسلسلاً، حيث شاركت جميع الرتب تقريباً في الوحدة، من قادة وقادة السرايا والفرق، في الساعات التي سبقت وقوع الحادث، و “أ،” نفسه لم يكن في الصورة، وقاد قوة أخرى من الوحدة التي كانت تستعد لنشاط عملياتي معقد في منطقة أخرى، وعهد إلى نائبه الضابط برتبة رائد، بالتدريب في صحراء القدس.
تم تقديم النتائج الجادة التي توصل إليها “تيبون” إلى رئيس الأركان في الأسبوع الماضي، ويبدو أنها كانت كافية لتبني قراراً، نادراً نسبياً على هذا المستوى، بشأن عزل القائد.
ولكن في سلسلة من المناقشات التي جرت، قدم بعض الجنرالات تحفظات شديدة على استنتاجات التقرير وخاصة من موقف “تيبون” فيما يتعلق بالعزل، وقد عارض العزل الجنرالات” تامير يدعي” و”يانيف أسور” و”يهودا فوكس” ثم نائب رئيس الأركان “هرتسلي هاليفي”، ويبدو أنه في خلفية اعتبارات الجنرالات، هناك أيضاً علاقات مع القادة الميدانيين، على المستويات المتوسطة، فكل شهر تقريباً، يواجه كبار المسؤولين القادة الشباب الذين يسعون إلى ترك الخدمة الدائمة، والحجة المتكررة هي أنهم يجدون صعوبة في الموازنة بين المطالب العسكرية واحتياجات الأسرة، ولم يعد الجو العام يشجعهم على البقاء في الخدمة، كان من الممكن أن يكون فصل” أ،” سيشكل شرخاً آخر في العلاقة مع الضابط في الميدان.
وهكذا، بينما يعتقد الجنرالات المتقاعدون، وبالتأكيد العديد من آباء المحاربين، أن الحوادث المؤسفة وخروقات الانضباط استلزمت إقالة القائد المسئول، خصوصاً في ضوء خطورة النتائج، إلا أن الروح تغيرت في الجيش تدريجياً في الاتجاه المعاكس، “كوخافي” وبشكل غير معتاد، استغرق وقتاً آخر للتفكير، إذا استغرق تردده لاتخاذ القرار عطلة نهاية الأسبوع، وصباح الإثنين فقط اتخذ القرار: لن يعزل” أ”، لكن تعيينه كقائد للواء الاحتياط الذي كان مخططاً له في الصيف سيُلغى وستؤجل ترقيته عامين.
تردد وضعف
على الرغم من عدم ذكر ذلك صراحة، رفض “كوخافي” توصية رئيسية من الفريق الذي عينه بنفسه – وهي توصية ظهرت منذ بداية التحقيق، وبقي “تيبون” الذي أرسل مع “فوكس” لاطلاع الصحفيين، لوحده مع حساسية القضية وكان مطلوب منه قدرة في المناورة للرد على الاسئلة تحدث بصدق وألم عن الصورة التي وجدها في “إيجوز”، وبطريقة ما تهرب من الرد على السؤال عن سبب قيامه أخيراً بخطوة أقل حدة.
وبالنسبة للأشخاص الذين تحدثوا إليه هذا الأسبوع، بدا “كوخافي” هذه المرة أقل تصميماً وبعيداً عن عادته، إنه يتفهم النقد الموجه إليه، لكنه مقتنع تماماً بقراره النهائي بعدم فصل “أ”، وقال لأحدهم إنه كان “قراراً بنصف درجة، هنا أو هناك”.
على عكس” أ،” فإن التسلسل القيادي الذي أطيح به (نائبه، قائد الفرقة الثالثة، قائد الفرقة مطلقة النار) خالف الأوامر الصريحة أو امتنع عن القيام بأشياء كانت ملزمة بفعلها.
تناقض قيادي
عندما غرق الجندي “أفياتار يوسفي” أثناء تدريبه في وادي حيلزون، طُرد قائد كتيبته من المظليين بسبب مخالفة محددة: لم يوافق على ملف التمرين كما هو مطلوب، كما علم قائد الكتيبة أن الطقس القاسي كان متوقعاً في شمال البلاد ولم يتخذ أي إجراء، وبالمقابل لم يعلم “أ،” بالأحداث التي سبقت الحادث في منطقة “إيجوز”، لم يكن مهملاً بشكل مباشر ولم يكن مسؤولاً بشكل مباشر عما كان يحدث (هذا بالطبع يقف في بعض التناقض مع الأطروحة التي قدمها مؤخراً رئيس الأركان بحماس إلى المحكمة العليا، والتي تبرر قراره بطرد قائد قاعدة في الشرطة العسكرية) (انتحار جندي تم تجنيده من قبل الشرطة العسكرية للتجسس على زملائه)، وأشاد قادة القطاعات التي كانت تتمركز فيها الوحدة مؤخراً، كما أخذ “كوخافي” في الحسبان حقيقة أن “إيجوز” اجتازت تفتيشين عامين العام الماضي بدرجة عالية.
على أي حال يبدو أن التقرير المدوي – عن أحد أخطر الحوادث التي تعرض لها “الجيش الإسرائيلي” في العقدين الماضيين – انتهى برد ضعيف، وأعلن رئيس الأركان عودة التشكيل الميداني إلى “الروتين المعتاد ” بخصوص تحضير المهمات، وأمر بوقف التدريبات لمدة أسبوع كامل، حيث سيتم تعزيز إجراءات السلامة، هذه الخطوات مطلوبة، لذلك طلبوا أنه كان من الممكن ايقاف التدريب فور وقوع الحادث، تحت تأثير الصدمة التي تسببت فيها، فهل كان ذلك ضرورياً لتعيين فريق خبراء برئاسة جهة خارجية عامة في الاحتياطي؟
في المقابل لم يكن هناك نقاش أوسع في الجيش حول الآثار الجانبية للحادث، هل سهولة إطلاق النار لها علاقة بالحادث على أي حال؟ (يجيب الجيش “الإسرائيلي ” بالنفي، بشكل غير مقنع)؛ ما الذي تشير إليه النتائج التي توصلت إليها اللجنة حول الوضع في الوحدات الخاصة الأخرى؟” مقارنة بوحدة ايجوز”؟
(انتهى اختبار مقارن في وحدات أخرى باستنتاج مفاجئ أن أحداث “إيجوز” لا تعكس الوضع فيها) ألا يوجد خطر من أن يؤدي السلوك غير المنضبط للضباط في مثل هذه الوحدات إلى مزيد من الحوادث في المستقبل؟
وبعد كل شيء، يجب قول الحقيقة: الجيش يبحث أخيراً في المحصلة النهائية، إذا انتهى مثل هذا الحدث الخطير بتأخير التعيين، وليس في حالة الفصل، يتم إرسال رسالة مزدوجة هنا إلى القادة، فمن ناحية، تصف هيئة الأركان العامة الحادث بأشد العبارات خطورة ؛ ومن ناحية أخرى، فإنه يُظهر التسامح في اتخاذ الخطوات – مما يقلل من تصور القائد للمسؤولية عما يحدث في وحدته.
استمرار اللعبة الصغيرة
صباح الأربعاء، بحسب مصادر أجنبية، هاجمت طائرات سلاح الجو أهدافاً في محيط معمل سيريس مجمع الصناعات الدفاعية السورية شمال دمشق، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كان سيريس هدفاً رئيسياً “للهجمات الإسرائيلية”، والتي اتسعت مع تزايد التدخل الإيراني في المكان، “إسرائيل” قصفت مخازن أسلحة هناك عدة مرات، والتي لا يزال بعضها في مرحلة التطوير، الهجوم في سوريا، وهو الثاني خلال أسبوع، يشير إلى أنه على الرغم من مظاهرة القوة الروسية الأخيرة – الرحلات الجوية المشتركة مع القوات الجوية السورية في – فإن “إسرائيل ” تشعر بحرية العمل في سوريا، اذا كان ضروري.
وقد أطلقت بطاريات الدفاع الجوي السورية صواريخ SA-5 على “الطائرات الإسرائيلية”، وأجرت الطائرات مناوراتها على المراوغة، وقد حلق أحد الصواريخ جنوبا ودخل “الأجواء الإسرائيلية”،
تم تفعيل أجهزة الإنذار، في منطقة المثلث وشارون، لكن الصاروخ انفجر على علو شاهق، دون الحاجة لاعتراضه ودون إحداث أضرار، ورداً على ذلك هاجم “سلاح الجو الإسرائيلي ” بطاريات ومحطة رادار سورية، وأفاد السوريون بوقوع عدة إصابات.
وبمعنى آخر، العالم كما هو معتاد، حتى عندما تحدث اللعبة الكبيرة بين القوى (تهدد روسيا بغزو أوكرانيا والغرب في حالة تأهب)، تستمر اللعبة الصغيرة (المعركة بين الحروب التي تشنها “إسرائيل ” في الشرق الأوسط)، وأحياناً يتم إجراء تعديلات مؤقتة عليه، لكن لا الأزمات الدولية ولا حالة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا تؤثر عليه بمرور الوقت.
اغتيال في نابلس
بكثافة أقل، الشيء نفسه ينطبق على ما يجري في الضفة الغربية، في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك فجوة متزايدة بين الوضع في قطاع غزة والوضع في الضفة الغربية، يسود قطاع غزة الهدوء النسبي منذ أسابيع عديدة، يبدو أن الجهود المصرية والقطرية لضخ الأموال في حماس، ومن ناحية أخرى لتسهيل نقل البضائع إلى غزة، تساعد في تهدئة الأمور في هذه الأثناء، وعلى الرغم من أن الجميع يتعامل معها على أنها مسألة مؤقتة فقط، الوضع في الضفة الغربية متفجر بدرجة أكبر، عدم الاستقرار الداخلي في السلطة الفلسطينية، الانفصال والتمرد في مخيمات اللاجئين والاحتكاك المتزايد مع نشطاء اليمين المتطرف في البؤر الاستيطانية – كل ذلك يرفع مستوى الضغط.
ويوم الثلاثاء، وقع حادث غير عادي، وكأنه مأخوذ من أيام الانتفاضة الثانية، قوة من “يمام” الخاصة في “الجيش الإسرائيلي” تتحرك في سيارتين تحملان لوحات فلسطينية، واعترضت سيارة أخرى مع خلية فلسطينية مسلحة ظهر اليوم في قلب مدينة نابلس، وأطلق الجنود النار مما أدى إلى مقتل ركاب السيارة الثلاثة.
سارع أفراد قوة “يمام” الخاصة إلى مغادرة المكان، وفي الصور التي نشرها جهاز “الشاباك” و”الجيش الإسرائيلي” لاحقاً، شوهدت بندقيتان من طراز M-16 والتي تم أخذهما من السيارة.
وبحسب الأحزمة وما هو مكتوب على البنادق، فمن الواضح أنها أسلحة مسروقة من “الجيش الإسرائيلي”، ووصف القتلى الثلاثة بأنهم أعضاء في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وما زال العضو الرابع من المجموعة والذي لم يكن في السيارة، مطلوباً وقد شوهد بعد ساعات قليلة في المدينة، في جنازة جماعية أقيمت لأصدقائه الثلاثة، وحمّل جهاز “الشاباك “الخلية المسؤولية عن عدة عمليات إطلاق نار وقعت في منطقة نابلس في الأسابيع الأخيرة على مواقع عسكرية وسيارات للجيش ولم تقع إصابات، لكن الجيش اعتبر المجموعة بمثابة قنبلة موقوتة، والتي كانت من المفترض أن تنفذ عملية اطلاق نار مرة أخرى، لذلك تم بذل جهد كبير لاغتيالها بسرعة، وقبل حادثة يوم الثلاثاء، تمكن أعضاء الخلية من الإفلات من “هجوم إسرائيلي”، مرتين.
إن ضلوع أعضاء من فتح في الهجمات نادراً جداً في السنوات الأخيرة، في غضون ذلك، يتم التعامل مع هذا الأمر في “إسرائيل” على أنه ظاهرة لمرة واحدة، وليس كدليل على انتفاضة فتح خطيرة في نابلس بقيادة السلطة الفلسطينية، -وسنحيا وسوف نرى-.
مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”
أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا
قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”
نيتسح يهودا
كشف “يانيف كوبوفيتش” هذا الأسبوع في صحيفة هآرتس عن الأضرار التراكمية لقرار “الجيش الإسرائيلي” بمواصلة تشغيل كتيبة “ناحال” الحريدية المتطرفة (نيتسح يهودا) في الضفة الغربية،
يتورط جنود الكتيبة في عدد كبير من الحوادث التي يلحق فيها ضرر غير مبرر بالفلسطينيين،
أبعد من قضية وفاة عمر أسعد البالغ من العمر 78 عاماً، وعقب وفاة الرجل المسن تم فصل قائد سرية في الكتيبة وتوبيخ قائد الكتيبة، وكشف التحقيق ليس فقط عن عدم الإحساس تجاه المسن أسعد، الذي ترك حتى الموت في البرد، ولكن أخطاء عملياتية خطيرة في التخطيط للنشاط، وتبين أن الجنود هاجموا السائقين الفلسطينيين، دون أي معلومات استخباراتية يدينهم، على شكل كمين مفاجئ، اغلقوا الطريق في ظلام دامس، في منتصف الليل، كان من الممكن أن ينتهي الأمر، بسهولة اكثر بسائق يفزع ويقوم بدهس الجنود، أو بشرطي فلسطيني يفتح النار خوفاً من مهاجمته من قبل مسلحين، وفي حال تم إطلاق النار، فمن المحتمل أن القوات المنتشرة بطريقة عشوائية كانت ستطلق النار على بعضها البعض عن طريق الخطأ، لم يكن هناك خطا معياري هنا فحسب، بل كان هناك أيضاً فشل احترافي، في كثير من الأحيان، في الأنشطة في الضفة الغربية، تتشابك الأشياء.
وبعد التحقيق أمر “كوخافي” بفحص إمكانية تقليص شهور نشاط الكتيبة في الضفة الغربية وإرسال جنودها إلى قطاعات أخرى أيضاً خارج المناطق، ومع ذلك، فهو لا ينوي حل الكتيبة، ويرى رئيس الأركان أن وجود الكتيبة يمثل مساهمة اجتماعية مهمة، على الرغم من أنه يدرك حقيقة أن بعض رجاله فقط هم من اليهود الحريديم المتزمتين.
المصدر/ الهدهد