الرئيسية / شئون إسرائيلية / حادثة استشهاد المسن أسعد.. يكشف لماذا لا يمكن لجيش العدو التخلي عن لواء ناحل الحريدي المتزمت؟

حادثة استشهاد المسن أسعد.. يكشف لماذا لا يمكن لجيش العدو التخلي عن لواء ناحل الحريدي المتزمت؟

ضمن آخر تطورات قضية استشهاد المسن عمر أسعد.. كشفت صحيفة هآرتس العبرية الأسباب الحقيقة لعدم اتخاذ قادة جيش العدو أي خطوات حقيقية وميدانية ضد لواء ناحل الحريدي المتزمت وكتائبه المتشددة والتي أبرزها وأشهرها كتيبة “نيستح يهدوا” والتي بينت التحقيقات فيها أن جنودها متورطون في قتل وتعذيب والاعتداء على الكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية ليس آخرهم الشهيد المسن عمر أسعد قبل أسبوعين.

وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم الثلاثاء للكاتب السياسي والأمني عاموس هارئيل ألقي الضوء على مجموعة عوامل تمنع جيش العدو من اتخاذ أي إجراءات حقيقة ضد عناصر لواء ناحل الحريدي المتزمت.

توبيخ لقتل فلسطيني تمانيني

وبينت هآرتس بان سلسلة القرارات التي اتخذها رئيس الأركان ، أفيف كوخافي ، مساء أمس (الإثنين) ، عقب التحقيق الإداري في حادثة وفاة الفلسطيني المسن عمر عبد المجيد أسعد بالقرب من رام الله ،بدت متراخية وكان من المفترض أن يتم اتخاذ إجراءات أكثر جدية تتوافق مع بشاعة نتائج التحقيقات لا أن يتوقف الأمر على وصف كوخافي سلوك الجنود بأنه ضعف في الإحساس أو أمره بتوبيخ قائد الكتيبة وطرد ضابطين صغيرين كانا في الميدان وقائد سرية وقائد فصيل.

ودائما ما كانت تثار نقاشات خلال السنوات الماضية حول لواء ناحل الحريدي وأدائه المهني المشبع بجرائم أخلاقية خطيرة ضد الفلسطينيين ظهرت جليا في استشهاد المسن عمر أسعد الذي كُمم فمه بقطعه قماش وتُرك ملقى على الأرض ليموت خنقاً في البرد القارس بنوبة قلبية في ساعة متأخرة من الليل في قرية جلجولية شمال رام الله ومنعوا السائقين الآخرين من الوصول إليه.

دوافع أيدلوجية
وأوضحت هآرتس أنه على الرغم من الجريمة بحق أسعد والشكاوى الكثيرة من عنف جنود لواء ناحال الحريدي المتزمت ضد الفلسطينيين إلا أنه يعتبر أساسًا في أسفل هرم الحفاظ على الاحتلال في الضفة الغربية.

وبسبب الدوافع الأيديولوجية لجنوده من الصهيونية الدينية يبقى اللواء في الضفة الغربية لمدة تسعة إلى عشرة أشهر في السنة؛ ونادرًا ما يتدرب، في حين أن كتائب المشاة الأخرى تتدرب نصف الوقت تقريبًا.

وقد امتنع الجيش بشكل عام عن نقل لواء ناحل بين مختلف القطاعات في الضفة الغربية، والنتيجة هي الملل والاستنزاف الذي يحاول قادة الكتائب التستر عليه من خلال نشاط استباقي، أو هجمات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بدون تحديد مهام عملياتية حقيقة منطقية ذات أساس أمني معتبر.

وأكدت هآرتس أن الخلط بين الشباب الذين طُردوا من المؤسسات التعليمية الحريدية المتطرفة وفتية التلال ( عصابة استيطانية متطرفة تعتدي على الفلسطينيين) أدى إلى وجود خط أيديولوجي متطرف بين جنود لواء ناحل الحريدي، وهو ما لا يبذل كبار قادة الجيش والكتائب جهودًا كافية لكبح جماحه.

الخشية من عاصفة سياسية

وأرجعت هآرتس أسباب عدم قيام قادة جيش العدو بأي خطوات باتجاه حل أو إغلاق أو توزيع جنود لواء ناحل الحريدي المتزمت إلى الثمن السياسي الكبير الذي سيضطرون لدفعه بسبب تسونامي المتوقع من الأحزاب الدينية اليمينية؛ باعتبار أن أي خطوات ضد جنود لواء ناحل الحريدي نابعة من كراهية أيديولوجية وتفرقة عنصرية على أساس ديني أيديولوجي.

مسؤولون في الكيان: “نتنياهو أيّد إزالة البوابات الإلكترونية وتراجع عن ذلك بسبب يائير وسارة”

أكثر من 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى طيلة أيام عيدهم الحانوكا

قائد شُرطة العدو السابق: في المواجهة القادمة: “فلسطيني 1948 سيقتلون اليهود”

وأشارت هآرتس إلى وجود اعتبار آخر لا يتعجل الجيش في الاعتراف به: لواء ناحل الحريدي المتزمت هو لواء كبير، ودافع الجنود في صفوفه للخدمة في الضفة الغربية مرتفع، كما أن إقامته في الضفة الغربية تسهم في أن تصبح كتائب ذات جودة عالية شاغرة للتدريب على الحرب، وهذه ميزة يجد الجيش “الإسرائيلي” صعوبة في التخلي عنها رغم كل علامات التحذير.

وأضافت أن أي محاكمة للمتورطين في استشهاد المسن أسعد ستؤدي إلى حدوث عاصفة سياسية، على مقياس محاكمة عزاريا (إيلور عزاريا جندي قتل الفلسطيني عبد الفتاح الشريف رغم إصابته في الخليل في شهر مارس 2016) فأي لائحة اتهام لجنود ضد الفلسطينيين هي سبب لتسونامي من قبل اليمين، بغض النظر عن خطورة التهم ؛ حتى لوكان قتل مسن ثمانيني خنقا وفي البرد القارس.

بين ناحل وأيجوز

حسب هآرتس فإن حادثة المسن أسعد لا تبتعد كثيرا عن حادثة وحدة إيجوز التي قتل فيها قائدا سرايا من لواء الكوماندوز برصاص ضابط في ذات الوحدة في صحراء القدس، فالتحقيق يكشف الكثير إلا أن كوخافي وقيادة الجيش لم تقم بخطوات كافية لإنهاء الكثير من القضايا الإشكالية، والتي تتسبب في عدم الانضباط في لواء الكوماندوز ووحداته الخاصة.

وأضافت هآرتس أن أوجه القصور المكتشفة داخل الوحدة، والإخفاقات الأوسع التي شوهدت في الوحدات الخاصة الأخرى، أشارت إلى ثقافة تنظيمية إشكالية؛ ما يثير تساؤلاً حول مقدار التغييرات التي طرأت على إرشادات فتح النار والغموض فيما يتعلق بالإجراءات الواجب اتخاذها؛ مما ساهم في حدوث ارتباك بين الضباط الذين خرجوا في المطاردة.

وفي المقارنة بين حادثتي لواء ناحل الحريدي ووحدة إيجوز، تصرفت كلا الجهتان تصرف الجنود والقادة الصغار بشكل غير متناسب بين المهمة المحدودة والتدابير المفرطة المتخذة وأدى في النهاية إلى خسارة غير ضرورية في الأرواح البشرية.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: