تصدّرت الصين ترتيب الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية على أرضها عام 2008، لكنّ التوقعات لا تبدو متفائلة هذه المرة عشية دورة الألعاب الشتوية المقامة في العاصمة بكين أيضاً، حيث تطمح “بلاد التنين” الى التأسيس للرياضات الشتوية من الصفر تقريبًا.
لم تُشارك الصين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية حتى عام 1980 في لايك بلاسيد الأميركية، ولم تتألق مذ ذاك الحين حيث فازت بميدالية ذهبية واحدة خلال الألعاب الأخيرة في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية عام 2018، وكانت في التزحلق السريع على مضمار قصير.
وتاريخياً، لم تكن رياضات الطقس البارد شائعة في البلاد، حيث أدّت التكلفة الباهظة والافتقار النسبي للبنية التحتية إلى إبقاء مجموعة الرياضيين صغيرة في هذا المجال.
لكن يبدو أن الحماس الهائل الذي تقوده الحكومة في الترويج لأنشطة الرياضات الشتوية وارتفاع منسوب الاهتمام عند الطبقة المتوسطة بهذه الرياضات، قد يثمران عن تحقيق بعض النتائج عندما تبدأ الألعاب في 4 شباط/فبراير.
وتمّ تجنيد مدربين أجانب لتعزيز الخبرات، ويتوقع خبراء شركة “غرايسنوت” المتخصّصة، أن تحرز الصين ست ميداليات ذهبية في بكين 2022، لتحقّق بذلك “أفضل دورة أولمبية شتوية على الإطلاق” في تاريخ البلاد، بينما يتوقع الكثيرون أن تحقّق النروج التي تصدرت جدول الميداليات في 2018، المركز الاول مجددًا، متقدمة على روسيا وألمانيا.
-“أزمة كبيرة”-
وحدّدت الصين لنفسها هدف المنافسة في جميع الألعاب الـ 109 في بكين 2022، أي ضعف عدد الرياضات التي تأهلت اليها في الدورة السابقة.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن البلاد “ليس لديها خبرة” في ثلث هذه الرياضات.
وللتأكيد على التحدي، اعترف ني هوي تشونغ مسؤول الرياضات الشتوية لوكالة أنباء شينخوا العام الماضي بنبرة غير اعتيادية أنّ البلاد تملك “نقاط ضعف وعيوباً واضحة” وتواجه “أزمة كبيرة” في بعض الألعاب الرياضية.
ستنافس الصين في 96 مسابقة على الأقل في الدورة الشتوية، وفي بعض الحالات، مثل هوكي الجليد للرجال، يعتبر تجنب الإحراج على أرض الوطن بمثابة انجاز صغير.
ويتطلب من الصين أن تطوّر نفسها من أجل تقديم مجموعة قوية من الرياضيين للعالم، وتحديدًا من مدارس فنون الدفاع عن النفس في الأديرة البوذية.
وأرسلت السلطات في البلاد مجموعة من المراهقين من دون خبرة، بينهم لاعب جمباز سابق وعداء سرعة، إلى النروج في 2018 لحضور دورة مكثفة في القفز على الجليد على أمل إنتاج منافسين أقوياء في 2022.
كما تحوّلت الصين أيضًا إلى الرياضيين المجنسين، من بينهم إيلين غو المولودة في كاليفورنيا التي يبدو أنها ستكون وجهًا للألعاب بالإضافة الى المتزحلق على الجليد بيفرلي تشو.
ووسط سعي للتركيز على المستقبل، فإن الدولة الصينية في طريقها لافتتاح 5000 مدرسة للرياضات الشتوية بحلول عام 2025، وقد أقامت قواعد تدريب ضخمة للرياضيين مجهزة بأعلى المعايير.
-هيبة الصين-
من أصل 13 ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية للصين، جاءت 10 منها في التزحلق السريع على مضمار قصير.
فاز وو داجينغ بذهبية 500 متر في 2018 وسيدافع عن لقبه في بكين، بينما هناك أيضًا آمال معقودة على مسابقات التتابع.
يأمل المتزحلقان سوي وينجينغ وهان كونغ في تحقيق نتيجة افضل من الميدالية الفضية في الدورة السابقة، في حين أن المتزلج الحرّ، المولود في الولايات المتحدة، غو (18 عامًا)، يعتبر من المرشحين بقوة لنيل ميدالية ذهبية.
ويبدو انّ السلطات العليا في البلاد تراقب عن كثب وتضع ضغطًا كبيرًا لتحقيق النتائج، حيث حث الرئيس شي جينبينغ الرياضيين على “النضال بشجاعة والسعي لتحقيق النجاح”.
ويُعدّ الفوز بالميداليات جزءا من أهداف الصين الاخرى التي ترغب في جنيها من الألعاب.
وترى الصين بالدورة الشتوية فرصة جديدة لإظهار تطوّرها وبراعتها، حتى في الوقت الذي لا تزال فيه جائحة كورونا والمقاطعة الدبلوماسية من دول عدّة بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان تسيطران على المشهد.
وقال جونغ وو لي الباحث في السياسة الرياضية في جامعة ادنبره لوكالة فرانس برس “من خلال استضافة دورة الألعاب الاولمبية الصيفية لعام 2008 (أيضا في بكين)، اظهرت الصين بشكل مثير للاعجاب تطوّرها الاقتصادي للعالم”.
«جرائم حرب» في تيغراي تحاصر إثيوبيا وإريتريا
رجل يفجّر عبوات ناسفة قرب مدينة صينية فيقتل نفسه و4 آخرين
رسائل تهديد وإهانات تطال مسجدا في السويد
كشف تفاصيل قتل الجيش الإسرائيلي لجندي أردني
وتابع “تريد الآن الصين أن تعرض مزاياها الثقافية والتكنولوجية للجمهور الدولي”، مشيرًا إلى أن الألعاب الأولمبية الشتوية هي “منافسات حصرية أكثر حيث تسود قوة الدول الغربية الأكثر تقدمًا وثراءً”.
وقال لي “إن إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عاصمتهم يمكن أن تعني بشكل رمزي أن الصين لم تعد متخلفة عن الديمقراطيات الغربية فيما يتعلق بامتيازها الدولي”.
المصدر/(أ ف ب) AFP