الرئيسية / شئون إسرائيلية / ذنب نتنياهو .. هل يقرّب الكيان من حرب أهلية تكون الجزء الثاني من قضية “ألتالينا”؟

ذنب نتنياهو .. هل يقرّب الكيان من حرب أهلية تكون الجزء الثاني من قضية “ألتالينا”؟

معاريف/أفرايم غانور
المقال يعبر عن رأي كاتبه
بنيامين نتنياهو كان ولا يزال أفضل منتج درامي في العقود الأخيرة، “صفقة الإقرار” التي فُرضت علينا بمبادرته الخاصة، بعد محادثات واستكشافات سرية طويلة الأمد، أغرقت البلاد في دوامة سياسية واجتماعية، ونجحت في “إلقاء” حتى كورونا المستعرة على هوامش الأخبار.

على جانب الدراما يقف أنصار بيبي متفاجئين ومذهولين، وغالبًا ما يكونون عاجزين عن الكلام، ويواجهون صعوبة في التعبير عن رأيهم – سواء أكانوا مع الصفقة أو ضدها.

في المقابل لا يقل عنهم استغرابًا معارضو بيبي وأولئك الذين وحّدهم رئيس المعارضة مع بعضهم، إنهم يحاولون هضم الأمر ويحاولون اكتشاف أين تكمن الحيلة؟ لكنهم في الغالب يبحثون في الصفقة عن كلمات “عار” و “إقصاء من النظام السياسي لسنوات عديدة” وإثبات أنه من “لا شيء، لأنه لم يكن هناك شيء” سيأتي النصر ، واستسلام بيبي، استسلام من حولوا محاكمته في رأيهم إلى أداة للتحريض ضد الشرطة والنيابة وحتى المحكمة.

وباختصار: أي شخص لا ينتمي إلى أحد هذه المعسكرات، ولا يرى صفقة الإقرار بالذنب على أنها مصلحة سياسية، ويريد فقط رؤيتها كصفقة حل وسط تجمع القلوب معًا وتنهي الصدع الرهيب في الأمة، يكتشف بسرعة أن هذه الصفقة تفعل العكس تمامًا – تشعل النار، ما يجعلنا قريبين جدًا من حرب أهلية تشبه ( قضية قصف السفينة اليهودية آلتالينا، بعد أيام قليلة من إقامة “دولة إسرائيل” عام 1948، من قبل الجيش “الإسرائيلي”؛ وهي الحادثة التي أدت إلى حرب أهلية “مصغرة” لم تكتمل للنهاية في الدولة العبرية الوليدة وقتها، وأودت بحياة 16 من أفراد الأرغون( منظمة اتسل الإرهابية ) وثلاثة جنود من “الجيش الإسرائيلي”)

قضية لم تلتئم جراحها حتى يومنا هذا، وهناك من يطرحها بين الحين والآخر على جدول الأعمال، وكأنه يقول: لا تُنسى ولا تُغفر.

كل من اعتقد أن دخول بابا القانون والقضاء ورئيس المحكمة العليا المتقاعد أهارون باراك إلى عمق الصفقة سيسهم في خلق جو من المصالحة كان مخطئا بشكل خطير.
مما قاله “لم أستطع أن أبقى غير مبال، يجب وقف الصدع بين الناس”.
وأضاف: “كان نتنياهو من أعظم المدافعين عن نظام العدالة؛ في محاولة لرأب الصدع – يمكن تبرير صفقة الإقرار بالذنب – هذا الموقف إيجابي وضروري لإسرائيل”.
ومع ذلك، كانت هذه الكلمات مجرد وقود لهذه النار.

وفي الوقت نفسه، في معسكر بيبي أيضًا، هناك من يعارض الصفقة ويرون أنها استسلام لقائدهم، وردا على ذلك بدأوا في جمع الأموال للمحكمة وتأجيج نار النضال، كما فعل بنو إسرائيل في الصحراء عندما جمعوا جواهرهم لبناء العجل الذهبي.

وهكذا تجد أمة محاطة بالأعداء والتهديدات نفسها ممزقة ومتشرذمة بين معسكرين متعادين، ونتنياهو يقف في المنتصف ويصب عليه الحقد والدعم في نفس الوقت من كلا المعسكرين.

لكن مناحيم بيغن، على النقيض من ذلك، عندما وقف في تلك الساعات الصعبة من “ألتالينا” في مواجهة الكارثة، أدرك الضحايا والصدع وشدة الانقسام في الناس، وصرخ في بقية صوته: “لا ترفع يدك على أخ! يجب ألا يقاتل اليهودي يهوديًا “، ولكن هذا الصوت لم يُسمع هنا اليوم، نحن اليوم أمام الجزء الثاني من ” ألتالينا”؟ هذه المرة فقط بدون بيغن.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: