الرئيسية / شئون إسرائيلية / لا تقزموا خطورة قضية التجسس لإيران

لا تقزموا خطورة قضية التجسس لإيران

هآرتس/ يوسي ميلمان
المقال يعبر عن رأي كاتبه

قضية التجسس لصالح المخابرات الإيرانية تثير القلق على مستويين:
الأول: حقيقة أن أربع نساء يهوديات “إسرائيليات” وزوج إحداهن كن على استعداد للعمل في مهام سرية مقابل جشع المال لصالح دولة معادية، يجب أن تصدم كل “إسرائيلي”، إنها الرغبة التي تقوم على ركيزة الاستقطاب والصدوع التي ينهار منها نسيج التماسك الاجتماعي.
الثاني: صبر المخابرات الإيرانية في مساعيها لاختراق “المجتمع الإسرائيلي” وتكوين مجموعة من المرشحين المحتملين للتجنيد.

وعلى الرغم من أن المتهمين الخمسة هم مجرد أسماك “صغيرة”، إلا أنه لا ينبغي قياس هذه الشبكة فقط من خلال جودة المعلومات التي جمعتها، بعض المهام التي تم إرسالهم إليها هي ما يسميه مصطلح التجسس “المهمات الخاملة”، فلا داعي في الوقت الحاضر لإرسال جاسوس من أوروبا أو بيت شيمش أو حولون لتصوير سفارة أو فرع من فروع الضمان الاجتماعي أو مركز تجاري، يمكن لجوجل أن يفعل ذلك بشكل أفضل، تهدف هذه المهام بشكل أساسي إلى فحص مدى استعداد المجندين والمجندات للوقوع في أحضان “المشغل” مقابل المال، وأيضًا تعريضهم للابتزاز إذا رفضوا الاستمرار في العمل لاحقاً.

والدليل على صبر المخابرات الإيرانية يتضح من حقيقة أن القضية الحالية استمرت عدة سنوات حاول خلالها المشغل “رامبود نامدار” توسيع دائرة الشبكة؛ من خلال اقتراحه لأحد المجندين بتأسيس نادٍ “للإسرائيليين” من أصول إيرانية، وهو مثال كلاسيكي يمكن أن تصبح فيه الكمية نوعية، لكل عضو في النادي كانوا أزواجاً وأطفالاً، ما يعني المزيد من الأصدقاء من “يهود إيران”، والمزيد من الذين يمكن تجنيدهم، وقد يصبح واحد منهم أو أكثر عملاء كبار.

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى

الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة

بعد عقد من الزمان: أمان” لن تنتقل إلى النقب إلا في عام 2026

لذلك كان الهدف من تجنيد هؤلاء العملاء الذين تم اعتقالهم هو الاستفادة من مواقعهم؛ ليكونوا “حلقة وصل” إلى أهداف عالية الجودة للمخابرات الإيرانية، مثل محاولة إقامة اتصال مع عضو الكنيست كاتي شطريت، ومع جنود يتحدثون الفارسية أو تعليمات لأحد المتهمين بتوجيه ابنها للخدمة العسكرية في الاستخبارات “أمان”، هي أمثلة كلاسيكية مرة أخرى، ولا ننسى بشكل خاص في هذا السياق المسلسل التلفزيوني “الأمريكي”، حيث يجهز الجيل الأول من الجواسيس الروس الذين تسللوا إلى الولايات المتحدة أحفادهم للسير على خطاهم.

لهذا السبب، فإن محاولة التقليل من خطورة القضية وعرضها على أنها أشخاص في محنة كان وصولهم إلى المعلومات ضئيلاً، هو غض للطرف عن الحقيقة والاستهانة بالصورة الأوسع.
إن مآثر المفتش “كلوزو” (‏شخصية خيالية في الدراما الهزلية “النمر الوردي”) بطهران وشبكة الجدات تشهد على صعوبة تجنيد العملاء، فقد اتُهم مجرم مُدان كان يعمل عامل نظافة في منزل جانتس بالتجسس لصالح إيران


“مويس” وفيلق القدس
إيران لديها العديد من وكالات المخابرات، يُعرف العنوان الرئيسي باسم “Moise” ” مويس”، وهو اختصار إنجليزي لـ “وزارة الاستخبارات والدفاع” (MOIS)، والتي تم تأسيسها في عام 1983 (وتم تغيير اسمها منذ ذلك الحين) ويرأسها وزير، “مويس” مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية والهجمات “الإرهابية” واغتيالات معارضي النظام في الخارج، ويعمل بعض رجاله تحت غطاء دبلوماسي من السفارات الإيرانية حول العالم، على سبيل المثال فهي تقف وراء هجمات السفارة “الإسرائيلية” في بوينس آيرس عام 1992 وفي مركز الجالية اليهودية في الأرجنتين (AMIA) بعد ذلك بعامين.

إلى جانب مويس، تعمل وحدات المخابرات والعمليات الخاصة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وتعمل هذه المنظمات بشكل أساسي في دول الشرق الأوسط، وتحافظ على العلاقات مع المنظمات الشيعية في العراق، ومع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والعلويين في سوريا.

الشخص الذي يقوم بالعمليات الاستخباراتية ضد “إسرائيل” هو وحدة مخصصة في وزارة الاستخبارات والدفاع التي تعمل أيضًا على تجنيد ” فلسطيني 1948″ (أكثر من مرة بمساعدة حزب الله وحماس) و”إسرائيليين” يهود، وتشمل أساليب التجنيد الحرب الإلكترونية، والنشاط على الشبكات الاجتماعية، وأيضًا الاتصالات البشرية بدون وسيط والمعروفة في المصطلحات المهنية باسم “يومنيت”(الاستخبارات البشرية هي الاستخبارات التي يتم جمعها عن طريق وسائل اتصال بين الأشخاص)، ومن المهام: جمع معلومات عن الأماكن والمواقع التي يمكن أن تستخدم في الهجمات “الإرهابية” أو الصاروخية ، وجمع المعلومات لأغراض الخطف أو الاغتيال.

وتعد تركيا هي إحدى مناطق الصيد المهمة للاستخبارات الإيرانية، تعمل فروعها من السفارة في أنقرة والقنصلية في اسطنبول، إلى جانب خلايا حماس التي تساعدها في تجنيد ” فلسطيني 1948″، ويشير الموضوع الحالي إلى أن يهودا من إيران يأتون لزيارة عائلية “لإسرائيل “وأن السلطات في “إسرائيل” وإيران تعلم بأمر الحركة على خط طهران – تل أبيب وتغض الطرف عنها، والتي يمكن استخدام هذا أيضًا لمهام التجسس.

عمليات المخابرات الإيرانية ضد “إسرائيل” مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، ففي عام 1995 مثلا تم تجنيد هرتزل رود، وهو يهودي “إسرائيلي” من أصل إيراني، إذ توجه بمبادرة منه إلى القنصلية في اسطنبول وعرض خدماته كجاسوس ضد ” إسرائيل”، وأُرسل إلى إيران، واستُجوب هناك وأعطى تفاصيل حياته وخدمته العسكرية إلى أن انضم إلى المخابرات الإيرانية، وحصل على اسم جهة اتصال وتم توجيهه لكيفية نقل المعلومات إليه.

أكد “رود” الذي كان “سمكة صغيرة” ويفتقر إلى أي إمكانية للوصول إلى معلومات سرية، للمخابرات الإيرانية أنه سيكون على استعداد لدخول قواعد “الجيش الإسرائيلي” ونقل معلومات حول أنشطتها، في المقابل حصل على وعد بتحويل مبلغ يقارب عشرة آلاف دولار إلى حسابه في ألمانيا، عاد إلى “إسرائيل “وظل على اتصال بالمسؤولين العسكريين في إيران، و تعقبه جهاز الشاباك، ربما بمساعدة المخابرات التركية، واعتقل وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف.

الأمر الأكثر خطورة هو الوزير وعضو الكنيست السابق “جونين سيغيف” الطبيب وتاجر المخدرات أيضًا الذي اختطف في عام 2018 في عملية متطورة لجهاز الشاباك في غينيا الاستوائية ونُقل جواً إلى “إسرائيل”، إذ جندته المخابرات الإيرانية في وقت مبكر من عام 2012 وأرسل إلى طهران للتوجيه والتدريب، ويقضي حكمًا بالسجن 11 عاما ويمكن الإفراج عنه في غضون سبع سنوات.

وحُكم على رجل الأعمال ناحوم منبر الذي التقى في أوروبا برئيس وحدة تطوير الأسلحة الكيميائية الإيرانية وباع مواد كيميائية للجمهورية الإسلامية، بالسجن 16 عامًا؛ لكن هذه قضية ذات خلفية مختلفة.

وهناك مواطنون أجانب وإسرائيليون” آخرون اعتقلوا في “إسرائيل” للاشتباه في علاقتهم بإيران، أحدهم هو أليكس مانز (علي منصوري) ، وهو رجل أعمال بلجيكي من أصل إيراني، وآخر اسمه يتسحاق برجل، وهو “إسرائيلي” حريدي متشدد من حزب ناتوري كارتا في القدس(هي حركة يهودية حريدية ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود إسرائيل)، وهناك “إسرائيليون” آخرون اعتقلوا خارج “إسرائيل” للاشتباه في تجسسهم لصالح إيران.

الصورة الإجمالية تشير إلى فئات متنوعة من المجندين، ومجموعة مختلفة من الأساليب والوسائل في جميع أنحاء العالم – أوروبا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وفي أستراليا (بن زيغير العميل -من أصول استرالية- الذي اعتقله الموساد بتهمة التجسس لصالح إيران 2010).

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

مالية العدو: تبلغ تكلفة تعبئة قوات الاحتياط كل أسبوع 2 مليار شيكل

أمين خلف الله- غزة برس: تقدر تكلفة تعبئة قوات الاحتياط منذ 7 أكتوبر بما يتراوح …

%d مدونون معجبون بهذه: