أمسك المزارع محمد الأسطل بحبات طماطم وفلفل وباذنجان ذابلة وبدأ بقطفها، مستاءً بحجم خسارة منتجاته؛ بعد وقف تصديرها عبر الاحتلال الإسرائيلي، من غزة للسوق المحلية في الضفة الغربية.
فحال محمد بخان يونس حال مئات المزارعين، الذين تضرروا وتكبدوا خسائر مالية فادحة؛ جراء وقفت التصدير، عبر معبر كرم أبو سالم.
وتمنع “إسرائيل” تصدير الخضروات، بجانب سلع أخرى كانت تسمح بتصديرها عبر أبو سالم، منذ بدء العدوان على غزة نهاية شهر رمضان الماضي.
وتكدّست ثمار الطماطم والفلفل والخيار والباذنجان على أشتالها التي ذبلت، وسط تدنٍ كبير في أسعار في السوق المحلية بغزة؛ ما جعل “الأسطل” يعزف كما بقية المزارعين عن قطفها؛ قائلاً: “نفقات العمال والعناية، أكبر بكثير من ثمن بيع تلك الثمار، لذلك لا أقطفها، وتركتها كما هي”.
شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس
شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة
ويشير المزارع إلى أن المحاصيل كثيرة ومتكدسة في السوق المحلية “أكثر من الحاجة”، ولا يتعدى ثمن أي صندوق من الخضروات بضعة شواكل؛ بعدما كانت ثمن الصندوق يتخطى 30 شيكلاً إسرائيليًا للطماطم والفلفل..، وأحياناً 50 شيكلاً.
ويوضح المزارع الشاب أن نحو 70 عاملاً يعملون في نحو 100 دونم يستأجرها مزروعة بالخضروات تعطلوا عن العمل كذلك، عدا الخسائر المادية التي تتراوح بين 150_ 200ألف دولار.
أما محمود أبو تيم، فيقول، إنّ لديه مخزون كبير من محصولي البطاطس والبصل في الثلاجات، وعاجز عن تصديرها؛ جراء إغلاق المعبر، وهو ما كدس في الثلاجات فائضًا عن حاجة السوق المحلية من البطاطس مثلاً قرابة 14 ألف طن.
بدوره، قال مدير جمعية خان يونس التعاونية الزراعية عاهد الأغا،: “بعد إغلاق المعبر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ساهم في هبوط أسعار تسويقها بشكل حاد في السوق المحلية، في ظل العرض الكبير وقلة الطلب؛ بعدما كانت تستقبل أسواق الضفة الغربية كميات قبل الإغلاق.
ويضيف الأغا أن منع الاحتلال استيراد المواد الزراعية الضرورية للتحضير للموسم الزراعية الصيفية القادمة، تعد مشكلة أخرى.
ويلفت إلى أن بقاء المعبر مغلقًا، سيؤثر ذلك بشكل حاد على الأمنّ الغذائي؛ بجانب قطع أرزاق عدد كبير من العمال سواء لدى المزارعين أو عمال التعبئة والتغليف والتحميل.
من جانبه، يوضح المسؤول بوزارة الزراعة أحمد النواجحة أن خسائر القطاع الزراعي جراء الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر خلال 40 يومًا وصلت لنحو 15 مليون دولار”، فيما كانت تصدر غزة يوميًا قرابة 300 طن من الخضروات لسوق الضفة الغربية ودول الخليج.
ويتابع النواجحة: “المزارعون الآن غير قادرين على تسويق تلك الكميات، وبالتالي يضطرون لإتلافها، وتحمل خسائر فادحة.
المصدر/ صفا