جاء إعلان المحكمة الإسرائيلية العليا عن تأجيل جلستها، حول قضية طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إلى منازلهم، في القدس المحتلّة، بعد أن تلقّت المحكمة “تقديرا سريًّا” يشمل وجهة نظر أجهزة الأمن الإسرائيلية، يُشير إلى أن النظر في القضية في الوقت الجاري، قد يؤدي إلى تصعيد ميدانيّ إضافيّ في المدينة.
وطلب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، من المحكمة تأجيل جلستها، التي كان من المقرر عقدها غدا الإثنين، إلى موعد لاحق في الأسبوع الحالي، لتُعلن المحكمة التأجيل، بعد ذلك.
وذكرت المحكمة في قرار التأجيل أن موعد عقد الجلسة سيتقرر خلال 30 يوما.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيليّ، مساء اليوم الأحد، بأنّ مندلبليت، هو من نقل إلى المحكمة التقدير الأمنيّ الصادر عن رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، والذي أجمع عليه “جميع المسؤولين الأمنيين” الإسرائيلين.
وبموجب التقدير، الذي شمل وجهة نظر جيش الاحتلال، وشرطته، بالإضافة إلى جهاز الأمن العام (الشاباك)؛ فإنّ عقد جلسة استماع حول إخلاء السكان الفلسطينيين من الحيّ، والذي التي قد تؤدّي لتهجير عائلات، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد ميدانيّ في المدينة.
ووفق الموقع فإنّ مندلبليت ذكر أن النظر في القضية؛ “يثير حساسياتٍ في جوانب أخرى أيضًا”، موصيا “بالانتظار في أي حال”.
وأوضح الموقع أن مندلبليت سعى إلى نقل تقديرٍ ورأيٍ “باسم الجهات السياسية والمهنية ذات الصلة” في الدولة، بشأن القضية.
يأتي ذلك، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم أنه في محاولة لتهدئة التوتر، سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير القضاء، بيني غانتس، إلى تأجيل جلسة المحكمة العليا، حول قضية الحي.
“خطوة متوقّعة”
وقال محمد الكرد، وهو أحد سكّان الشيخ جراح، إن قرار تأجيل النظر في القضية “خطوة متوقعة من سلطات الاحتلال ومسلسله في المماطلة”.
وذكر أنّ “عبقرية النكبة (تمثّلت) بإمداد إجراءاتها لعقود طويلة وتحت ستارة القوانين العنصرية”.
الأزمة بين نتنياهو والملك الأردني قد تنعكس على الحدود
تكرس الأزمة “الإسرائيلية” . . سيناريو المعركة الخامسة في الأفق
إسرائيل حسمت بشأن التدخل في الحرب السورية وإسقاط الأسد
وشدّد على أن “حراك الشيخ جراح هو حراك شعبي وعالمي ضد التهجير والاستعمار في القدس وفلسطين كافة، ويجب علينا إعلاء الصوت، وتكثيف الجهود بالتواجد و التضامن في الميدان في حي الشيخ جراح، وتكثيف صوتنا على منصات التواصل الاجتماعي لأن عنف الاحتلال الاستعماري سائد التفشي في مدننا ولم يجمَّد”.
وكانت الشرطة، قد نشرت اليوم، في بيان، الجدول الزمني لما يسمى “يوم القدس” وهو ذكرى احتلال المدينة، في حرب عام 1967، والذي ينظم فيه اليمين الإسرائيلي “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، وستجري غدا بين الساعة 14:00 والساعة 19:00، وسط إغلاق شوارع بمحاذاة الأحياء الفلسطينية والبلدة القديمة، بين الساعة 14:00 والساعة 22:00، كما سيتوقف تسيير القطار البلدي. وحسب بيان الشرطة، ستستمر المراسم في إطار ما يسمى “ليلة بيضاء”، حتى الساعة الثانية من فجر بعد غد.
وجاء في البيان أن قوات الشرطة ستنتشر بشكل مكثف، وأنه سيتعاملون بـ”صفر تسامح” مع أي “عنف جسدي أو كلامي”، وهو تهديد توجهه الشرطة إلى الفلسطينيين المقدسيين، وليس إلى عناصر اليمين الذين يستفزون الفلسطينيين.
ونقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مصادر في الشرطة قولها إنه وفقا للتقديرات اليوم، فإن الشرطة ستسمح بـ”مسيرات الأعلام” الاستفزازية غدا.
المصدر/عرب ٤٨