قيادة حماس تفهم أنه في الشهر المتبقي حتى الانتخابات، لا توجد نية من “إسرائيل” لتقديم تنازلات دراماتيكية لقطاع غزة الذي يعاني من أزمة اقتصادية، بل تكتفي بتلميحات ترغيب ووعود، إن تخفيف القيود سيوفر وقف إطلاق نار “صغير” ستستمر فيه المظاهرات، لكن بعد 9 أبريل، سيدفع المصريون من أجل تفاهمات أوسع.
بقلم: آفي يسسخاروف – ترجمة: مؤمن مقداد
حتى بعد إطلاق الصاروخ ليلة السبت على “إسرائيل” والهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، يمكن التقدير بحذر أنه على الأقل حتى الانتخابات في 9 أبريل، لن يكون هناك تصعيد متوقع بين حماس و”إسرائيل”، وهذا بالطبع لن يحدث إلا إذا كان هناك مفاجآت أو تطورات غير متوقعة أو تقديرات غير صحيحة من كلا الجانبين.
خلاصة القول هي أن حماس و”إسرائيل” تريدان الحفاظ على الواقع الحالي كما هو، وتريد “إسرائيل” حكومة تستقر في قطاع غزة (على شكل حماس) وحماس تريد واقع اقتصادي في غزة يسمح لها بالسيطرة دون انقطاع، في الوقت الحالي الوضع الاقتصادي في غزة سيئ ويستمر في التدهور بطريقة تجعل من الصعب على حماس الحكم، لكن حتى كبار المسؤولين في التنظيم في قطاع غزة يدركون أنه في الشهر المتبقي حتى الانتخابات، لا تنوي “إسرائيل” تقديم أي تنازلات دراماتيكية فيما يتعلق بغزة، ربما فقط بضع بوادر.
هذه هي الرسالة التي تلقتها حماس من وفد المخابرات المصرية الذي أجرى محادثات هذا الأسبوع في “إسرائيل” وغزة، بقيادة الرجل الثاني في الجهاز “أيمن بديع”، المصريون وفقا لمصادر فلسطينية أوضحوا أنه في ضوء حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية، فإن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي لا يستطيع ولا يريد اتخاذ خطوات دراماتيكية يمكن أن تؤدي إلى وضع أكثر استقرارا واسترخاء بين الجانبين.
وفقا لتقرير في جريدة الأخبار اللبنانية، هذه هي الرسائل التي سمعها رؤساء المخابرات المصرية خلال اجتماعاتهم في تل أبيب مع نظرائهم الإسرائيليين: من الممكن التحدث عن بضع خطوات صغيرة من شأنها أن تؤدي إلى إحساس معين بالتحسن، ومن المفترض أن يتم هذا الأسبوع، على سبيل المثال ستزداد المنطقة المسموح بها لصيد الأسماك مرة أخرى، وكذلك ستزداد إمدادات الكهرباء (التي تصل حالياً إلى حوالي 8 ساعات وصل و8 ساعات قطع) وستسمح “إسرائيل” بدخول البضائع الممنوعة من دخول قطاع غزة في العامين الأخيرين. من المفترض أن تؤدي كل هذه “الإشارات” إلى نوع من التهدئة الصغيرة، التي تسمح بوقف إطلاق النار للشهر القادم ليس أبعد من ذلك، بينما ستواصل حماس مظاهراتها على السياج، ويبدو أن نشاط الوحدات الليلية سيستمر ولا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث للبالونات.
ومع ذلك، أوضح الجانب المصري لحماس أنه بعد الانتخابات الإسرائيلية، فإنهم يعتزمون التباحث حول تفاهمات أوسع من شأنها أن تؤدي إلى تحسن كبير في الوضع في قطاع غزة، بمعنى “تهدئة كبيرة”، ستشمل الحديث عن تشغيل خط الكهرباء 161 من” إسرائيل”، والذي تمنعه السلطة الفلسطينية حالياً، وسلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي من شأنها تثبيت استقرار اقتصاد غزة، مثل إدخال أموال قطرية تهدف إلى دفع رواتب موظفي حماس.
هنا نتحدث بالفعل عن اتفاق واسع، مسلسل واقعي بدون السلطة الفلسطينية، بتشجيع من المصريين وبموافقة “إسرائيل”، وذلك على افتراض أن نتنياهو سيفوز في الانتخابات في “إسرائيل” وأن حكومة تحت قيادته ستحافظ على السياسة الحالية في العزلة السياسية للسلطة الفلسطينية والإجراءات الاقتصادية مع حماس.
في هذه المرحلة، ينبغي أن يقال أن يحيى السنوار وإسماعيل هنية وزملاؤهم في قيادة التنظيم لا يريدون تصعيدًا، هناك بعض الإنجازات التي يرغبون في الحفاظ عليها، وحتى منذ زمن ليس ببعيد كانوا يعتبرونها وكأنها خيال أو “فيك نيوز” بالنسبة لهم، هنا المصريون الذين قالوا مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة إنهم لن يديروا معبر رفح دون وجود السلطة الفلسطينية، إنهم يفعلون ذلك دون تردد في ظل وجود موظفي حماس في إدارة المعبر على الجانب الفلسطيني، كما زار وفد المخابرات المصرية المعبر هذا الأسبوع.
بالإضافة إلى ذلك فإن حماس (أو موظفيها) هم الذين يديرون معبر كيرم شالوم المخصص للبضائع التي تدخل من “إسرائيل” لغزة، ويقوم أعضاء المنظمة بجمع الضرائب على كل غرام من البضائع التي تمر عبره، بعبارة أخرى تتعاون “إسرائيل” ومصر مع حماس، بهدوء من أجل الحيلولة دون تفاقم الأزمة في قطاع غزة في ظل الضائقة.
يبلغ معدل البطالة حوالي 52% بين السكان البالغين (70 % بين المتعلمين) هناك فقر كبير ووفقاً لسكان غزة الذين تحدثوا لـ “والا نيوز” هناك أيضا “خطر مجاعة” في قطاع غزة، ومع ذلك فإن المغامرات العسكرية عشية الانتخابات في “إسرائيل” لن تقود حماس إلى الإنجازات، بل ستزيد من سوء الوضع فقط.
تسعى المنظمة جاهدة إلى التوصل لتفاهم مع “إسرائيل”، وفي ضوء ما إذا كان نتنياهو سينتخب مرة أخرى رئيسًا للوزراء، فإن هذه فرصة حقيقية لخلق واقع جديد، من ناحية أخرى، تشجّع القاهرة هذا التصور وبالتالي كان طلب الوفد المصري من حماس: “الرجاء التحلي بالصبر”.
ترجمة: مؤمن مقداد