بدأ النحّال عبد الرحمن النيرب، الذي يمتلك منحلة بحي الزيتون شرقي مدينة غزة، بإزالة النحل عن الأقراص الشمعية، وإبعاده عن الخلايا، ووضع الأقراص في ماكينة للفرز، قبل أن يضعه في براميل للتصفية.
وينتظر النيرب اكتمال تصفية الخلايا بعد 10 أيام ليشرع بتسويق منتجه في السوق المحلية.
وشرع الرجل الشهر الماضي، ومع بداية فصل الربيع، بنقل خلايا النحل إلى المناطق التي يوجد بها حمضيات، حتى تحصل المنحلة على عسل الحمضيات الذي يتميز بجودته ونكهته وطعمه ورائحته، ويسمى “بفاكهة العسل”.
موسم متوسط
وقال النيرب إن موسم جني العسل بدأ نهاية شهر مارس، ويستمر نحو شهر، “وفي هذه الفترة يضع النحل الرحيق في الأقراص الشمعية ويتم تبخير وتهوية كميات المياه في الخلايا حتى 17% تقريبًا”.
وأشار إلى أن وجود مياه أكثر من هذه الكميات يتلف العسل بسبب كثرة الرطوبة.
وعن شكاوى المواطنين من إطعام النحل للسكر، أكد أن إطعام السكر ضروري خلال شهر رمضان لإبقاء النحل على قيد الحياة، “ولا ضير في ذلك”، مستدركا: “لكن مع بداية شهر مارس يتوقف إطعام السكر”.
وأوضح النيرب أن وزارة الاقتصاد تنظم جولات على النحالين، وفي حال زادت نسبة السكر عن 3% يتم إتلاف العسل، لأنه يرسب في الفحص.
بدوره، يشكو رئيس جمعية النحالين في غزة عماد غزال من تقصير الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية بشؤون المزارعين بقطاع النحل.
وقال غزال : “لم يحصل النحالون على تعويضات للأضرار التي يلحقها الاحتلال بمزارع النخل، وكذلك بسبب المنخفضات واندفاع مياه الأمطار”.
وأكد أن صندوق “درء المخاطر” التابع لوزارة الزراعة لم يضم قطاع النحالين، “وهو ما دفع كثير من العاملين في هذا القطاع للخروج من السوق بسبب التعثر المالي”.
وأشار رئيس جمعية النحالين إلى أن المراعي الرحيقية في قطاع غزة تعاني من شح كبير مقارنة بخلايا النحل الموجودة في قطاع غزة والبالغة (16- 18) ألف خلية.
ولفت إلى أن عدد خلايا النحل كانت تتجاوز الـ 35 ألف خلية قبل انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان قطاع غزة يصدّر كميات كبيرة، في حين بات الآن يستهلك الكميات التي ينتجها دون تصدير.
الأزمة بين نتنياهو والملك الأردني قد تنعكس على الحدود
تكرس الأزمة “الإسرائيلية” . . سيناريو المعركة الخامسة في الأفق
إسرائيل حسمت بشأن التدخل في الحرب السورية وإسقاط الأسد
وعزا غزال أسباب شح المراعي الرحيقية، إلى أن أغلب المحاصيل وخصوصا الحمضيات جرى اقتلاعها، وكذلك ملوحة التربة والأشتال، فضلا عن الزحف العمراني وعدم وجود مناطق حدودية، والتي تحتاجها تربية النحل.
وتذمر من وجود كميات كبيرة من العسل المستورد في الأسواق “والذي يدخل بطرق غير رسمية- وفق قوله-، رغم قرار وزارة الزراعة بمنع استيراد العسل في الموسم.
وأكد أن المحال تعج بالعسل المستورد، “وللأسف نجد أن العسل المحلي لا يلقى رواجا ولا يأخذ الاهتمام الكافي بسبب قلة الترويج له رغم جودته العالية”.
توقعات الإنتاج
ويتفق مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة بغزة عايش الشنطي، مع سابقيه بأن إنتاج الموسم متوسط.
وقال الشنطي إنه يوجد لدينا 20 ألف خلية، ومن المتوقع إنتاج 200 طن من العسل”، مشيرا إلى أن معدل إنتاج الخلية من 7.5 إلى 8 كيلو في الوضع الطبيعي ودون غذاء السكر.
وأكد أن الجودة ممتازة، ووزارته تفحص عينات من العسل بإرساله إلى مختبرات الضفة.
وفي رده عن أسعار العسل للموسم الجاري، أوضح الشنطي أن سعر الكيلو يتراوح بين 40 إلى 100 شيكل، وحسب بيع التجار والجودة.
ولفت إلى أن معدل الأزهار في الأشجار، يتحكم في إنتاج الموسم، “وكذلك المنخفضات واستمرارها تقلل الإنتاج”.
وأوضح أن وزارته “تساعد النحالين في إعطاء الإرشادات ومعالجة الأمراض التي تصيب النحل، وخصوصا مرض “الفاروا” الذي يقلل كميات النحل والعسل”.
وختم الشنطي حديثه: “نعمل باستمرار على تحسين السلالات المحسنة وإدخال سلالات جديدة للقطاع والتي تنتج عسلا أكثر جودة وبكميات أكبر”.
ووفق إحصائية لوزارة الزراعة، فيوجد في قطاع غزة نحو 400 منحلة، تتركز غالبيتها في المناطق الحدودية وخصوصًا المثمرة.
المصدر/ صفا