قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن تمويل إسرائيل شراء لقاحات “سبوتنيك” من روسيا لصالح سورية، في إطار صفقة التبادل وإعادة الشابة الإسرائيلية من سورية إلى إسرائيل، هو “بادرة نية حسنة للروس، الذين لعبوا دورا هاما في الوساطة”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الأحد. وقالت الصحيفة إن الشابة الإسرائيلية كتبت في صفحتها في “فيسبوك” بأنها لا تعترف بالحدود.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن روسيا هي التي طلبت التعتيم على اللقاحات في إطار صفقة التبادل لاعتباراتهم الخاصة، وأنه تم إبلاغ الوزراء بذلك خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الطارئ، يوم الثلاثاء الماضي، وطولبوا بالتوقيع على اتفاق يمنعهم من التحدث حول “البند السري”، الذي فرضت عليه الرقابة العسكرية.
وفيما ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، أنه لن يتم نقل أي لقاح إسرائيلي إلى سورية، أكدت الصحيفة أن اللقاحات التي ستنقل إلى سورية هي لقاحات “سبوتنيك” الروسية وليست من مخزون اللقاحات الذي بحوزة إسرائيل”.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع إنه “ينبغي النظر إلى مجمل العلاقات مع روسيا. وإسرائيل طولبت بتنفيذ مبادرة نية حسنة إنسانية مقابل إعادة الإسرائيلية. والحديث هنا عن مبادرة نية حسنة للروس أيضا، الذين لعبوا دورا هاما في الوساطة بين الدولتين”.
وخضعت الشابة لدى عودتها إلى إسرائيل، أول من أمس، لاستجواب أولي في جهاز الأمن العام (الشاباك)، وسيجري تحقيق معها، اليوم، فيما يجري التداول في إمكانية محاكمتها.
وحسب الصحيفة، فإن تكلفة صفقة اللقاحات 1.2 مليون دولار، لشراء 50 – 60 ألف لقاح “سبوتنيك” “من أجل تطعيم النخبة الحاكمة في سورية – القيادة المحيطة بالرئيس الأسد وعائلته”.
محلل اسرائيلي: موجة تطبيع بلا سلام إقليمي لم تؤثر على وضع إسرائيل الإستراتيجي
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وثيقة سرية لجيش الاحتلال : عسقلان هدف رئيسي للمقاومة في أي تصعيد
وقالت الصحيفة إن الشابة في الـ22 من عمرها، وولدت في بيت حريدي في مستوطنة “موديعين عيليت”، لكنها ارتدت عن التدين ومنذئذ أصبحت مغامرة و”متنقلة أبدية” حسب قولها. وسكنت في الآونة الأخيرة في مبنى مهجور في شمال البحر الميت. وكتبت في “فيسبوك” أنه “أشعر دائما أنني في بيتي في أي مكان أتواجد فيه وغريبة في مكان ولادتي أيضا”.
وحاولت الشابة في الماضي الدخول إلى قطاع غزة وأوقفتها قوة من الجيش الإسرائيلي، كما حاولت العبور إلى الأردن، واعتقلت مرة أخرى. ودرجت على أن تُستضاف لدى فلسطينيين، وصفتهم بأنهم “ليسوا أبناء عم، وإنما إخوة”.
وزارت الشابة هضبة الجولان المحتلة، الشهر الماضي، وكتبت من هناك منشورا قالت فيه “إذا لم تصعد إلى الجبل، لن تعرف ماذا ينتظرك خلفه”. وكتبت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لدى تواجدها في منطقة البحر الميت: “لم يوقفني أي أحد حتى الآن – لا جدار، لا حدود، لا بوابة، لا سور، لكن بإمكانكم مواصلة المحاولة”.
وكتبت أيضا خلال تواجدها في مدينة أريحا، أنه “لا أعترف بخطوطكم – لا أخضر، لا أزرق ولا بنفسجي، والخط الأحمر لن يوقفني أيضا”. وكتبت في منشور آخر: “التفكير بمتوحشة مثلي سجينة في قفص الحضارة هو أمر رهيب. أنتم تعتقدون أنني معهم، وهم يعتقدون أنني معكم، لكني لست في جانب أحد، أنا لوحدي”.
وتجولت الشابة كثيرا في العالم، وكتبت لدى تواجدها في جورجيا: “حتى لو متّ غدا، سأبقى حرة حتى اللحظة الأخيرة”.
المصدر/عرب ٤٨