قالت مصادر في وزارة الصحة الإسرائيلية إن عددا كبيرا جدا من الأشخاص في المجتمع الحريدي توجهوا إلى الوزارة، مؤخرا، مطالبين بتشديد إنفاذ القانون في المجتمع الحريدي بما يتعلق بتعليمات مكافحة وباء كورونا. ووصف تقرير نشره موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني اليوم، الأربعاء، عدد هذه التوجهات بأنه “طوفان”.
واشار التقرير إلى أن أغلبية الحريديين كانت غير مبالية حتى الآن باستخفاف جماعات بين الحريديين بتعليمات الحكومة لمكافحة كورونا، وأن هذه الأغلبية التزمت بالتعليمات، لكنها تحسبت من اعتبار معارضتهم لأنشطة جماعات حريدية أنها نوع من “الوشاية” أو معارضة قرارات حاخامين، سيدفعون على إثرها ثمنا شخصيا أو عائليا داخل مجتمعهم.
حماس ترفض مقترح اسرائيلي لصفقة تبادل أسرى مقابل مشارع اقتصادية بغزة
إسرائيل تُجبر مقدسيَيْن على هدم شقتيهما بالقدس
الجمعية العامة تتبنى 6 قرارات لصالح فلسطين بأغلبية ساحقة
وأضاف أنه طرأ تغيرا، ويتم حاليا نشر قوائم بأسماء نساء شابات أصبن بكورونا بحالة خطيرة، إلى جانب والدات وأطفالهن الذين ولدوا حديثا، في وسائل إعلام حريدية، ويتم التشديد من خلالها على أن ليس فقط المسنين والمجموعات في خطر يواجهون مخاطر الوباء.
ووفقا للتقرير، فإن الكثيرين من الحريديين، وبينهم صناع رأي عام، يتحدثون بحدة ضد الجماعات التي تخرق التعليمات، ويصفونهم بـ”القتلة” و”سافكي الدماء” و”إرهابيين”.
ورجح التقرير أن هذه التوجهات جاءت في أعقاب معطيات انتشار الفيروس الخطيرة وكذلك إثر انتشار طفرات كورونا الجديدة، وأن الكثيرين باتوا يدركون مخاطر تناقل العدوى الواسع والتي لم يعد بالإمكان تجاهلها.
وأشار التقرير إلى تشجيع الحاخامات الحريديين والقيادة السياسية بينهم لخرق تعليمات كورونا، خاصة من خلال الإصرار على فتح المدارس وإقامة احتفالات وأعراس خلافا للتعليمات الحكومية. وأدى ذلك بالكثيرين في المجتمع الحريدي إلى التوجه إلى السلطات من أجل إنفاذ القانون.
وتلقت وزارة الصحة والشرطة والسلطات المحلية مئات التوجهات من حريديين بهذا الخصوص في الأيام الأخيرة الماضية، وغالبيتها العظمى كانت توجهات من مجهولين، الذين اعتبروا أن التوجه إلى السلطات بات الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى إغلاق المدارس والكُنس ومنع التجمهرات المحظورة.
ولفت التقرير إلى أن بين الذين قدموا شكاوي كهذه أولياء أمور طلاب يضطرون إلى إرسال أولادهم إلى المدارس رغما عنهم، إثر فتاوى حاخامات بحظر إغلاق المدارس الحريدية.
وقال المذيع في إذاعة “كول هرماه” الحريدية، دودي شفومنفيلد، للإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، اليوم، إن الذين يخرقون التعليمات في المجتمع الحريدي هم “قتلة وهم أشخاص يدركون أن هذا السلوك يمكن أن يقتل”.
وفي هذه الأثناء، دارت اليوم مواجهات بين قوات الشرطة وأتباع جماعة حريدية، تعرف باسم “حسيدية ساتمار”، في القدس، خلال محاولة الشرطة إغلاق مدرسة حريدية، واعتقلت الشرطة 10 حريديين فيما أصيب عدد من أفراد الشرطة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد مغادرة قوات الشرطة، خرج طلاب المدرسة إلى الشارع وراحوا يرقصون، ويعتزمون العودة إلى التعليم خلافا للتعليمات. وتعتبر “حسيدية ساتمار” جماعة متطرفة بين الحريديين ومناهضة للصهيونية وترفض الحصول على ميزانيات من الحكومة الإسرائيلية.
وألقى حريديون حجارة باتجاه دوريات شرطة في حي “عِزرات توارة” في القدس، بعد أن وصلت قوات من أجل إغلاق مدرسة وورود تقارير حول خرق تعليمات كورونا.
المصدر/ عرب ٤٨