لن تكون الانتخابات الرابعة كمثيلاتها الثلاثة التي سبقت، ستكون صاعقة ، فلم يعد نتنياهو ضامن للنتيجة، ولم تعد منافسة بين اليمين وما بين الوسط واليسار.
ساعر فجر النظام السياسي والحزبي وأرسى قواعد جديدة وتوازنات مختلفة ، لم يعد اليمين حكراً على نتنياهو الذي لا زال يمسك ببلوك يزيد عن الأربعين عضوا، لكن في مقابله 3 أحزاب يمينية؛ ساعر، ليبرمان، نفتالي بينت
استطلاع: ساعر يحصد 17 مقعدا ويقلل فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة
جدال آخر في الحكومة الاسرائيلية : من سيكون سفير دولة الإمارات؟ …
وثيقة سرية لجيش الاحتلال : عسقلان هدف رئيسي للمقاومة في أي تصعيدكل هذه القوائم اليمينية تلغي من قاموسها أي حكومة تكون القائمة المشتركة شريكا مباشرا أو غير مباشر فيها.
الأمر الذي يجعل هذه القوائم المتنافسة إذا ما استطاعت أن تسحب عددا من مقاعد الوسط إليها تصبح القدرة على تشكيل حكومة لا تتحقق إلا من خلال المعسكرين اليميني بقيادة نتنياهو، واليمين الآخر بقيادة ساعر ، وهذا بعد حملة انتخابية ضارية قد يصبح عسيراً.
لكن السؤال ، هل بقي العرب محظورون عن المشاركة والانضمام للحكومة خاصة بعد اتفاق نتنياهو مع منصور عباس عضو الحركة الإسلامية ؟
فهل سيبقى إشراكهم في الحكومة معرة وشتيمة بعد التحالف معهم ؟
ثم هل سيستمر المتدينون أمناء رهائن بيد نتنياهو يستخدمهم كيف يشاء على حساب الميزانيات العامة لمدارسهم وحلقاتهم الدينية الخاصة في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية ؟
وهل ستتوحد الأحزاب الثلاثة اسرائيل بيتنا، يمينا، وحزب ساعر ؟
وهل يستطيع المركز واليسار بعد الانشقاق في يوجد مستقبل بعد انفصال عوفر شيلح وتشكيل خولدائيه رئيس بلدية تل أبيب حزبا جديدا وإصرار بني جانتس على الترشح بقيادة أزرق أبيض الحفاظ على أصوات المركز واليسار ، إلى جانب ميرتس التي تمكنت من المحافظة على قوتها ..
لا شك ستكون انتخابات طاحنة ، والمفاجآت فيها واردة لكن لم نصل للدعاية الانتخابية التي بالعادة تُحدث تغييرات جذرية في النسب والاستطلاعات ، لكن الثعلب نتنياهو الذي يتقن استغلال الحملات الدعائية ويغير الميول والاهتمامات والأولويات لدى الجمهور بما يملك من أدوات بالتخويف والترويع. سيواجه هذه المرة مئات الآلاف من الناخبين العاطلين عن العمل الفقراء الذين يخشون على مصيره من كورونا، ولا يكفون عن الاحتجاج والتظاهر أمام منزله.
نتنياهو أنجز على مستوى السياسة الخارجية، لكنه سيحرص على عدم المبالغة في ذلك حتى لا يظهر أنه يغطي إخفاقاته في الجبهة الداخلية، وسيبذل كل ما بوسعة للإسراع في تطعيم الصهاينة باللقاح المضاد حتى يدخلهم إلى صناديق الاقتراع بدون إجراءات وقيود .
إصرار نتنياهو على الإغلاق الثالث الذي سيبدأ بأسبوعين وربما يمتد لأربعين يوما يهدف من خلاله لقطع دابر الوباء، فهذه إجراءات نعرفها وربما يتخذ أخرى لا نعرفها ، والغريق يتعلق بقشة .
المصدر/شبكة الهدهد