فشلت أمس الاثنين محاولة ثالثة لوقف القتال بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورني قره باغ، وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن، كما أقرت يريفان بتقدم عسكري جديد للجيش الأذري.
وتم التوصل لأول هدنة بين يريفان وباكو في العاصمة الروسية موسكو في 10 أكتوبر/تشرين الأول، وأُعلنت الثانية في باريس في 17 منه، لكنهما لم تصمدا.
ومن جانبه قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن بلاده “قبلت بالهدنة الإنسانية لتبادل الأسرى والجثث، لكن أرمينيا خرقتها بعد دقائق من بدئها”.
وأضاف علييف أن من يطالبون بهدنة إنسانية يرسلون السلاح إلى أرمينيا، مشيراً إلى أن لديه قائمة بأسمائهم، ومشددا على أن بلاده تريد حل النزاع بشأن إقليم قره باغ بالوسائل السياسية والعسكرية أيضا.
وفي تغريدة عبر توتير، أوضح حكمت حاجييف نائب الرئيس الأذري أن الجيش الأرميني لم يوقف إطلاق النيران باتجاه مدينة ترتر الأذرية المجاورة لإقليم قره باغ، مؤكدا أن القوات الأرمينية استهدفت المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين الأذريين.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الجيش الأرميني انتهك الهدنة صباحا، باستهدافه وحدات عسكرية أذرية، وقصفه مدنيين في مدينة ترتر، ومواقع على خط الجبهة، منها توفوز، وكده باي، وتاش كسن، ومدن فضولي، ولاتشين.
وقد حملت الخارجية الأذرية الحكومة الأرمينية المسؤولية الكاملة عن خرق الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، وقالت إن يريفان أبدت عدم صدق نيتها لحل الأزمة بشكل سلمي، ودعتها لاحترام المعاهدات والوساطات الدولية.
في المقابل، قالت أرمينيا إنها تلتزم بالهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها برعاية أميركية، لكنها اتهمت باكو بخرق هذه الهدنة منذ الساعات الأولى لسريانها، وجددت دعوتها لإقرار آلية دولية للتحقق من خرق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الأرميني إنّ بلاده تواصل الالتزام الصارم بالهدنة الإنسانية في قره باغ، مشددا على استعداد يريفان لقبول حل وسط لتسوية النزاع.
وطالب الولايات المتحدة بالرد على ما وصفه بالانتهاك الأذربيجاني لاتفاق وقف إطلاق النار، كما أعرب عن أمله في أن تثمر جهود الدول الثلاث التي ترأس مجموعة مينسك وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
وأقر آرتسرون أوفانيسيان الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية أمس بسيطرة القوات المسلحة الأذرية على مدينة كوباتلي في إقليم قرة باغ.
وقال أوفانيسيان، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء سبوتنيك الروسية “للأسف، في ساعة متأخرة من مساء أمس، خلال المعارك، تمكَّن الخصم من السيطرة على كوباتلي، والتقدم في بعض الاتجاهات” متعهدًا بتقديم خريطة للأعمال القتالية غدًا.
قلق أممي
بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” إزاء تقارير تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا أمس، بعد وقت قصير من بدء هدنة ثالثة خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي “نحن قلقون للغاية من التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار بعد وقت قصير من موافقة الأطراف على تنفيذ التزاماتهم للمرة الثالثة الأيام الأخيرة”.
شاهد: الاحتلال يصيب فلسطيني من ذوي الاعاقة بجروح خطيرة على حاجز قلنديا بالضفة
عصابة تدفيع الثمن” تحرق 13 مركبة وتخط شعارات عنصرية في بيت صفافا
شاهد..اصابة مزارع جراء قصف الاحتلال لأراضٍ للفلسطينين شرق محافظة خان يونس
إعلان بخصوص تسديد رسوم طلاب الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية من المستحقات
وأضاف أن من المهم جدًا أن ينفذ الطرفان اتفاقهما بالكامل “إننا نتوقع منهما الوفاء بهذه الالتزامات”.
ومضى قائلا: أعتقد أن ما لا يمكن تجاهله هو الوضع الإنساني بمنطقة النزاع، ومن المهم أن يضمن الجميع الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين بالمجال الإنساني، وتقديم المساعدة والخدمات الإنسانية للمدنيين في منطقة نزاع قره باغ وحولها.
دعوات تركية
من جانبه دعا حامي أقصوي، المتحدث باسم الخارجية التركية، مجموعة مينسك لإطلاق عملية تفاوض تهدف لحل دائم بين أذربيجان وأرمينيا وفقا للقانون الدولي.
وتأسست مجموعة مينسك -التي تشارك في رئاستها كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة- عام 1992- بهدف تشجيع أرمينيا وأذربيجان، والتوسط بينهما من أجل إيجاد حل سلمي لقضية قره باغ.
وعاد أقصوي ليشير إلى أن أذربيجان وأرمينيا أعلنتا وقفا لإطلاق النار مرتين في 10 و18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكل مرة تنتهكه أرمينيا خلال فترة وجيزة.
وأضاف: نتيجة لمبادرات الولايات المتحدة تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مرة أخرى أمس، للسماح بتبادل أسرى الحرب والجنازات، ولكن للأسف انتهكت أرمينيا هذا الاتفاق أيضا، بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ، وواصلت استهدافها للمواقع الأذربيجانية على خط الجبهة، والمدنيين بالمناطق الداخلية لأذربيجان والبعيدة عن منطقة الاشتباك.
وأكد المتحدث التركي على ضرورة إطلاق مفاوضات تؤدي إلى نتائج حتى يكون وقف إطلاق النار مستداما ويتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، وفقا للأمم المتحدة، والتي تضم إقليم ناغورني قره باغ و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفضولي.
المصدر : الجزيرة + وكالات