الرئيسية / العالم / ناغورنو كراباخ: “مرتفعات الحديقة السوداء” التي أدت لاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا

ناغورنو كراباخ: “مرتفعات الحديقة السوداء” التي أدت لاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا

أعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة بعد وقوع اشتباكات مع أذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن المبادرة بالهجوم.فماذا نعرف عن الإقليم المتنازع عليه بين البلدين؟

تقع منطقة ناغورنو كاراباخ داخل أراضي أذربيجان وتسكنها أغلبية أرمينية وتحظى بدعم من أرمينيا المجاورة.

كلمة ناغورنو باللغة الروسية تعني مرتفعات، بينما تعني كراباخ الحديقة السوداء باللغة الآذرية.

ويفضل أبناء عرقية الأرمن استخدام الاسم الأرميني القديم للمنطقة “أرتساخ”.

في عام 1988 وقرب نهاية الحكم السوفيتي دخلت القوات الأذربيجانية والانفصاليون الأرمن حرباً دموية انتهت بتوقيع هدنة عام 1994، غير أن المفاوضات فشلت في أن تقود للتوصل لمعاهدة سلام دائم حتى اللحظة، ولايزال هذا النزاع واحداً من “الصراعات المجمدة” لما بعد الحقبة السوفيتية .

تعود جذور الصراع إلى أكثر من قرن مضى، حين كانت المنطقة مسرحاً للتنافس على النفوذ بين المسحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس.

وقد سكن المنطقة لقرون مسيحيون أرمن وأذريون ترك، وأصبحت جزءاً من الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر.

وعاش سكانها في سلام نسبي، رغم أن بعض أعمال العنف الوحشية التي ارتكبها عناصر من الجانبين في أوائل القرن العشرين ماتزال عالقة في ذاكرة أبنائها.

هل يكون Affinity Photo البديل الأول لبرنامج الفوتوشوب؟ 

 صحيفة: بريطانيا تتجه لقطع مشاركة هواوي في شبكات 5G .

شركة هندية غامضة تدير أكبر خدمة قرصنة في العالم 

فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية في روسيا، أسس النظام السوفيتي الجديد وقتها -ضمن سياسة فرق تسد في المنطقة- منطقة حكم ذاتي في ناغورنو كاراباخ تسكنها أغلبية أرمينية داخل حدود جمهورية أذربيجان السوفيتية السابقة في أوائل عشرينيات القرن الماضي.

ومع تراجع القبضة السوفيتية في أواخر ثمانينات القرن الماضي، تطورت الخلافات بين الأرمن والأذريين إلى أعمال عنف بعد تصويت برلمان المنطقة لصالح الانضمام لأرمينيا.

وتشير التقديرات إلى أن الصراع بين الجانبين أسفر عن مقتل ما بين 20 ألفاً إلى 30 ألف شخص، وانتزعت الأغلبية الأرمينية السيطرة على الإقليم، ثم سعت إلى احتلال منطقة متاخمة ضمن أراضي أذربيجان لعمل منطقة منزوعة السلاح تربط بين كاراباخ وأرمينيا.

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي أواخر عام 1991، أعلنت كراباخ نفسها جمهورية مستقلة، مما أدى لتصاعد الصراع إلى حرب شاملة. ولم يتم الاعتراف بدولة “الأمر الواقع” من الخارج، حتي من جانب أرمينيا ذاتها.

ورغم أن أرمينيا لم تعترف رسمياً باستقلال المنطقة، فقد ظلت الداعم المالي والعسكري الرئيسي لها.

هدنة
تم التوقيع على وقف لإطلاق النار بوساطة روسية عام 1994، لتصبح كاراباخ ومساحات من الأراضي الأذرية في هذا الجيب تحت السيطرة الأرمينية.

وخلال الصراع الذي أسفر عن نزوح أكثر من مليون شخص، فر أبناء العرقية الأذرية (كانوا يمثلون حوالي 25% من تعداد السكان) من ناغورنو كراباخ وأرمينيا، فيما فر الأرمن من أذربيجان. ولم يتمكن أبناء العرقيتين من العودة لديارهم منذ انتهاء الحرب.

وقد قتل جنود من كلا الطرفين خلال وقائع خرق متفرقة لخرق الهدنة. وتسبب إغلاق الحدود بين تركيا وأذربيجان في مشكلات اقتصادية حادة لأرمينيا، كونها دولة حبيسة.

ومنذ التوصل للهدنة، تسير الأمور في طريق مسدود ما بين الأذريين الذين يشعرون بالمرارة لخسارتهم أرضاً يرونها حقاً لهم، والأرمن الذين لا يبدون أي استعداد للتخلي عنها.

وتتولى روسيا وفرنسا والولايات المتحدة رئاسة ما يعرف بمجموعة مينسك -ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا- والتي تبذل مساعي للتوسط من أجل وضع حد للنزاع.

خروقات للهدنة

خلال الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في ديسمبر/ كانون الأول 2006 واعتبرته أذربيجان غير شرعي، أقرت المنطقة دستوراً جديداً.

وكانت بعض بوادر التقدم تظهر من حين لآخر خلال لقاءات متقطعة بين رئيسي أذربيجان وأرمينيا.

فقد أُحرز تقدم ملحوظ قد خلال المحادثات بين الزعيمين عام 2009، إلا أنه لم يستمر، ووقعت منذ ذلك الحين انتهاكات عدة خطيرة للهدنة، كان من أبرزها مقتل عشرات الجنود من الجانبين في أعمال عدائية متبادلة في إبريل/ نيسان 2016.

ويوم الأحد اندلعت اشتباكات بين قوات أذربيجان وأرمينيا، وقد أسقطت مروحية تابعة لأذربيجان، ووردت تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين على جانبي الحدود.

واتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان أذربيجان بشن هجمات جوية ومدفعية على قوات بلاده، فيما قالت أذربيجان قالت إنها كانت ترد على قصف مدفعي شنته أرمينيا على امتداد الحدود.

ماذا يقول الطرفان:
قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن هجوما على بلدات بينها ستيباناكرت، عاصمة المنطقة المتنازع عليها، قد بدأ في الساعة الثامنة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي.

وأشارت، في بيان رسمي، إلى أن الجيش الأرميني أسقط مروحيتين أذريتين وثلاث طائرات مسيرة، ودمر ثلاث دبابات.

وورد في البيان ” سيكون ردنا متناسبا مع مستوى الهجوم ونحمل القيادة السياسية والعسكرية في أذربيجان المسؤولية الكاملة عن تردي الوضع”.

وقال المتحدث باسم الوزارة شوشان ستيبانيان في وقت لاحق إن امرأة وطفلا قُتلا، ويجري التحقق من تقارير عن خسائر أخرى.

وأعلنت السلطات في المنطقة المتنازع عليها الأحكام العرفية.

وأعلنت أذربيجان عن شن هجوم مضاد على امتداد الحدود لصد الهجمات العسكرية للقوات المسلحة الأرمينية وحماية المدنيين.

وأدى القصف الكثيف لعدة قرى إلى قتل وجرح مدنيين وتدمير أجزاء من البنى التحتية، كما أفاد بيان وزارة الدفاع.

وأضاف البيان أن مروحية أذرية اُسقطت لكن طاقمها نجا، بينما تم تدمير 12 نظاما دفاعيا أرمينيا. ونفى البيان وقوع أي خسائر أخرى تحدث عنها البيان الأرميني.

وكان التوتر قد تطور إلى نزاع عسكري عام 2016 حيث وقعت اشتباكات بين البلدين استمرت عدة أيام.

وتحاول منظمة الأمن والتعاون الأوروبي منذ فترة طويلة التوسط بمشاركة وسطاء من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لتسوية النزاع. وشكلت هذه الدول مجموعة دبلوماسية تعرف باسم مجموعة مينسك تابعة للمنظمة الأوروبية تحاول البناء على اتفاق لوقف إطلاق النار موقع بين البلدين عام 1994 للتوصل إلى حل للصراع.

المصدر/ بي بي سي

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: