اشترت وزارة الصحة الإسرائيلية مئات آلاف وجبات دواء تجريبية قد تكون ناجعة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا. والعلاج التجريبي عبارة عن مزيج من الأدوية المضادة للملاريا ومضادات حيوية لمعالجة لمعالجة الالتهابات في جهاز التنفس، وباتت مستخدمة حاليا لمعالجة الحالات الحرجة التي ترقد في غرف الطوارئ في المستشفيات، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الأربعاء.
وفي حال ثبتت نجاعة هذا الدواء، سيكون بالإمكان منحه لجميع المرضى في حالات خطيرة في المستشفيات الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن المرضى في حالات حرجة لن يخسروا شيئا من التجارب على أدوية، ولذلك استخدمت في علاجهم أدوية متنوعة، وجميعها تجريبية، بهدف الشفاء من الفيروس.
وبين هذه الأدوية، دواء باسم Actemra، الذي يستخدم في معالجة حالات خطيرة تعرف باسم “عاصفة سيتوكين”، ودواء آخر باسم Remdesivir، الذي جرى تطويره ضد وباء الأبولا. ويستخدم هذا الدواء في علاج عطوف فقط، ولا يزال في مرحلة تجريبية. وتم منح هذا الدواء في البداية لجميع المرضى الذين احتاجوا إليه، لكن بعد الطلب الكبير عليه تقرر تقييد استخدامه للنساء الحوال والأولاد فقط.
وبسبب عدم وجود خيار آخر، تتم معالجة المرضى في الأيام الأخيرة من خلال دوائين. الأول هو Azithromycin، وهو مضاد حيوي رائج يستخدم لمعالجة التهابات جهاز التنفس، والثاني هو “هايدروكلوروكفين”، وهو دواء قديم لمعالجة الملاريا. ويأتي استخدامهما في أعقاب بحثين فرنسيين صغيرين تم نشرهما في الأسابيع الأخيرة، وأظهر تناولهما معا نجاعة معينة في القضاء على الفيروس ومنع انتقال العدوى. وصادقت السلطات الأميركية، قبل يومين، على استخدام “هايدروكلوروكفين”، كعلاج طوارئ ضد كورونا.
وفي الأيام الأخيرة، تم تزويد المستشفيات الإسرائيلية بمئات آلاف حبوب دواء Zeto، التي تصنعها شركة الأدوية “أونيفارم”، كما أعلنت شركة الأدوية الإسرائيلية “طيفَع”، التي تنتج دواء “هيدروكسي كلوروكين”، وتبرعت بستة ملايين حبة دواء من هذا النوع لمستشفى في الولايات المتحدة، قبل أسبوعين، وأعلنت أنها ستتبرع بمليوني حبة دواء لإسرائيل، بناء على طلب مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف. ويتوقع وصول هذا الدواء إلى البلاد في الأسابيع القريبة.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن قبل عشرة أيام أن “هايدروكلوروكفين” يظهر نجاعة هائلة في العلاج ضد كورونا، لكن خبراء في الأمراض المعدية حذروا من أن هذا العلاج ليس مثبتا، وأن الدمج بين الدواءين محل خلاف بين الخبراء، خاصة وأن الأبحاث حول استخدامهما ضد كورونا ما زالت في بدايتها.
ونقلت الصحيفة عن مديرة معهد الأمراض المعدية في مستشفى “شيبا”، البروفيسور غاليا راهف، قولها أمس، إنه “لم تظهر من العلاج بهذه الأدوية نتائج قاطعة في الصين وفرنسا، ولكن بسبب عدم وجود خيار آخر، فإننا نمنحه لمرضانا لأنه لا يوجد بديل حاليا. وهناك مريض واحد تحسنت حالته بعد علاج كهذا. وسنبدأ في الأيام القريبة بإجراء بحث خاص بنا من أجل تقدير تأثير هذا العلاج وعلاجات أخرى على مرضى كورونا”.
المصدر/ عرب48