أعلنت إيطاليا اليوم الجمعة تسجيل ما يقارب ألف وفاة خلال 24 ساعة، في حين سجلت الولايات المتحدة 18 ألف إصابة خلال يوم واحد، وهي حصيلة قياسية لضحايا الفيروس عالميا، كما حذرت منظمة الصحة العالمية من تطور دراماتيكي لانتشار الفيروس في أفريقيا، وقال صندوق النقد الدولي إن الوباء أدخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود.
وبهذه الوفيات الجديدة في إيطاليا يرتفع العدد الإجمالي للوفيات فيها إلى 9134، أي بزيادة 969 حالة منذ أمس الخميس، غير أن وتيرة انتشار العدوى تواصل التراجع، حيث سجلت نسبة الحالات الجديدة المسجلة نموا 7.4%، وهي الأدنى منذ بداية تفشي الوباء في البلاد قبل أكثر من شهر.
وفي الولايات المتحدة، أودى الفيروس بحياة 345 شخصا خلال الساعات الـ24 المماضية، وفق إحصاء لجامعة جونز هوبكنز، مما يمثل رقما قياسيا يرفع الحصيلة الإجمالية في البلاد إلى 1438 وفاة.
وباتت الولايات المتحدة الأولى عالميا في عدد الإصابات المعلنة رسميا (94238) بعد تسجيل حوالي 18 ألف إصابة جديدة خلال يوم.
كما سجلت السلطات الطبية في إسبانيا 769 وفاة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في أعلى زيادة في الحالات تسجل في يوم واحد لترتفع الوفيات لديها إلى 4858 وفاة جراء الوباء.
سيناريوهات وتحذيرات
وفي إيطاليا أيضا، توقع خبراء معهد الصحة الوطني أن يبلغ انتشار الفيروس ذروته في الأيام القليلة المقبلة، لكنهم اعتبروا أن اجراءات الإغلاق لوقف انتشار الوباء الذي تسبب بوفاة 8100 شخص وأصاب نحو 80 ألفا آخرين قد تعطي نتائج قريبا.
وقال رئيس المعهد سيلفيو بروسافيرو “أريد أن أكون واضحا، لم نبلغ ذروة الوباء بعد ولم نتجاوزها، لدينا مؤشرات تباطؤ (لعدد الحالات)، مما يدفعنا الى الاعتقاد بأننا قريبون من ذلك، ويمكن أن نبلغ مرحلة الذروة في الأيام المقبلة”.
بدورها، توقعت دراسة بريطانية نشرت اليوم الجمعة أن تسجل أوروبا عشرات الآلاف من حالات الوفاة المتعلقة بفيروس كورونا هذا العام، وفق أفضل سيناريو.
وقدر باحثون في جامعة “إمبريال كوليدج” في لندن أن 279 ألف شخص سيفارقون الحياة في منطقة أوروبا ووسط آسيا -التي تضم روسيا- خلال الأيام الـ250 المقبلة إذا اتخذت جميع الدول الإجراءات المشددة التي تطبق بالفعل في معظم الدول الأوروبية.
وأضاف الباحثون أنه في مختلف أنحاء العالم هناك 1.9 مليون شخص ربما يقضون نحبهم هذا العام إذا استخدمت جميع الدول إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأشارت تقديرات الباحثين إلى أنه إذا لم تتخذ الحكومات أي إجراء على الإطلاق ربما تصل حصيلة الوفيات إلى 40 مليونا، وحصيلة المصابين إلى سبعة مليارات شخص.
وقال باتريك والكر -وهو أحد معدي التقرير- “تشير تقديراتنا إلى أن العالم سوف يواجه وضعا طارئا صحيا عاما حادا غير مسبوق في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
وأضاف “تشير نتائجنا إلى أن جميع الدول تواجه خيارا بين إجراءات مكثفة ومكلفة لمواجهة انتقال الفيروس أو المخاطرة بأنظمة صحية تفوق قدرتها الاستيعابية بشكل سريع”.
تطور دراماتيكي
وفي سياق التحذيرات أيضا، قال المدير الإقليمي لأفريقيا بمنظمة الصحة العالمية الجمعة إن القارة تواجه “تطورا دراماتيكيا” لوباء كورونا.
وأوضح ماتشيديسو ريبيكا مويتي في تصريحات تلفزيونية اليوم الجمعة أن من بين 47 دولة أفريقية هناك 39 دولة متضررة حاليا مقارنة بدولة واحدة قبل شهر واحد فقط. وأضاف أن هناك نحو 300 حالة إصابة بالفيروس يوميا، داعيا الدول الأفريقية إلى تكثيف الإجراءات الاحترازية.
ورغم أن 42 دولة في أفريقيا قادرة الآن على تشخيص المرض فإن مويتي شدد على أن القارة ليست مجهزة بشكل جيد للتعامل مع أزمة صحية كبيرة.
وبعيدا عن التأثيرات الصحية للوباء، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الجمعة إن وباء كورونا دفع الاقتصاد العالمي إلى ركود سيتطلب تمويلا هائلا لمساعدة الدول النامية.
وأوضحت في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت “من الواضح أننا دخلنا في ركود”، سيكون أسوأ مما كان عليه الوضع في عام 2009 بعد الأزمة المالية العالمية.
وأضافت أنه مع “التوقف المفاجئ” للاقتصاد العالمي تبلغ تقديرات الصندوق “للاحتياجات المالية الإجمالية للأسواق الناشئة 2.5 تريليون دولار”، لكنها حذرت من أن هذا هو الحد الأدنى، إذ طلبت أكثر من 80 دولة بالفعل مساعدات طارئة من صندوق النقد الدولي.
أبرز التطورات
وفي أبرز تطورات اليوم الجمعة ارتفع عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة إلى 86,012 إصابة، والوفيات إلى 1301 وفاة.
وطالب الرئيس دونالد ترامب شركتي فورد وجنرال موتورز بالبدء بشكل فوري في تصنيع أجهزة التنفس، ملوحا بتطبيق قانون الإنتاج الدفاعي.
وفي روسيا، أكد الكرملين اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا اليوم الجمعة في إدارة الرئيس فلاديمير بوتين.
وقفز عدد الحالات المؤكدة بمستوى يومي قياسي لليوم الثالث على التوالي ليصل إلى 1036 حالة، وتوفي أربعة أشخاص بالمرض.
وأعلن بوتين أن الأسبوع المقبل سيكون عطلة وستغلق موسكو -وهي المنطقة الأكثر تضررا بالفيروس- كافة المقاهي والمطاعم والمتاجر باستثناء التي تبيع الغذاء والدواء حتى 5 أبريل/نيسان المقبل.
وفي بريطانيا، ارتفع عدد الوفيات إلى 759، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 14،579، بزيادة قدرها 31 %، والعدد هو سابع أعلى حصيلة في العالم بعد إيطاليا وإسبانيا والصين وإيران وفرنسا والولايات المتحدة، وفقا لإحصاء لرويترز.
وفي فرنسا، أعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب تمديد الحجر الصحي العام المفروض في البلاد لأسبوعين إضافيين، وحذر من “الموجة المرتفعة جدا” للوباء التي “تجتاح فرنسا.
يأتي هذا، فيما تتواصل عمليات إجلاء المرضى في قطارات أو جوا سعيا لتخفيف الضغط عن مستشفيات شمال البلاد بؤرة المرض الرئيسية، كما أوشكت منطقة باريس على استنفاد طاقات المستشفيات، مع 1300 مريض في أقسام العناية الفائقة.
وتفاقم انتشار الوباء في فرنسا مع تسجيل 365 وفاة في المستشفيات خلال 24 ساعة، وبينها وفاة فتاة عمرها 16 عاما، في أول حالة من نوعها، وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الوفيات إلى 1995 والإصابات إلى 32,964.
وفي تركيا، قال مسؤول محلي إنه جرى عزل بلدة وأربع قرى في إقليم ريزا التركي المطل على البحر الأسود بسبب تفشي فيروس كورونا، وذلك في أول إغلاق من نوعه في البلاد منذ بداية تفشي المرض قبل أسبوعين.
وقفز عدد الوفيات في تركيا من 16 إلى 75 أمس الخميس، في حين ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 3629 منذ الإبلاغ عن أول حالة في 11 مارس/آذار الجاري.
وفي الصين، تعتزم السلطات إغلاق حدودها مؤقتا أمام معظم الأجانب وخفض عدد رحلاتها الدولية بشكل كبير اعتبارا من منتصف ليل السبت (الجمعة الساعة 4:00 مساء بتوقيت غرينتش)، بعد تسجيل 55 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بينها 54 حالة قادمة من الخارج.
عربيا، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية اليوم الجمعة تسجيل 72 حالة إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات إلى 405، كما أعلنت قطرعن تسجيل 13 حالة إصابة جديدة.
وفي الأردن أعلن وزير الصحة عن 23 إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات إلى 235، وفي المغرب أعلنت وزارة الصحة تسجيل 58 إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 333 إصابة.
المصدر : الجزيرة + وكالات