غزة – غزة برس:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للمدنيين الفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة للجمعة (46) على التوالي، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع الأطفال والنساء والشبان المشاركين في تلك المسيرات، كما تستهدف الطواقم الطبية والصحافيين.
هذا وتسبب استخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة والمميتة في الجمعة السادسة والأربعين في قتل طفلين، وإصابة (104)، من بينهم (43) طفلاً، و(5) سيدات، ومسعف، ومن بينهم (22) أصيبوا بالرصاص الحي، و(48) أصيبوا بقنابل الغاز بشكل مباشر، كما وصفت المصادر الطبية في وزارة الصحة جراح أحد الجرحى بالخطيرة.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق، التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند السياج الفاصل شرق محافظات غزة، فتحت نيران اسلحتها عند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم الجمعة الموافق 08/02/2019، مستخدمة الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة على طول السياج الفاصل شرقي قطاع غزة.
وبحسب التحقيقات وعمليات جمع المعلومات الميدانية التي يتابعها المركز، أصيب عند حوالي الساعة 15:30 من مساء اليوم نفسه الطفل حسن إياد عبد الفتاح شلبي (14 عاماً) من سكان خان يونس، بعيار ناري في الصدر خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة شرق خانيونس. وبحسب شهود العيان فإن الطفل شلبي أصيب بينما كان يبعد حوالي (60) متراً إلى الغرب من السياج الشرقي الفاصل، حيث نقل إلى المستشفى الأوروبي، وأعلنت المصادر الطبية عن وفاته فور وصوله للمستشفى. كما أصيب عند حوالي الساعة 17:00 من مساء اليوم نفسه الطفل حمزة محمد رشدي اشتيوي (17 عاماً)، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، بعيار ناري في الرقبة خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة شرق مدينة غزة. وبحسب شهود العيان فإن الطفل اشتيوي أصيب بينما كان يبعد حوالي (50) متراً إلى الغرب من السياج الشرقي الفاصل، حيث نقل إلى مستشفى دار الشفاء بالمدينة، وأعلنت المصادرة الطبية عن وفاته بعد حوالي نصف ساعة من وصوله للمستشفى.
هذا وواصلت قوات الاحتلال استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني، حيث أصيب المسعف في جهاز الدفاع المدني الفلسطيني جهاد أحمد محمود الحناوي (50 عاماً) جراء اصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر في ساقه اليسرى، خلال عمله في نقل المصابين شرقي محافظة خانيونس. كما لحقت أضرار جزئية في سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني الفلسطيني بعد استهدافها بقنبلة غاز بشكل مباشر شرقي المحافظة نفسها.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى إصدار البيان، (265) شهيداً، من بينهم (11) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم (3) أطفال، ومن بينهم (188) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (38) طفلاً، وسيدتين، و(8) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين اثنين. كما أصيب (14378)، من بينهم (3058) طفلاً، و(630) سيدة، و(171) مسعفاً، و(149) صحافي، ومن بين المصابين (7635) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (1426) طفلاً، و(152) سيدة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد لاستهداف المشاركين في المسيرات السلمية لاسيما الأطفال، وتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية بالرغم من وضوح شاراتهم المميزة، فإنه يكرر إدانته واستنكاره لسلوك قوات الاحتلال، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المشاركين في المسيرات السلمية، دون اكتراث بقواعد القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
والمركز إذ يستهجن تصعيد قوات الاحتلال من استخدام القوة المفرطة والمميتة، في مواجهة مسيرات سلمية لا يحمل المشاركين فيها أي سلاح ولا يشكلون خطر على حياة أو سلامة أفراد قوات الاحتلال المدججين بالسلاح والمتحصنين في مواقع وآليات حصينة، ويمتلكون وسائل مراقبة متطورة تمكنهم من التمييز بين الأهداف، فإنه يشدد على أن استمرار صمت المجتمع الدولي وتحلله من التزاماته القانونية والأخلاقية، شكل عاملاً تشجيعياً لمواصلة أعمال القتل دون أي خشية من الملاحقة.
وعليه، فإن مركز الميزان يدعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة والمنظمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والعمل الفوري على انهاء الحصانة التي تتمتع بها قواتها وقادتها، وملاحقة كل من يشتبه بضلوعه في أي من الانتهاكات الجسيمة، كسبيل وحيد لضمان احترام قواعد القانون الدولي وتحقيق العدالة في هذه المنطقة من العالم.