غزة- غزة برس
فند الخبير الزراعي م. نزار الوحيدي، إدعاءات ما يسمى “المنسق الإسرائيلي” الذي يبرر لكيانه الغاصب القيام بجريمة رش المبيدات الضارة على الشريط الحدودي العنصري شرق قطاع غزة، حيث يتكبد المزارعين من جراء هذا الإعتداء المتكرر خسائر فادحة، وذلك نتيجة للضرر المتعمد الذي يلحقه الاحتلال بمزروعاتهم.
وجاء الرد من الخبير الوحيدي على التبريرات الواهية “للمنسق” عبر مقال نشره، يكشف فيه حقائق موثقة، شاهدة عليها وزارة الزراعة والمؤسسات المحلية والدولية العاملة في القطاع الزراعي، بالإضافة للمزارعين المتضررين. وإليكم نص المقال:
رسالتي هذه موجهة إلى جميع الأحبة الصحفيين الفلسطينيين والعرب وإلى المهتمين بأخبار الزراعة في غزة:
أولا: بداية مصدر المعلومات الموثوق هو ما تنشره وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، والذي يعتمده دائما د. إبراهيم القدرة والذي يتحرى الدقة دائما في كل ما ينشر عن الوزارة أو منها.
ثانيا: رش المبيدات حقيقة معلومة لا يغطيها كذب المواقع الصهيونية ولا يحجبها ولا يبررها عاقل أو منصف أو صاحب خلق، وهي تحدث كل عام بمعدل ثلاث مرات على أقل تقدير سنويا وتتم في الخريف والشتاء والربع والصيف وتتم فوق أراضينا المزروعة وتتم قبل حصادها بفترات قليلة. ولدى الوزارة الوثائق الرسمية وتصوير حي ومباشر من المواقع التي يتم فيها الرش وكثيرا ما رأيناها بأعيننا ورأينا المزارعين وهم يهربون من المواقع.
ثالثا: حالات التسمم وخسارة المحصول موثقة في وزارات الصحة والزراعة والاقتصاد ولدى سلطة البيئة وتعلمها مؤسسات دولية نشتكي لديها دائما مثل الصليب الأحمر والفاو والصحة العالمية.
رابعا: لماذا يتم رش المبيدات بينما المحاصيل مزروعة في أرضنا أعني داخل السياج الذي يحاصر غزة؟ وكل المحاصيل المزروعة هي خضروات وحبوب لايزيد ارتفاع أعلاها عن 50 سم؟
خامسا: لماذا يتم رش المبيدات فقط في الصباح وحين تكون الرياح متجهة من الشرق إلى الغرب لتضمن وصول جميع المبيدات إلى أرضنا ودورنا ولا تصل إلى مزارعنا المغتصبة داخل فلسطين؟
سادسا: لماذا لا يتم إبلاغنا إن جاز لهم الرش عن طريق الصليب الأحمر (مثلا) وعن موعد ومكان وساعات الرش ونوع المبيد المستخدم والجرعة المضادة له وأثره البيئي؟ علما بأنه يلوث البيئة ويقضي على الوجود النباتي والحيواني بالمنطقة؟ ويتسرب للخزان الجوفي الضحل في غزة ويصل رذاذه إلى بيوت المواطنين القاطنين في المنطقة وأحيانا كثيرة رصدت قطرات رذاذ المبيد في خانيونس والوسطى والشجاعية وبيت حانون.
سابعا: ارتفاع نسبة السرطان في مناطق التماس المعرضة باستمرار للرش أليس مدعاة للشك في أن المبيدات هي السبب؟
ثامنا: المنطقة المستهدفة تزيد مساحتها عن 25% من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، وهذا يعني تهديدا مباشراً وخطيرا على الأمين الغذائي برمته، فهل هذا مسموح به أو تقبله الأعراف والأخلاق أو القوانين العالمية والقيم الإنسانية التي أقرتها الأمم المتحدة إن جاز لنا أن نستعين بها فمواقفها لا تشجعنا نتائج تقاريرها على الوثوق بها و بفرض القانون على الاحتلال؟
تاسعا: إن الذين يتعاطون الرواية الصهيونية بالخصوص إما جهلا أو عن قصد هم شركاء العدو وهذا يضعهم في صف أعداء قضيتنا عامة وقضايا المزارعين على وجه الخصوص.
أخيرا كل التحية للمزارع الفلسطيني القابض على الجمر المتحمل لكل هذه الجرائم ولازال حارسنا الأمين والمرابط على بوابة الأمن الغذائي رغم كل خسائره ومعاناته، والتحية للزملاء في وزارة الزراعة على ما يبذلون من جهد لتعرية الاحتلال الغاشم وإظهار الحقيقة للعالم.