قالت وسائل إعلام أميركية في وقت مبكر اليوم السبت وفق مصادر في وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” إن وحدات عسكرية إلكترونية أميركية قد شنت سلسلة من الهجمات العسكرية الإلكترونية ضد منصات عسكرية إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني بعد أقل من اثنتين وسبعين ساعة من إسقاط الحرس الثوري لطائرة أميركية مسيرة بلا طيار، وأقل من 24 ساعة من هجوم عسكري أميركي “مع وقف التنفيذ” كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمر بشنه، قبل أن يسحب التفويض بشأنه قبل عشر دقائق من بدئه.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” وموقع “ياهو نيوز” إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي عدل في اللحظة الأخيرة، مساء الخميس، عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، ردا على إسقاطها الطائرة الأميركية المسيرة أثناء تحليقها فوق مضيق هرمز، أذن سرا للقيادة السيبرانية الأميركية بشن هجمات إلكترونية انتقامية ضد طهران.
ووفقا لواشنطن بوست فإن أحد هذه الهجمات السيبرانية استهدف أجهزة كمبيوتر تستخدم في إدارة عمليات إطلاق الصواريخ.
وبحسب “ياهو نيوز” فإن هجوما إلكترونيا آخر استهدف شبكة تجسس إيرانية مكلفة مراقبة السفن التي تعبر مضيق هرمز.
ووفقا لواشنطن بوست فإن هذه الهجمات السيبرانية تم التخطيط لها منذ أسابيع عديدة، وقد اقترح الجيش الأميركي في الأساس شنها ضد هذه الأهداف الإيرانية ردا على الهجمات التي استهدف ناقلات نفط في خليج عُمان في منتصف حزيران/يونيو الجاري.
واتهمت واشنطن الحرس الثوري الإيراني بشن هذه الهجمات، لكن طهران نفت أي ضلوع لها فيها.
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية الرد على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن ما أوردته واشنطن بوست وياهو نيوز.
ترامب: لم ألغ الضربة لإيران وإنما أجلتها
وجدد الرئيس الأميركي صباح اليوم الأحد تهديد إيران قائلا إنه لم يتراجع عن تنفيذ ضربة عسكرية ضدها، وإنما أجل تنفيذها فقط.
وكتب ترامب -عبر حسابه في تويتر- “لم أقل إنني تراجعت عن توجيه ضربة لإيران كما يقول البعض خطأ.. أنا فقط أوقفت تنفيذها في الوقت الحالي”.
وكان ترامب قد أعلن أن واشنطن كانت على وشك توجيه ضربة عسكرية لإيران ليلة الجمعة الماضية، لكنه قرر إيقافها قبل موعدها بعشر دقائق حفاظا على أرواح المدنيين.
وقال عبر تويتر الجمعة “أسقطوا (الإيرانيون) طائرة مسيرة تحلّق في المياه الدولية، وكنا جاهزين للرد الليلة الماضية بغارات على ثلاثة مواقع إيرانية مختلفة، وعندما سألت: كم شخصا سوف يموت؟ أجاب أحد الجنرالات: 150 شخصا”.
وتابع “وقبل عشر دقائق من الغارة أوقفتها، لأنها لا تتناسب مع إسقاط طائرة مسيرة.. أنا لست في عجلة للرد”.
بومبيو: أميركا ستكثف الضغط الاقتصادي على طهران
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء السبت، أن بلاده ستكثف الضغط الاقتصادي على طهران إلى أن تتخلى عن العنف وتنخرط في الجهود الدبلوماسية الأميركية.
وقال بومبيو في بيان “نعتزم التواصل عندما يحين الوقت الصحيح”. وأضاف أن طهران عندما تقرر “التخلي عن العنف وتقابل دبلوماسيتنا بدبلوماسيتها فإنها تعرف كيف تتواصل معنا”.
كما نفى بومبيو إرسال واشنطن رسالة للزعماء الإيرانيين عبر عُمان كما أشارت بعض المصادر الإعلامية، وإجلاء الولايات المتحدة موظفين لها من قاعدة بلد الجوية في العراق.
وسبق لإيران أن اتهمت في عام 2010 كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل، في غمرة الأزمة حول الملف النووي الإيراني، بأنهما خلقتا فيروسا إلكترونيا قويا للغاية أطلق عليه اسم “ستانكست”، وقد أصاب يومها الآلاف من الحواسيب الإيرانية وعطل عمل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم.
وأسقطت إيران، يوم الخميس، طائرة أميركية مسيرة من طراز “غلوبال هوك”، مؤكدة أن الطائرة التي يزيد ثمنها عن 110 مليون دولار انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن بشدة، مشددة على أن الطائرة كانت تحلق في الأجواء الدولية.
وحذرت إيران من أن أي هجوم عسكري أميركي يستهدف أراضيها ستكون عواقبه مدمرة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، في تهديد قابله ترامب بالإعلان عن عقوبات جديدة مشددة، يعتزم فرضها على إيران يوم الإثنين.
المصدر/ وكالات