قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن عدم تجديد الحكومة الإسرائيلية لقوات التواجد الدولي في الخليل يعني تخليها عن تطبيق اتفاقيات وقعت برعاية دولية، وتخليها عن الوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقيات، وهو أمر مرفوض، ولن نقبل به إطلاقًا.
وطالب أبو ردينة الدول الراعية لتوقيع هذه الاتفاقية، بموقف واضح تجاه هذا الموقف الإسرائيلي الخطير، والعمل الفوري للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمواصلة العمل على تطبيقها وفق ما تم الاتفاق عليه، وعدم التصرف مع “إسرائيل” كدولة فوق القانون.
وأكد أن “إسرائيل” بتجاهلها لكل الاتفاقيات الموقعة، ورفضها الالتزام بتنفيذ تعهداتها، تصر على خلق أجواء التصعيد والتوتر والفوضى في المنطقة، والتي لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وأضاف “هذا دليل للمجتمع الدولي، بأن إسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الموقعة معها برعاية دولية، وهو استمرار لسياسة التصعيد الإسرائيلية ضد شعبنا وأرضنا”.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية بنيامين نتانياهو أعلن الاثنين، أن “إسرائيل” أنهت مهمة بعثة المراقبين الدولية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وكشفت صحيفة “جيروساليم بوست”، في 17 كانون ثاني/يناير الجاري، النقاب عن توجّه وزير “الأمن الداخلي” الإسرائيلي، جلعاد أردان، إلى رئيس حكومته بطلب إنهاء عمل بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل.
وقالت الصحيفة في حينه: إن” أردان وجه رسالة بهذا الخصوص، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ طالبه فيها بإنهاء عمل قوة المراقبة الدولية في الخليل، وعدم التجديد لها، وطرد العاملين فيها”.
وتزعم إسرائيل أن أفراد هذه البعثة الدولية مؤلفة من رجال شرطة من دولة إسلامية معادية مثل تركيا، ودول مؤيدة للفلسطينيين، وتؤيد مقاطعة إسرائيل مثل السويد والنرويج، وأن أفراد البعثة يتدخلون بعمل جنود الجيش والشرطة الإسرائيلية، وتخلق احتكاكا مع المستوطنين، وتشجع على نزع الشرعية عن إسرائيل.
وجاء القرار الإسرائيلي، في ظل اشتداد الهجمات التي ينفذها جيش الاحتلال ومجموعات من المستوطنين المتطرفين ضد المناطق الفلسطينية، ومن أبرزها مدينة الخليل، التي تشهد تواجدا استيطانيا وسط المدينة، نجم عن استيلاء المستوطنين بالقوة على منازل فلسطينية.
وكان تم نشر بعثة المراقبين الدوليين في الخليل بموجب اتفاق “بروتوكول الخليل” الذي تم التوصل اليه بعد مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل في شباط/فبراير 1994، عندما أقدم المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين، بقتل 29 فلسطينيًا كانوا يصلون داخل الحرم الابراهيمي. وتضم البعثة نحو 60 مراقبًا من جنسيات نروجية وسويدية ودنماركية وإيطالية وسويسرية وتركية، ويتم تجديد انتدابها كل ستة أشهر. وتتركز مهمة بعثة المراقبين المدنيين هذه رصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون أو الفلسطينيون، ولا يحق لعناصرها التدخل مباشرة لدى وقوع حوادث.
المصدر/ وكالات