تشتعل الأجواء حاليا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، بعد التطورات التي شهدتها المنطقة، ولكن هل تستطيع القوات الجوية الإيرانية مواجهة أمريكا في ظل الظروف الراهنة.
أكد الباحث المصري في الشؤون العسكرية بالمنتدى العربي لتحليل السياسات، محمد الكناني، في تصريحات لـRT، أن إيران امتلكت في عهد الشاه، قوات جوية بالغة التطور والحداثة، وذلك بفضل الدعم الكامل والمطلق من الولايات المتحدة، حيث حصلت على المقاتلة الأفضل والأكثر قوة في تلك الفترة ” F-14 Tomcat ” المصنفة كمقاتلة تفوق جوي في المقام الأول واعتراضية في المقام الثاني.
وأشار الباحث المصري إلى أن القوة الجوية الإيرانية كانت الوحيدة في العالم، إلى جانب القوات الجوية الأمريكية، التي تتسلح بتلك المقاتلة في تلك الفترة، إلى جانب المقاتلة القاذفة الأكثر شهرة ” فانتوم F-4 Phantom II ” والمروحيات الهجومية ” AH-1J Super Cobra “، وغيرها.
ونوه بأن إيران كادت أن تكون أول قوة جوية في العالم بعد الولايات المتحدة، تحصل على المقاتلة الأمريكية متعددة المهام Multirole الأحدث ” الصقر المقاتل F-16 Fighting Falcon ” التي قدمت طهران طلبا للحصول على 150 مقاتلة منها عام 1976، ولكن الصفقة لم تتم بسبب اندلاع الثورة الإيرانية، لتُصبح من نصيب القوات الجوية الإسرائيلية التي بدأت في استلامها عام 1980.
وتابع الباحث:” في الحرب بين العراق وإيران (1980 – 1988) حقق سلاح الطيران الإيراني نتائج جيدة، ولكن الطيران العراقي استطاع أن يوقع به خسائر هائلة بمقاتلات أقل قوة (ميراج إف-1 وميغ-25 وميغ-23 وميغ-21 وسو-22)، ولو أن العراق كان في تلك الفترة قد امتلك مقاتلات MiG-29، لفقدت إيران أعدادا ضخمة من طيرانها الذي كانت تقاتل للحفاظ عليه من الخسائر والاستنزاف المستمرين، بعد أن فرضت واشنطن عقوباتها العسكرية والاقتصادية على طهران بعد الثورة، ولم تعد تزودها بقطع الغيار والدعم اللازمين لاستمرارية تشغيل أسطولها الجوي أمريكي الصنع.
المقاتلات العراقية قد تشكل الفارق
انتهزت إيران الفرصة أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991 (بعد احتلال الكويت)، وقيام العراق بوضع كمية ضخمة من المقاتلات في طهران، حيث أخذتها إيران (بعد انتهاء الحرب) كتعويض لما حدث لقواتها الجوية في الحرب العراقية الإيرانية.
ويعتبر موضوع إيداع الطائرات العراقية المدنية والعسكرية في إيران أثناء حرب الخليج الثانية 1991 واحدا من أهم الأسباب، التي أدت إلى تطور القوات الجوية الإيرانية دون حاجة لاستيراد المقاتلات.
وبعد اتفاقية وقف إطلاق النار بين بغداد وطهران على أساس قرار مجلس الأمن 598 الذي صدر أواخر عام 1987، قامت الطائرات المدنية والحربية العراقية بالتوجه إلى إيران أثناء حرب الخليج عام 1991، حيث جرى اتفاق ليلة الحرب بين وزارتي النقل العراقية والإيرانية على إيداع الطائرات المدنية العراقية في إيران، وبالفعل تم إرسال 33 طائرة مدنية إلى إيران ليلة 15 ويوم 16 يناير 1991 بواقع 6 طائرات إيرباص و5 طائرات بوينغ و22 طائرة إليوشن.
أما الشق العسكري فقد أتخذ قراره بعد نشوب حرب الخليج الثانية بأيام تقريبا، فبعد الأسبوع الأول رأت القيادة العراقية أن القوات الجوية غير قادرة على مجاراة القوات الجوية المتحالفة، لذلك كان القرار بالانسحاب من ساحة المعركة واللجوء إلى إيران خوفا من تدميرها تحت ظروف معركة غير متوازنة وبلغ عدد الطائرات 125 طائرة حربية، لجأت بحلول يوم 30 يناير 1991، وكانت 24 مقاتلة من طراز( Mirage F1 )، و4 مقاتلات ( Mig-23BN )، و4 مقاتلات ( Su-20 )، و5 مقاتلات ( Su-22M2 )، و9 مقاتلات ( Su-22M3 )، و15 مقاتلة ( Su-22M4 )، و7 مقاتلات ( Su-25 )، و7 مقاتلات ( Mig-23 ML )، و4 مقاتلات ( Mig-29B )، ومقاتلة ( Mig-23 UM )، و ( 15 طائرة ( IL-76 )، بضمنها طائرة الإنذار المبكر ( عدنان 1 )، وطائرتان ( Falcon 20 )، و3 طائرات ( Falcon 50 )، وطائرة ( Jet star ).
وفي قرار مفاجئ أعلنت إيران في يوليو 1992 أنها ستصادر الطائرات العراقية، واعتبارها جزءا من تعويضات حرب الخليج الأولى ، وقامت بعدها بإدخالها إلى سلاحها الجوي مع تمويهها بالتمويه الإيراني ورفع العلم عليها.
المصدر: RT