مقال مترجم بقلم: مناحيم بين – معاريف
أساس الأزمة في قطاع غزة، هو تبني الحكومة الإسرائيلية لطريقة وتوجهات عائلة الضابط هدار جولدين، التي تشترط أي تحسين على حياة السكان بالقطاع، مقابل إعادة ابنها من هناك، وهذا لم ولن يحدث.
الحصار على قطاع غزة، ليس الطريقة المناسبة لإعادة جنودنا الأسرى من هناك، لكن إسرائيل تصر على مصداقية طريقتها، وتقول إننا سنواصل تجويع غزة وحصارها، حتى يتم اعادة الأسرى والجنود من غزة.
وكما كانت حكومة نتنياهو محكومة لتصور عائلة شاليط في السابق ووافقت على الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، اليوم نتنياهو وحكومته محكومين لتصور عائلة جولدين، التي تطالب بعدم التخفيف عن قطاع غزة، بدون اعادة ابنها.
وخلال هذه الانصياع لتوجهات عائلة جندي ميت، فإسرائيل تتصرف بعمى مطلق، وقلة بصيرة، وتواصل تضييق الحصار على غزة، من أجل إعادة جنودها ولا توافق على التسهيلات البسيطة جدا، إلا تحت الضغط الكبير، (مثل ادخال الوقود والأموال القطرية، بعد كل جولة تصعيد) لكنها ترفض رفع الحصار، وتدعي أن رفع الحصار سيكون بعد إعادة الجنود والأسرى الإسرائيليين. وحتى ذلك الحين، تقف إسرائيل عاجزة أمام قطاع غزة، وفي خضم حالة حربية متواصلة، تشهد مدا وجذرا، منذ أكثر من عام، (وبعيدا عن احتلال غزة) فإسرائيل لم تنجح حتى الآن في وقف إطلاق النار.
وعمليا لن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل المدى، إلا اذا كان لحماس وللغزيين ما يخسرونه، لذلك على “إسرائيل” أن تبدأ من النهاية، وأن تعمل على التوصل إلى اتفاق تسوية (فوري وكريم) مع غزة، بدون ربط هذه الاتفاقية بقضية الجنود.
ولقد أثبتت لنا مسألة إعادة عظام الجندي “زخاريا بامول” بعد 37 عاما، أنه ليس من الضروري العمل على اعادة الجنود القتلى بسرعة، خصوصا أولئك الغير معروف مكان دفنهم أو تواجدهم.
لكن والد هدار جولدين يؤكد أن الجيش يعرف مكان ابنه، لذلك ما هو مبرر الضغوطات التي تمارسها العائلة، (إنها لا تريد الانتظار لمدة 37 عاما) وهل هذا حقا مبررا كافيا وعاجلا وضروريا؟ صحيح أنه من المهم إعادة جثامين الجنود، ودفنهم في البلاد، لكن لماذا لا ننتظر بصبر لصفقة مستقبلية تسمح لنا بذلك، وهل كان مفروضا على “إسرائيل” الاستمرار بالقتال مع سوريا لمدة 37 عاما لحين استعادة زخاريا بامول، أو ايلي كوهين؟
البروفسور جولدين والد الضابط هدار، شخص عزيز علينا، وهو رجل متدين، ويجب أن نذكره بأن عظام النبي يوسف كانت مدفونة بمصر لمدة 300 سنة، قبل أن يقوم النبي موسى بإعادتها ودفنها في البلاد. وممنوع أن يؤدي اصرارنا على اعادة الجنود، إلى سقوط جنود جدد في المعركة مع حماس، والإصرار والعناد بهذه القضية تسبب لنا بدفع أثمان باهظة واصابات وقتلى إسرائيليين، خلال القتال المتواصل مع حماس.
الأفضل أن تقوم “إسرائيل” بالقضاء على قدرات حماس الصاروخية، لكن “إسرائيل” غير قادرة على ذلك، وبالتالي عليها أن توافق على السماح لسكان غزة بالعيش، بدون ربط ذلك بقضية عادة الجنود.
المصدر/ عكا