تناولت الصحف والمواقع العالمية حادثة هزّت العاصمة البنغالية دكا، بعدما أحرق شبانً فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً وهي على قيد الحياة، بسبب بلاغ قدمته للشرطة عن تعرضها لحالة تحرّش.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن نصرت رافي كانت تعيش في سلام مع أسرتها في مدينة صغيرة في بنغلادش تبعد نحو 160 كيلومترا من العاصمة دكا.
لكن لسوء حظها، فقد تعرضت لتحرش من ناظر مدرستها، حيث دعاها إلى مكتبه مطلع شهر مارس/آذار 2019.
ووفق رواية رافي، فإن الناظر لمسها أكثر من مرة بطريقة غير مناسبة، وعندما عادت إلى منزلها وروت ما حصل لأسرتها، شجعوها على تقديم بلاغ للشرطة بما حصل.
وأبلغت نصرت، البالغة من العمر 19 عاما، الشرطة بما حدث، إلا أن الضابط الذي أخذ إفادتها صورها بالفيديو وهي تدلي بشهادتها، وتسرب الفيديو لاحقاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي وانتشر على نطاق واسع.
وفي الفيديو، تبدو نصرت وهي تشعر بالأسى الشديد، وتحاول إخفاء وجهها بيديها، في حين يُسمع صوت الشرطي وهو يصف ما جرى معها بأنه «ليس صفقة كبيرة» ويطلب منها إبعاد يديها من وجهها.
وتلجأ العديد من الفتيات في بنغلاديش إلى الإبقاء على حوادث التحرش الجنسي بهن طي الكتمان، خوفا من التعرض لنقد أو الازدراء من المجتمع، إلا أن نصرت كانت جريئة في الكشف عما جرى معها.
وبعد أن أبلغت الشرطة بالحادثة، ألقت القبض على مدير المدرسة، وتظاهر مجموعة من الناس في الشوارع للمطالبة بالإفراج عنه، ملقين باللوم على الفتاة الضحية.
وفي 6 أبريل/نيسان الجاري، أي بعد 11 يوما من التحرش بها، ذهبت نصرت إلى مدرستها لحضور امتحاناتها النهائية.
وقال شقيقها: «اصطحبت أختي إلى المدرسة وحاولت دخول المبنى، لكن تم توقيفي ولم يُسمح لي بالدخول».
ووفقًا لبيان أصدره شقيق الفتاة، فقد اصطحبتها زميلة لها إلى سطح المدرسة، قائلة إن إحدى صديقاتها تعرضت للضرب وتحتاج على مساعدتها.
وأضاف البيان: «عندما وصلت إلى السطح تفاجأت بوجود 5 أشخاص ملثمين أحاطوا بها وطلبوا منها سحب البلاغ ضد مدير المدرسة. وعندما رفضت، أشعلوا النار فيها».
وقالت الشرطة البنغالية إن القتلة أرادوا أن يبدو قتل الفتاة على أنه انتحار، لكن خطتهم فشلت عندما تم إنقاذ نصرت بعد فرارهم من المكان. وكانت الفتاة قادرة على الإدلاء ببعض المعلومات قبل وفاتها.
وأوضحت الشرطة أن أحد القتلة كان يمسك برأس نصرت بيديه عند سكب الكيروسين عليها وإشعال النار بها، ولهذا السبب لم يتم حرق رأسها، وبقيت على قيد الحياة فترة قبل أن تلقى حتفها.
ووجد الأطباء في المستشفى المحلي الذي نقلت إليه الضحية، أن الحروق تغطي 80 في المئة من جسدها، فأرسلوها إلى مستشفى كلية الطب في العاصمة دكا، حيث فارقت الحياة هناك في 11 أبريل/نيسان الجاري.
وألقت الشرطة القبض على 15 شخصا يعتقد أن 7 منهم تورطوا في القتل.
المصدر/ عربي بوست