الرئيسية / العالم / هكذا يسيطر الروس على مفاصل نظام الأسد.. تفاصيل

هكذا يسيطر الروس على مفاصل نظام الأسد.. تفاصيل

أكد سياسيون وعسكريون سوريون  أن روسيا تسيطر على جميع مفاصل ومؤسسات “نظام الأسد” السياسية والعسكرية، مشيرين إلى تدخلها بمؤسسة الجيش وقيامها بعزل ضباط وتعيين آخرين، ودعم ضباط وتشكيل نواة من الضباط مناوئه لإيران تكون اليد العليا لها، لافتين إلى أن أبرزهم “سهيل الحسن”.

وكان النظام السوري سرح خلال الأشهر الماضية المئات من الضباط العاملين في جيشه وقواه الأمنية، معظمهم برتب عميد وعقيد، حيث إن هؤلاء الضباط ممن أشرفوا على العمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة السورية.

وبحسب المعلوماتمن عسكريين في المعارضة السورية فإن معظم عمليات التسريح كانت لـ“أسباب صحية”، تتعلق بإصابات أثناء العمليات العسكرية، بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم، وزجهم في سجون النظام، بتهم الفساد، معتبرين أن للروس دورًا مهمًا في ذلك.

ورأوا أن تسريب صور الأسد في حالة ذل، تأتي ضمن رسالة روسية للنظام بأن عليه ألا يقوم باتخاذ أي قرار دون موافقة الروس، في حين أن روسيا تمنع سقوط الأسد ونظامه إلا عن طريقها وبالطريقة التي تريدها.

وفي هذا الصدد أشار المحلل والخبير العسكري العقيد محمد طلاس إلى أن روسيا أجرت مع مطلع العام 2019، سلسلة تغييرات في قوات النظام، طالت أكثر من 100 ضابط بمناصب عسكرية حساسة، بينما أزيح البعض منهم لوصوله إلى السن القانونية للتقاعد، في حين تم تهميش آخرين لانتهاء أدوارهم العسكرية.

وأوضح أن الجانب الأهم من تلك التغييرات كان إبعاد المحسوبين على الجانب الإيراني، حيث أطاح بشار الأسد في قرار أصدره، بقائد الحرس الجمهوري اللواء طلال مخلوف، أحد أبرز المسؤولين عن المجازر في سوريا. وعيّن بدلاً منه العميد مالك عليا، أبرز ضباط النظام العاملين في مدينة حلب.

وأكد طلاس أن التغييرات طالت أيضا عشرات المناصب العسكرية في الخدمات الطبية و”الفيلق الأول” و”قوات حفظ النظام” و”كلية الحرب الإلكترونية” وبعض أفواج “الدفاع الجوي” وبعض المحاكم العسكرية، وغرفة العمليات العسكرية في “هيئة الأركان”، و”الفيلق الخامس” المدعوم روسياً، كما تم تعيين اللواء مراد خير بيك، رئيساً لأركان “الفيلق الخامس”.

“ثمن بقاء الأسد”

من جانبه رأى الكاتب السوري المختص في العلاقات (السورية الروسية) “يزن الخضري” أن روسيا ليست إيران، حيث إن التعامل مع روسيا ليس كالتعامل مع إيران، فروسيا دولة عظمى، وتعمل ليس فقط لصالحها بل لصالح الدول التي لها مصالح معها كإسرائيل مثلا.

وأشار  إلى أن الروس عرفوا منذ البداية مدى حاجة بشار ونظامه لهم، لذلك لم يوقفوا الدعم العسكري عنه، حيث إن الأسد كان يعتقد بأن الروس سيبعدون خطر السقوط عنه، وهذا ما حصل، إلا أن الثمن كان كبيراً على الأسد وفق تعبيره.

وأوضح أن الأسد تفاجأ بالتدخل الروسي بكل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وسيطرتهم على القرار السياسي والعسكري، والتدخل بمؤسسة الجيش وعزل ضباط وتعيين آخرين، ودعم ضباط وتشكيل نواة من الضباط مناوئه لإيران تكون يدا لها، لافتا إلى أن أبرزهم “سهيل الحسن”، بالإضافة إلى تحجيم الدور الإيراني في سوريا، والتعاون مع إسرائيل ضد الوجود الإيراني، وكذلك تقارب روسيا مع تركيا.

“رسائل روسية”

أما المحلل السياسي السوري الدكتور “جودت الحسيني”، فقد وضع تسريب صور الأسد في حالة ذل، ضمن رسالة روسية للنظام بأن عليه ألا يقوم باتخاذ أي قرار دون موافقة الروس، وبنفس التوقيت تمنع روسيا سقوط بشار ونظامه إلا عن طريقها وبالطريقة التي تريدها.

وأكد أن اعتماد الروس على الإهانات المتكررة لبشار الأسد هو لإثبات حجم نفوذ الروس في سوريا، بالإضافة إلى أنها رسالة موجهة للإيرانيين بشكل خاص وللمجتمع الدولي المعنيين بالملف السوري.

وحول الأهداف التي تدفع روسيا الى إظهار الأسد بحالة مهينة بين الفترة والأخرى، أوضح الدكتور الحسيني، أن روسيا تريد توجيه رسالة واضحة بأن نظام الأسد فاقد للقرار والسلطة على أراضيه بل إنه جندي من جنوده وليس قائدا أو حتى ضابطا بدليل تجريده من مرافقته في مطار حميميم عندما حضر بوتين إليها.

وأشار إلى محاولة الأسد وأركان نظامه طمس حقيقة هذه الإهانة بأكذوبة نسجها، معتبرين أن ما جرى بقاعدة حميميم هو خطأ بروتوكولي ما دفع الضابط الروسي إلى تنبيهه، إلا أن الإهانات تكررت، واعترف بها بشار الجعفري مندوب النظام في الأمم المتحدة وقال إنه لم يكن هناك تواصل مباشر وتنسيق حول تشكيل المجموعة الدولية حول الوضع بسوريا حيث إن بوتين بحث الخطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى موسكو .

ورأى أن بشار الأسد موافق على هذه التصرفات لأنه يجدها أسهل من التخلي عنه كفريسة لشعبه والمجتمع الدولي لاسيما أن المحكمة الدولية ستكون بانتظاره حينها وسيحاكم كمجرم حرب .

في المقابل اعتبر رئيس حركة الدبلوماسية الشعبية السورية بسام البني، أن حادثة حميميم لا ترقى إلى محاولة إذلال الأسد، حيث إنه في كل اللقاءات التي تتم على مستوى عال يكون هناك بروتوكول معين حسب المناسبة، وهناك مدير للفريق المسؤول عن البروتوكول والقادة يأخذون توجيهات منه كي لا تتم مخالفة البرتوكول.

وبحسب البني المقيم في موسكو فإن التلفزيون الروسي يعرض مثل هذه الحالات التي يكون فيها بوتين ويسمع لمسؤول البرتوكول وينفذ دون أية مشكلة.

وقال إن روسيا “تحترم سيادة سوريا، فروسيا في نهاية الأمر دولة عظمى ولها علاقاتها ورؤيتها، وبالتالي هذا لا يمنعها أن تتحالف مع سوريا وأن يكون لها علاقات مميزة مع أعداء سوريا، ففي نهاية الأمر ستصب هذه العلاقات في وعاء المصلحة المشتركة” وفق قوله.

المصدر/ “عربي21”

شاهد أيضاً

الاتفاق سيتم توقيعه مع الحكومة اللبنانية، لكنه ضد حزب الله، وبضمانة إيران

ترجمة: أمين خلف الله  هارتس تسفي بارئيل “التسوية” مصطلح مضلل يحاول إبعاد المعنى الحقيقي للتحرك …

%d مدونون معجبون بهذه: