يدلي الإسرائيليون بأصواتهم في انتخابات عامة يوم الثلاثاء وتبين استطلاعات الرأي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى لرئاسة الحكومة لفترة خامسة هو صاحب أفضل وضع للفوز في سباق تتقارب فيه المسافات بين المتنافسين.
وقد كانت هيمنته على المشهد السياسي في إسرائيل طوال عقد هي الموضوع الرئيسي في حملة الدعاية الانتخابية.
ما الذي تبينه استطلاعات الرأي؟
أوضحت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الكتلة اليمينية التي يتزعمها نتنياهو ستفوز بأغلبية في الكنيست. لكن هذه الاستطلاعات تبين أيضا أن حزبا وسطيا جديدا بزعامة قائد سابق للجيش يتمتع بشعبية سيصبح أكبر الأحزاب في البرلمان. وتكشف الاستطلاعات أن كثيرين من الناخبين لم يحسموا رأيهم بعد وربما يرجحون كفة أحد الجانبين في الانتخابات.
كيف تتم الانتخابات الإسرائيلية؟
توزع مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا بنظام التمثيل النسبي على قوائم الأحزاب. وللفوز بمقاعد في الكنيست يجب أن يتخطى أي حزب نسبة 3.25 في المئة على الأقل من مجموع أصوات الناخبين. وتعادل هذه النسبة أربعة مقاعد.
ولم يسبق أن حصل حزب واحد بمفرده على أغلبية مطلقة في الكنيست وجرت العادة أن تُشكل حكومات ائتلافية.
وبعد الانتخابات وإجراء مشاورات مع زعماء الأحزاب يطلب الرئيس الإسرائيلي من المرشح الذي يرى أنه يملك أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف أن يحاول تشكيل الحكومة.
وفي العادة يكون هذا الشخص هو رئيس أوفر الأحزاب حظا في الانتخابات لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك. وأمام هذا المرشح 28 يوما لتشكيل الحكومة ويمكن مد هذه المهلة 14 يوما.
وإذا فشل في تشكيل الحكومة يكلف الرئيس مرشحا مختلفا بهذه المهمة.
ويقول مكتب الاحصاءات الإسرائيلي إن حولي 5.8 مليون إسرائيلي يحق لهم التصويت في انتخابات 2019.
ما هي أوفر الأحزاب حظا في الفوز بمقاعد الكنيست؟
– الليكود بزعامة رئيس الوزراء نتنياهو
هو أكبر حزب يميني في إسرائيل وتشير التوقعات إلى أن عدد المقاعد التي سيفوز بها يبلغ 29 مقعدا. ويناصر الليكود سياسات أمنية متشددة عندما يتعلق الأمر بإيران وسوريا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعارض كثيرون من أعضائه إقامة دولة فلسطينية.
وأطلق نتنياهو وعدا أخيرا في الحملة الانتخابية فقال إنه سيضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إذا ما فاز بفترة ولاية جديدة.
وأثناء حملة الدعاية الانتخابية التف الحزب حول نتنياهو الذي يواجه احتمال توجيه اتهامات إليه في ثلاث قضايا فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
– حزب الأزرق والأبيض بزعامة قائد الجيش السابق بيني جانتز
برز جانتز كمنافس خطير لنتنياهو. ومن المتوقع أن يبلغ عدد المقاعد التي يفوز بها حزبه 31 مقعدا.
وجانتز قائد سابق للقوات المسلحة يتمتع بشعبية وهو من الوافدين حديثا على ساحة العمل السياسي.
وتعاون جانتز مع وزير الدفاع اليميني السابق موشي يعلون ووزير المالية السابق يائير لابيد الذي ينتمي ليسار الوسط في تشكيل الحزب الوسطي الجديد المسمى الأزرق والأبيض.
وقد دعا جانتز للسعي لإبرام السلام مع الفلسطينيين وفي الوقت نفسه المحافظة على مصالح إسرائيل الأمنية. وأشار إلى أنه سيقدم تنازلات عن الأراضي للفلسطينيين لكنه تحاشى مسألة قيام الدولة الفلسطينية.
وتعهد جانتز بتشكيل حكومة نظيفة اليد وفي الوقت نفسه صدرت عنه إشارات متضاربة عما إذا كان على استعداد للانضمام لائتلاف تحت قيادة نتنياهو.
– حزب العمل بزعامة آفي جاباي
أظهرت استطلاعات الرأي أن عدد المقاعد التي سيفوز بها حزب العمل اليساري الذي حكم إسرائيل لعشرات السنين سينخفض إلى عشرة مقاعد من 18 مقعدا في الوقت الحالي.
وقد شدد الحزب في حملته الانتخابية على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وفي الوقت نفسه السعي لتحقيق السلام وحل الدولتين مع الفلسطينيين.
– حزب اليمين الجديد بزعامة نفتالي بينيت وايليت شاكد
انشق بينيت وزير التعليم الإسرائيلي وشاكد وزيرة العدل عن التيار الديني القومي في إسرائيل لتشكيل حزب يميني متطرف جديد لاستمالة الناخبين في الدوائر الأكثر ميلا للعلمانية.
وتظهر استطلاعات الرأي في الوقت الحالي أن الحزب سيفوز بستة مقاعد. وينادي بينيت بضم معظم الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين الحكم الذاتي. وقد تعهدت شاكد “بكبح جماح” المحكمة العليا الإسرائيلية التي تصفها بأنها مفرطة في الليبرالية.
– الاتحاد اليميني بزعامة الحاخام رافي بيريتس
تشير التوقعات إلى فوز هذا الحزب الديني القومي بسبعة مقاعد. وهو أبرز الكيانات السياسية الممثلة للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
ويرفض الحزب فكرة قيام دولة فلسطينية ويشدد على صلات إسرائيل التوراتية والدينية بالأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
ويضم الاتحاد حزب القوة اليهودية الديني القومي المتطرف الذي يضم في عضويته تلاميذ الحاخام الراحل مئير كاهانا الذي كان ينادي بنقل العرب إلى دول عربية مجاورة وحظر زواج اليهود من العرب.
– حزب زيهوت بزعامة موشي فيلجن
هو حزب ديني قومي متطرف ازدادت شعبيته في استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة وتشير التوقعات إلى أنه سيفوز بستة مقاعد لأسباب منها تأييده لإباحة تعاطي الماريجوانا. وينادي حزب زيهوت بنقل الفلسطينيين طواعية إلى دول عربية مجاورة ويصف نفسه بأنه قوة تحرير ويطالب باقتصاد السوق الحرة.
– حزب كولانو (كلنا) بزعامة وزير المالية موشي كاخلون
حقق كاخلون العضو السابق في حزب ليكود جانبا من تعهده بوقف ارتفاع أسعار المساكن لكنه لم يحقق خفضا كبيرا في تكاليف المعيشة الإجمالية.
ويطرح حزبه نفسه كحزب يميني معتدل وقد ركز حملته على القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
ومن المتوقع أن يفوز الحزب بنصف مقاعده العشرة الحالية فقط.
– إسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدور ليبرمان
يتأرجح هذا الحزب اليميني في استطلاعات الرأي الأخيرة على حافة النسبة المطلوبة لدخول البرلمان في نظام التمثيل النسبي. ويعول الحزب على دعم المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق.
وليبرمان المولود في مولدوفا وزير سابق للدفاع وتقوم سياساته على ضم المدن العربية في إسرائيل إلى أي دولة فلسطينية تقام مستقبلا مقابل الأراضي التي بنيت عليها مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية. كما أنه يريد أن يجعل الولاء للدولة شرطا للجنسية.
– حزب التوراة اليهودي المتحد بزعامة يعقوب ليتزمان
يمثل هذا الحزب يهود الحريديم الأرثوذكس المتطرفين المنحدرين من أصول أوروبية ومن المتوقع أن يفوز بستة أو سبعة مقاعد في الكنيست.
وقد اضطرت حكومات ائتلافية متعاقبة إلى الاعتماد على تأييد أحزاب اليهود الأرثوذكس التي دأبت على إعلاء مطالبها الفئوية على القضايا الأشمل مثل الأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويهتم الحزب في الأساس بتأمين الامتيازات التي يحصل عليها من الدولة الرجال الحريديون الذين يكرسون أنفسهم طوال الوقت للدراسات الدينية ولا يلتحقون بالخدمة العسكرية ولا يعملون.
– حزب شاس بزعامة وزير الداخلية ارييه درعي
حزب شاس، واسمه بالكامل اتحاد السفارديم حراس التوراة، متحالف مع حزب التوراة اليهودي المتحد ومثله تماما كان من الأحزاب الدائمة تقريبا المشاركة في حكومات متعاقبة ويمثل اليهود الحريديين من أصول شرق أوسطية. وتقول استطلاعات الرأي إنه سيفوز بخمسة أو ستة مقاعد في البرلمان.
– الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش)-حزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أيمن عودة وأحمد الطيبي
من المتوقع أن يفوز بسبعة أو ثمانية مقاعد في الكنيست. ويستمد هذا الحزب الاشتراكي اليهودي العربي معظم شعبيته بين الناخبين من العرب الذين يمثلون 20 في المئة من سكان إسرائيل.
– القائمة العربية الموحدة-التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة عباس منصور
تشير التوقعات إلى أنه سيفوز بأربعة مقاعد وتمثل قياداته مزيجا من القوميين العرب والإسلاميين. ويصف نفسه بأنه حركة ديمقراطية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
– ميرتس بزعامة تمار زاندبرج
من المتوقع أن يفوز هذا الحزب اليساري بخمسة أو ستة مقاعد في الكنيست. ولم يشارك الحزب في أي حكومة ائتلافية في العقدين الأخيرين. وهو يتمتع بشعبية في أوساط الإسرائيليين الليبراليين من الطبقة المتوسطة وينادي الحزب بحل الدولتين مع الفلسطينيين.
المصدر/ يورونيوز