ليلة موجعة ودامية صفعت تفاصيل أحداثها كل مستوى امني أو سياسيي أو مستوطن في كيان الصهاينة خصوصا تل أبيب
فنظرات الفزع والخوف والحيرة التي تعلو وجوه ضباط وجنود وحدات العدو الخاصة و والمدججة بكامل أسلحتها وهي تبحث عن منفذ عملية تل أبيب يطرح تساؤلا خطيرا هل نحن على أعتاب انتفاضة من العمليات الفردية القاسية تكون وجهتها هي أقدس واهم مكان في كيان العدو وشريان حياته الاقتصادي والديموغرافي تل أبيب.
العملية والتي أسفرت عن مقتل اثنين من الصهاينة حسب بيان شرطة العدو وإصابة 13 أربعة منهم إصاباتهم ميؤوس منها تركت الجميع في ذهول مطلق وسط تفاصيل صادمة عن منفذ وحيد بمسدس نجح في تنفيذ عمليته ونجح بالانسحاب من مكان العملية مطلقا رصاصاته على كل ما تراه عيناه ويختفى هناك في أزقة تل أبيب رغم عدد جنود العدو وقواته المهول في شوارع تل أبيب والتي ضمت بينها كل الأسماء الشهيرة من وحدات جيش العدو الخاصة ” من سيرت هرمتاكال ونخبة البحرية وقوات الشرطة الخاصة وشلداغ وغيرها والتي تمثل درة قدرة العدو العسكرية ونخبة قواته والتي تم نشرها بعد ثلاثة عمليات فردية خلال أسبوعين فقط في قلب الكيان أدت لمقتل 11 صهيوني وإصابة 25 أخرين
إضافة للجولات الاستعراضية التي نفذها كل قادة الكيان من رئيس حكومته بينت ووزير جيشه وقائد أركانه وقائد الشاباك المطارد بلعنات الصهاينة لفشلة في التنبؤ أو التصدي لهذه الموجة الموجعة من العمليات في قلب الكيان وحتى الميزانيات بالملايين ونشر العديد من الكتائب العسكرية والشرطية المسلحة في الضفة الغربية والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل 1948
والتي أوقف عند كل فتحة في جدار عنصريته الزائل جنديا وفي كل زقاق من القدس المحتلة والضفة الغربية نشر جنوده وعتاده كل هذا فقط لبث الطمأنينة والأمن في نفوس الصهاينة الفزعة والتي لم تهدا لحظة فصيحات الانتقام والتسليح لم تدخل لحظة طمأنينة أو الشعور بالأمن في قلوبهم الواجفة
ولتاتي عملية اليوم لتزيد الطين بلة بالشعور بالضياع الأمني والعجز الاستخباري أمام هذه الموجة الرمضانية من العمليات الفلسطينية والتي توقعها كثير من المحللين في كيان العدو بان ستكون قاسية وتكبر وتمتد الى أماكن كثيرة.
فالفشل الأمني في عدم كشف وصول المنفذ الشهيد رعد الحازم من جنين الى اكثر شوارع تل أبيب ازدحاما وأهمية ” ديزنغوف” واختياره الموعد في نهاية الأسبوع وسط تواجد كثيف للصهاينة في ظل موجة شراء كبيرة في هذه الأيام تجهيزا لعيد الفصح اليهودي والذي سيبدأ بعد اقل من أسبوع يضع القدرات الأمنية والعسكرية للعدو ووحداته الخاصة في مواجهة قدرات المنفذ الفردية لتنهار بالكامل وبسقوط مدوي ظهرت أثاره جلية في كل الدعوات بعدم مغادرة المكان ومشاهد الهروب والفزع والخوف التي سادت كل بقعة في تل أبيب والكيان
بينت وسط ذهوله الشديد يهدد بانهم سيلاحقون المنفذ ومن ساعده وبنفس الكلمات والعبارات يهدد وزير امن العدو الداخلي عومر بارليف وكبار قادة مؤسسته الأمنية والعسكرية في حين الصورة الفزعة وجنود العدو الذين يبحثون عن منفذ العملية الوحيد من زقاق لآخر في عاصمة كيان العدو تل أبيب ليثير السخرية من التهديدات
والتي انعكست على اغلب التعليقات والتغطيات على مواقع التواصل الاجتماعي التي نسبت الفشل لمنظومة أمنية ضخمة جوفاء تقف ورائها حكومة في طريقها للاندثار في ظل الهالة الزائفة من العلو الأعظم للصهاينة طوال تاريخهم القصير
وبعد ساعات تعتبر في مقياس الاستخبارات كأنها الدهر تسع من الساعات الطويلة هي الأطول والأثقل في تاريخ الكيان ومسافة انسحاب بعيدة توجه فيها المنفذ جنوبا الى مسجد في مدينة يافا المحتلة وحسب وسائل الإعلام العبرية كان قد خرج لينفذ عملية أخرى ويستشهد في مواجهة وحدة العمليات الخاصة الشاباك
مشهد تل أبيب وهي خالية على أعقابها وقد منع عنها التجوال بمسدس المنفذ يطرح تساؤلا كم يحتاج الصهاينة من الوقت لعودة شعورهم بالأمان أم أن ارتدادات هذا الزلزال الأمني ستبقى ماثلة أمامهم في يقظتهم وكوابيس غفلتهم.
المصدر/ الهدهد