” إسرائيل هيوم”/ البروفيسور أبراهام بن تسفي
في وقت متأخر عقب مبادرات المقاطعة بعيدة المدى التي اتخذتها الشركات الأمريكية العملاقة ماكدونالدز وستاربكس، استسلمت الإدارة لضغوط عامة متزايدة، وصعدت أخيرًا إلى عربة العقوبات السريعة.
بعد أن جمدت ألمانيا بالفعل تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي تم الانتهاء من بنائه، صعّد البيت الأبيض خطواته وقرر إدراج صناعة الطاقة الروسية في إستراتيجية العقوبات وتنفيذ هذه السياسة بطريقة متدرجة.
وعلى الرغم من أن القرار قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة على الأمريكيين في شكل زيادة أخرى في أسعار النفط والغاز (التي ارتفعت بالفعل)، وعلى الرغم من حقيقة أنه في الوقت الحالي لم ينضم الشركاء الأوروبيون للولايات المتحدة بعد؛ بسبب اعتمادهم على الغاز الطبيعي من روسيا؛ فهناك إشارة تحذير واضحة في القرار للكرملين، مع استمرار التدمير “الوحشي” لأوكرانيا، مع فرض حصار لا يرحم على مدنها و”القتل العشوائي للسكان المدنيين العاجزين”.
من شأن مثل هذا الرد أن يلحق أضرارًا مباشرة بالبنية التحتية للحرب الروسية ويفوق الصعوبات اللوجستية والصيانة في طريق التقدم العنيف في جميع أنحاء البلد “الذي يتحول بسرعة إلى كومة من الأنقاض”.
ومع الرغبة في مزيد من تشديد نفوذ الضغط على موسكو؛ على أمل أن تكون هذه الأثمان المرتفعة حافزًا لتفكير رصين من بوتين وإقناعه بالتخلي عن الأحلام المتزايدة، لا يزال الضوء المنبعث من منارة الحرية أعلى التل الأمريكي خافتًا ولا يعطي الإلهام الكامل لجيران روسيا المهددين، والسبب: رافق قرار حظر النفط والغاز رفض أمريكي مبدئي لقبول العرض البولندي بتزويد أوكرانيا بطائرات، وقد طغى خوف بايدن من التصعيد على أي اعتبار آخر في تفكيره؛ مما أعاد الرئيس إلى مسار السلوك الحذر المفرط والانضباط.
ويأتي هذا السلوك على وجه التحديد عندما يزيد الكرملين باستمرار من حجم الدمار، بل إنه رفع مستوى التهديدات إلى أعلى مما هو متوقع من أوكرانيا إذا لم تلب جميع مطالبها، وأدرجت إشارات مروعة لإمكانية استخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية في الحرب، بينما كانت تحاول إعداد حجة لتحقيق هذا السيناريو المتطرف.
وحتى في مواجهة هذه التطورات المقلقة، يفضل “جميع رجال بايدن” استخدام أدوات عقابية مدروسة مصحوبة بأفعال رمزية بشكل أساسي، مثل اقتراح هاريس بفتح تحقيق دولي في جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا على الأراضي الأوكرانية.
تأثير الارتداد
بدأ الرئيس الآن يدفع بالعملة الصعبة ثمناً لإخفاقه في الالتزام أمام شركائه خصوصا اتفاقيات أبراهام ” التطبيع”، فرده البارد على الاتفاقات، وقراره تعليق بيع طائرة F-35 للإمارات كملحق للاتفاقية معها، وعدم اكتراثه بهجمات الحوثيين الصاروخية، أدى إلى رفض دول الخليج الانضمام إلى الصراع في الكرملين وزيادة حصص النفط التي تنتجها، وبالتالي التخفيف من نقص الطاقة في أوروبا.
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
إن الكتف البارد الذي أبدته الإدارة الأمريكية تجاه حلفائها في المنطقة يعود إليها الآن مثل الارتداد حيث لا يُتوقع استئناف تدفق النفط الإيراني إلى الغرب في المستقبل القريب حتى بعد توقيع الاتفاقية المتوقعة.
ولكن ماذا عن “إسرائيل”؟ والتي عليها أن تعزز علاقاتها مع شركائها في المنطقة في مواجهة التهديد الإيراني وتداعيات “اتفاق فيينا 2” على البوابة، هذا على أمل إنشاء شبكة أمان قد تغطي إلى حد ما مظلة الحماية الأمريكية التي يبدو أنها أصبحت مثقوبة.
المصدر/ الهدهد