غزة برس إعلام بوجه واحد
هآرتس/ جدعون ليفي
الدرس الذي استفاد منه اليمين “الإسرائيلي” – كله تقريباً- من حرب أوكرانيا الحاسم: “إسرائيل” عليها القوة والمزيد من القوة، ولا يمكن لها إلا أن تعتمد على نفسها، لا على صورة أخلاقية، ولا على مكانة دولية، وهذا ما تعلمناه من “الهولوكوست” وأوكرانيا.
و يمنح هذا الدرس “إسرائيل” إعفاءً من الالتزام الأخلاقي أو التضامن الدولي، ليست هناك حاجة لاستقبال اللاجئين، ولا يوجد امتثال للقانون الدولي، يمكن للمرء أن يستمر في التغلب على العالم والتغريد بعيدا عنه، فقط أعطوا “إسرائيل” المزيد من القنابل، وسوف تنجح بالفعل.
“إسرائيل ” كورقة شجر بدون دعم الغرب، وبدون المكانة الدولية الخاصة، لكانت سحقت منذ زمن بعيد، فليست القنابل هي التي تحميها، وهي ترهب نصف العالم بابتزازها العاطفي، أكثر بكثير من قدراتها العسكرية.
لهذا السبب بالتحديد يجب على “إسرائيل” التعلم من درس أوكرانيا.
القوة العسكرية ليست كافية، من المستحيل البقاء بمفردها، هناك حاجة إلى مكانة دولية قوية، ولا يتم شراؤها فقط في تطوير الطائرات بدون طيار التي تسقط القنابل.
صحيح نحتاج إلى القوة العسكرية بالطبع، لكن بدون المجتمع الدولي سنكون ضائعين أولاً، لأن القوة العسكرية الإسرائيلية تقوم على أساس المساعدة من الولايات المتحدة، بدون أمريكا فلا وجود ل”إسرائيل” ليس في ساحة الأمم المتحدة فقط.
ولكن أيضا في ساحة المعركة، لو تم فرض المقاطعة على برغي واحد، حينها ستشل كل آلة الحرب، أسأل سلاح الجو لذلك فإن القوة العسكرية المجيدة والمطلوبة تعتمد أيضا على حسن نية المجتمع الدولي.
وحتى الباب المفتوح في واشنطن، أكثر من أي دولة أخرى في العالم يمنحها قوتها الدولية، من موسكو إلى دلهي، ومن كييف إلى أبو ظبي، عندما تطلب ألمانيا الإذن ببيع غواصات والولايات المتحدة تطلب الإذن لبيع طائرات، فهذا ليس بسبب قوتها العسكرية، وفلاديمير بوتين يفتح بابه أمام رؤساء الوزراء الإسرائيليين ليس بسبب دورية هيئة الأركان العامة “سيرت همتكال”، فهذه مكانتها الخاصة، وهذه المكانة التي يجب رعايتها والاهتمام بها.
إذا استمرت “إسرائيل” في الاعتماد فقط على قوتها العسكرية، وعلى الشعور بالذنب والابتزاز العاطفي، فإن مكانتها ستزول وتتلاشى، فالأجيال الجديدة لن تفهم لماذا الاستمرار في الانحناء أمام هذه الدولة الصغيرة والابتزازية من الشرق الأوسط.
شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال
شاهد: عشرات الاصابات الخطيرة والمتوسطة في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الاقصى
الاحتلال يزعم اسقاط طائرة مسيرة للمقاومة في غزة
كان من الممكن أن تكون الحرب في أوكرانيا فرصة لبدء التفكير بشكل مختلف في “إسرائيل“، ولتفهم هذه المنظومة أنه من الجنون العيش بدون دعم العالم، ولا يمكن الحصول على دعمه برفض كل قراراته والوقوف جانبًا في مواجهة كوارثه.
إنه ليس الدرس الذي يدعو “إسرائيل” إلى إغلاق أبوابها، والبقاء فقط بين يهودها والاعتماد على جيشها فقط – إنه الدرس الحقيقي من كييف.
المصدر/الهدهد
