هآرتس /جدعون ليفي
لا يحق “لإسرائيل” أن تنتقد روسيا، فهي دولة تصرفت أكثر من مرة مثل روسيا، وهي محرومة من أي حق في انتقاد السلوك العدواني والاحتلالي، الدولة التي تحتل احتلالاً عنيفاً منذ أكثر من عقد قد لا تنتقد احتلالاً جديداً، وتبريرات روسيا للغزو والدعاية والأكاذيب وكأنها نسخة من تبريرات “إسرائيل” كلما اجتاحت غزة أو لبنان.
لطالما شعرت “إسرائيل” بالتهديد تماماً مثل روسيا، وكلاهما يلغي الحقوق الوطنية للشعب المحتل، الأوكرانيون ليسوا شعباً، وكذلك الفلسطينيون، “لإسرائيل” حق أبوي في الضفة الغربية، ولروسيا حق مماثل في أوكرانيا، وبالنسبة لكليهما هذا يعني الحق الزائف في السيادة، والشيطنة المشابهة: الأوكرانيون نازيون، والفلسطينيون إرهابيون يريدون تدمير “إسرائيل”، والمسافة بين هذين الحدين والواقع متشابهة، فهذه هي أكاذيب الدعاية.
وقفة كوميدية في هذه الحرب اللعينة قدمها “وزير الخارجية يائير لبيد” الذي قرر أن: “الهجوم الروسي على أوكرانيا انتهاك خطير للنظام الدولي”، ويبدو أن لبيد لم يشعر بالحرج أو الخجل في صياغة هذه الجُمل، هل يمكن أن يكون وعيه الذاتي قد وصل إلى هذا الحد، أو ربما يكون السخرية والنفاق والمعايير المزدوجة هي التي تسجل رقماً قياسياً آخر هنا؟
فيديو الوفد الروسي المفاوض يعطي مهلة حتى الساعة ٣ عصرا#روسيا #روسيا_تغزو_أوكرانيا #العمليه_العسكريه_الروسيه #UkraineRussiaWar #عاجل #الحرب_الروسية_الاوكرانية pic.twitter.com/IQZfdnk11q
— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) February 27, 2022
بعد بيان الدعم لأوكرانيا: هاجمت روسيا “الاحتلال الإسرائيلي” لمرتفعات الجولان وطلب الرئيس الأوكراني “زيلينسكي” من “بينت” التوسط في مفاوضات روسيا مع أوكرانيا على أي حال، في نظر “إسرائيل”، يعتبر النظام الدولي مسألة مرنة للغاية، فالغزو الروسي لأوكرانيا هو بالطبع انتهاك للنظام العالمي، وفي المقابل يعتبر “الغزو الإسرائيلي” للبنان واحتلاله لمدة 18 عاماً -في ظل النظام العالمي- كان في أفضل حالاته.
النظام العالمي هو غزو متكرر لغزة، ناهيك عن النظام العالمي الواضح الذي سيطرت فيه “إسرائيل” على شعب آخر واستولت بالقوة على الأراضي المحتلة لعقود، خلافاً لموقف جميع المؤسسات الدولية، بل العالم بأسره.
بينهن الملكة إليزابيث وطبيبة وطاهية..من هن النساء الأكثر نفوذا في بريطانيا؟
متسول عاش حياة فاخرة في مقصورة لكبار الشخصيات بالملعب والتهم وجبات باهظة الثمن
تعرف على خمسة علاجات منزلية سريعة وسهلة لعلاج التهاب الحلق وأعراض البرد الشائعة
يعارض العالم غزو أوكرانيا ويصاب بالصدمة، إنه يعارض “الاحتلال الإسرائيلي” أيضاً ولا يخفي صدمته، وكون “إسرائيل” تصدر صوت تنبيه “بإدانتها لروسيا” لذا قرارات الأسرة الدولية أن تضعها على قدم المساواة مع روسيا وتحرمها من حق الإدانة.
الفارق: من المحتمل أن تصبح روسيا دولة منبوذة وستعاقب بعقوبات قاسية، “إسرائيل” لم تعاقب قط على عدوانها، ولم يدفعوا أي ثمن لتجاهل قرارات المجتمع الدولي.
ينتقد اليمين في “إسرائيل” الآن الغرب، الذي لا يأتي لمساعدة أوكرانيا، هل فكرت “إسرائيل” يوماً في تقديم مساعدة لأي دولة في الحرب، بخلاف إرسال المستشفيات الميدانية، بحيث يتم تصويرها دائماً بشكل جميل؟
هل هناك أي “إسرائيلي” يوافق على أن أبناءهم سيخرجون ويقاتلون من أجل العدالة في أجل أوكرانيا؟ إذا لم يكن كذلك، فكيف يُطلب ذلك من الآباء الأمريكيين أو الفرنسيين أو الألمان؟
كما أن موقف “إسرائيل” من المعارضة العنيفة للاحتلال الروسي ينفجر بمعايير مزدوجة، إن تصرفات الشعب الأوكراني ضد المحتل ليست مشروعة فحسب، بل إنها أعمال بطولية، وإذا فكر أحد في زيارة صبي أوكراني يلقي زجاجة مولوتوف على دبابة روسية، فإن “إسرائيل” ستفخر به حينها كما ينبغي، فهذا الفتى بطل ووطني، وماذا عن الفتى الفلسطيني الذي سيفعل الشيء نفسه؟ هو بالطبع سيقتل، وُلِد ليقتل يهوداً أبرياء، وحش بشري، قاسٍ وحقير.
القصف على كييف قبل قليل#روسيا #روسيا_تغزو_أوكرانيا #العمليه_العسكريه_الروسيه #UkraineRussiaWar #عاجل #الحرب_الروسية_الاوكرانية pic.twitter.com/6RV7f1TsjV
— غزة برس-Gaza Press (@Gazapres) February 27, 2022
لماذا يخرج “التعاطف الإسرائيلي” إلى اللاجئين الأوكرانيين وضحايا الإرهاب والخوف هناك، ولكنه ممنوع التعاطف أمام المعاناة الرهيبة التي في غزة والحقوق المسلوبة للاجئين الفلسطينيين؟
تتعهد روسيا بأنها لا تنوي احتلال أوكرانيا، وأنها ستضرب أهدافاً عسكرية فقط، وهذا يبدو مألوفاً بشكل مرعب، وتطالب روسيا بنزع السلاح من أوكرانيا واستبدالها بالشرطة، أليس هذا بالضبط ما تطلبه “إسرائيل” من غزة قبل أن تشرع في جولة أخرى لقتل مئات الأطفال دون قصد؟
حتى الدعم للحرب في وسائل الإعلام الروسية يذكرنا إلى حد ما بما تقوم به “إسرائيل”، وبعد كل هذا، هل تريدون من “إسرائيل” أن تنضم إلى العالم وتدين روسيا؟ كيف يمكن؟
المصدر/ الهدهد