هآرتس/يانيف كوبوفيتش
التقرير السنوي الجديد لمعهد دراسات الأمن القومي
يعتقد الباحثون في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) أن معارضة الاتفاق النووي بين القوى وإيران ستجعل “إسرائيل” معزولة ولاتمتلك سوى الخيار العسكري فقط لإبعاد إيران عن القنبلة نووية.
ويذكر التقرير السنوي للمعهد الذي صدر اليوم (الإثنين) عن تقييمه الاستراتيجي لعام 2022 أن إيران حققت أكبر اختراق في بناء قنبلة نووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي؛ لذا فإن تقييم المعهد أن هذا التقدم يزيد من إغراء إيران بعدم العودة إلى الاتفاق النووي دون مقابل كبير، ومن غير ما إذا كانت الإدارة الأمريكية لديها القدرة أو الرغبة في منحها هذا المقابل.
وأشار المعهد إلى ثلاثة تهديدات رئيسية تواجه أمن دولة “إسرائيل ” وهي: ما يحدث من خطوات في داخل “إسرائيل”، والساحة الإيرانية، والساحة الفلسطينية.
وأشار باحثو المعهد إلى أنه على عكس مستوى التهديدات في السنوات السابقة، في عام 2022 تتساوى التهديدات الرئيسة الثلاثة في مستوى الخطورة، والتحدي الرئيس هو مواجهة إسرائيل للتهديدات الثلاثة معًا، و هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يشير فيها باحثو المعهد إلى الخطوات والإجراءات الداخلية في الكيان على أنها تهديد حقيقي على أمن “البلاد”.
وأما بخصوص الساحة الإيرانية كتب باحثو المعهد على أنها تشكل أخطر تهديد خارجي على “إسرائيل”: أولاً وقبل كل شيء: في سعيها لامتلاك قدرة نووية عسكرية.
يذكر التقرير أن إيران “تواصل السعي لتصبح دولة عتبة نووية، ويقدر الباحثون أن لديها جميع القدرات المطلوبة لتصل إلى قنبلة نووية في غضون أسابيع، وأشار الباحثون إلى حاجة إسرائيل” المتزايدة إلى تعميق التنسيق والعلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة – سواء توصلت إيران والقوى إلى إتفاق نووي أم لا.
كما يذكر التقرير أن إيران لم تتخل عن محاولاتها لترسيخ نفسها في سوريا ولبنان واليمن و تتمسك بالتخريب في الساحة الإقليمية بما في ذلك في محاولة لخلق تهديد ناري يحيط “بإسرائيل” ، خاصة من خلال الدفع بمشروع إنتاج صواريخ دقيقة لحزب الله في لبنان وأتباعها في سوريا والعراق ودول أخرى في المنطقة وهي تعمل على تجهيز أتباعها بآلاف الطائرات الهجومية غير مأهولة ذات مدى طيران يسمح لها بالتسلل إلى أجواء ” إسرائيل” من جميع الساحات.
ويشير التقرير إلى أن اشتداد اتجاهات الاستقطاب بين الفئات المختلفة في المجتمع “الإسرائيلي” والتحريض والضعف في بسط الحكم خاصة في الجيوب الخارجة عن السيطرة، وتآكل الثقة في “مؤسسات الدولة” تشكل تهديدا حقيقيا على الصمود والحصانة المجتمعية والأمن القومي، ويشير التقرير كذلك إلى أن التهديد الذي تشكله الخطوات الاجتماعية قد يتصاعد ويشتد في ظل الاستقطاب والانقسامات والتوترات والتطرف (الإيديولوجي واللفظي والمادي) فضلاً عن تآكل الثقة في مؤسسات الحكم .
وحذر الباحثون المستوى السياسي من أن الوضع يتطلب تغيير الأولويات الوطنية والتركيز على إعادة بسط الحكم داخل “الدولة” ورأب الانقسامات بين مختلف فئات المجتمع .
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يذكر التقرير أن هذه ليست ساحة ثانوية يمكن احتواؤها من خلال الأوهام الكاذبة المتمثلة في ما يسمى “تقليص الصراع ” ويرى الباحثون أن عدم وجود حل للصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني يشكل تهديداً خطيراً على هوية “إسرائيل” كدولة يهودية وديمقراطية وعلى مكانتها إلى جانب تحدٍ كبير قد يؤدي إلى توقف عمل السلطة الفلسطينية وبسط حكمها وتحدي مكانة “إسرائيل”في الساحة السياسية والقانونية الدولية.
وبحسب الباحثين في المعهد فإن الوضع الأمني في الضفة الغربية على وشك الغليان بسبب ضعف السلطة الفلسطينية واندماج الفصائل و”عصابات الشوارع” معا ضدها.
في هذه المرحلة يقدر المعهد أن الوضع في الضفة الغربية لا يزال تحت السيطرة؛ ويرجع ذلك أساسًا إلى الحفاظ على التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الأمنية ؛ لكن حسب باحثي المعهد فإن السلطة قد ضعفت وقد تصل إلى أن تتوقف عن أداء مهامها ووظائفها؛ في حين أن الإحباط المتزايد بين جيل الشباب الفلسطيني قد يدفع إلى التفكير في فكرة “الدولة الواحدة”
وحذر باحثو معهد دراسات الأمن القومي من أن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والنشطاء اليساريين، والخطاب حول ضم الضفة الغربية واستمرار البناء في المستوطنات له تداعيات على الساحة الدولية حيث تتزايد الانتقادات ضد “إسرائيل” التي تعمل على إحباط آفاق تنفيذ حل الدولتين لشعبين، و يشتد خطر اتخاذ إجراءات قانونية ضدها وتعريفها على أنها دولة فصل عنصري.
وبشأن التحديات على الساحة الدولية يذكر التقرير أن “إسرائيل” مجبرة على اختيار طرف في الصراع المتزايد بين القوى بين الولايات المتحدة والصين، وأن تستعد لمجموعة متنوعة من الأحداث المتطرفة بسبب تغير المناخ والأزمات الاقتصادية المتكررة وتغيير الأعراف في أعقاب وباء كورونا.
بالفيديو: سرايا القــدس تنشر لحظة استهداف جيّب للاحتلال بصاروخ موجه شرق غزة
شاهد: الاحتلال يصيب فلسطيني من ذوي الاعاقة بجروح خطيرة على حاجز قلنديا بالضفة
يستمر اعتماد “إسرائيل” على الدعم الأمريكي، لكن المساعدة التي يمكن أن تقدمها واشنطن تتآكل بسبب الاستقطاب الداخلي في الولايات المتحدة، وتركيز الاهتمام الأمريكي على المشاكل الداخلية والصراع ضد الصين على حساب الاهتمام بالشرق الأوسط.
في ظل هذه الخلفية يتضاءل استعداد الإدارة الأمريكية للاستماع باهتمام لمصالح “إسرائيل” واهتماماتها سواء فيما يتعلق بإيران أو في السياق الفلسطيني.
المصدر/ الهدهد