الرئيسية / العالم / مع تعثر المحادثات النووية: لمحة عن مدينة الصواريخ الإيرانية تحت الأرض

مع تعثر المحادثات النووية: لمحة عن مدينة الصواريخ الإيرانية تحت الأرض

القناة 12/ نير دفوري
المقال يعبر عن رأي كاتبه

على عمق عشرات الأمتار وفي أنفاق ضخمة، نشرت وسائل إعلام إيرانية رسومات لـ “مدينة الصواريخ” التي بنتها إيران تحت الأرض سراً في السنوات الأخيرة.

وفي الوقت نفسه، كشفت صور الأقمار الصناعية عن آخر الاستعدادات لإطلاق قمر صناعي إيراني إلى الفضاء، مع تلميح طهران إلى أنه يمكن استبداله برأس حربي.
ويقع موقع إطلاق صاروخ الخميني على بعد 250 كيلومترًا من طهران، وقد تم الكشف عنه في صور الأقمار الصناعية التي تظهر آخر الاستعدادات للإطلاق.

ويأتي القرار الإيراني بإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء قريبًا، وسط تعثر المحادثات النووية في فيينا، وبعد فشل الإطلاق السابق لقمر اتصالات صغير، كما يقول الإيرانيون إن لديهم 4 أقمار صناعية في مراحل مختلفة من التطوير.

فقرار إطلاق قمر صناعي ليس عرضيًا؛ إذ إن قاذفة الأقمار الصناعية الإيرانية هي في الواقع صاروخ باليستي، وهذه إشارة إلى قدرة طهران على إطلاق صواريخ على مدى يصل إلى 2000 كيلومتر.

كما أن تلميح إيران إلى أنه يمكن استبدال القمر الصناعي الموجود على رأس الصاروخ برأس حربي عادي أو غير تقليدي، يجب أن يكون مصدر قلق خاص لدولتين هما – وفقًا لخبراء “إسرائيليين” – “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية.

وبالتزامن مع ما نشرته وسائل الإعلام عن الاستعدادات لإطلاق القمر الصناعي، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية رسومات لـ “مدينة الصواريخ” تحت الأرض التي بنتها إيران سراً منذ سنوات عديدة ، وتم الكشف عنها لأول مرة منذ حوالي ستة أشهر.

وتقول مصادر “إسرائيلية” إن “كل شيء مخطط بعناية، فالإيرانيون لا ينشرون أي تفاصيل على وسائل الإعلام دون تحديد التوقيت والاتجاه”.

ويظهر الرسم دائرة الإطلاق على أنها مبنية على عمق عشرات الأمتار في الأرض، حيث تم حفر أنفاق ضخمة لتخزين ومعالجة وتجميع قاعات الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى هياكل صوامع ضخمة هي عبارة عن مرافق إطلاق ضخمة في باطن الأرض.

ويستعرض الخبراء “الإسرائيليون” المطلعون جيدًا على مدينة الصواريخ الإيرانية المراحل التقديرية للعملية في نظام مترو الأنفاق: من إخراج الصاروخ من التخزين والتركيب، مرورًا بتحميل الصواريخ على قاذفة سكة حديدية، وتجهيزه للإطلاق، وفتح غطاء السقف وإطلاق الصواريخ حتى العودة إلى نقطة التحميل، تستغرق هذه الجولة حوالي ساعة في صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وهو وقت سريع نسبيًا.

ما يقلق الخبراء في الغرب هو المعاني المستمدة من هذه القدرة: حقيقة أن كل شيء يحدث تحت الأرض ويتم إخفاؤه عن أعين الأقمار الصناعية ، يمكن أن تأتي عملية الاستعدادات الكاملة للإطلاق وأيضا إطلاق الصواريخ بصورة خفية ومفاجاة تماما، وقد تم بناء الموقع بالكامل تحت الأرض وهو محمي تمامًا من الهجوم.، كما يمتلك الإيرانيون في الواقع القدرة على إطلاق وابل من الصواريخ ، وتحقيق قدرة إطلاق سريعة نسبيًا لعدد كبير من الصواريخ واحدًا تلو الآخر أو معًا.

وأي شخص يعرف ويتابع هذه القدرة التي طورها الإيرانيون، يحذر من “صعوبة شديدة في تحديد مواقع الصواريخ” ، حيث لا توجد أي إشارات فوق الأرض تقريبًا على وجود موقع تحت الأرض.

هذا تحدٍ ليس فقط للاكتشاف من الجو ولكن أيضًا لقوة هجوم غربية ستحاول تحديد موقع حفر الإطلاق المحفورة جيدًا باستخدام أجهزة استشعار خاصة.

في الأشهر الأخيرة ، حددت الأقمار الصناعية الغربية عمليات “مشبوهة” في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة كاتاران للصواريخ الباليستية في مقاطعة كريمنشي، وأظهرت أجهزة تحليل الصور مواقع حفر الأنفاق وحفر أساسات المباني، وبحسب مصادر أمريكية، فإن هذه القاعدة هي نقطة انطلاق محتملة للصواريخ الباليستية على “إسرائيل” ودول الخليج وأوروبا.

كما كشفت صور أقمار التجسس الأمريكية عن عمليات في موقع آخر، إذ يقوم الحرس الثوري ببناء قاعدة صواريخ جديدة، بالقرب من حاجي أباد في محافظة هرمزجان، وهي أيضا قاعدة تحت الأرض.

و تعرف مصادر المخابرات الغربية أن إيران أقامت العديد من هذه المواقع – مدن الصواريخ – تحت الأرض، وقد تفاخرت مؤخرًا بامتلاكها أنفاقًا عميقة ومستودعات صواريخ تحت الجبال، ونشرت صورًا لهذه المواقع في وسائل الإعلام لكن لم يتم الكشف عن موقعها حتى الآن.

يشار إلى أن أحد المطالب الرئيسة “لإسرائيل” من الولايات المتحدة، والتي حملها كلٌّ من “وزير الجيش” ورئيس الموساد خلال زيارتهم لواشنطن الأسبوع الماضي، هو وقف كامل لبرنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية وإنتاجها، والحجة “الإسرائيلية” هي أنه لا توجد دولة تطور مثل هذه الصواريخ إلا لمهاجمة جيرانها، و “إسرائيل” قلقة للغاية بشأن المشروع الايراني و تحاول “إيران” باستمرار زيادة مدى ودقة صواريخها.

يذكر أنه في السنوات الأخيرة ، حدث عدد من التفجيرات الغامضة في قواعد صواريخ في إيران ، في محاولة لضرب موقع إنتاج محركات الصواريخ والقضاء على علماء الصواريخ ، وليس فقط العلماء النوويين، و لم يتحمل أحد المسؤولية عن هذه الأفعال.

المصدر/ الهدهد

شاهد أيضاً

بهدوء، دون أن يلاحظ أحد: الجبهة السورية تسخن

ترجمة امين خلف الله   والا العبري أصبحت الهجمات الإسرائيلية في سوريا أكثر تواترا وشدة: وفقا …

%d مدونون معجبون بهذه: