ترجمة الهدهد
يوسي يهوشوع/ يديعوت أحرنوت
المقال يعبر عن رأي كاتبه
إعلان جهاز ” الشاباك” الدراماتيكي أمس عن تقديم لائحة اتهام للاشتباه بالتجسس ضد عامل نظافة في منزل وزير الجيش بني جانتس هو أولاً وقبل كل شيء اعتراف بفشل ذريع للجهاز، وعلى الرغم من أن رجاله تمكنوا على الفور من التعرف على النداء الذي وجهه المدعى عليه لمجموعة من المتسللين المرتبطين بإيران – مباشرة عندما تم تنفيذها – إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعًا في الفحص المسبق قبل توليه وظيفته في منزل وزير الجيش.
كان للمتهم عمري غورين جوروشوفسكي – الذي كان يقوم بأعمال منزلية في بيت جانتس – سجل إجرامي ثري: تراكمت لديه خمس إدانات، و 14 قضية في الشرطة على مدى أكثر من عقد ، بما في ذلك عمليتا سطو على بنك وسرقة من منازل، وقد حكم عليه بالسجن أربع مرات، كان آخرها أربع سنوات.
فمثل هذا الشخص يجب ألا يقترب حتى من منطقة حساسة مثل منزل وزير الجيش الخاص، ومن المفترض أن يخضع جميع العاملين في مثل هذا المنزل – الذي يحتوي على مواد سرية وهاتف أحمر ، وأسرار سياسية وأمنية سرية – لفحص أمني أولي يليه فحص أمني آخر أكثر تعمقًا.
“جنود إسرائيليون اقتحموا منزلا سوريا وقتلوا أشخاصا فيه دون أي سبب”
صحيفة إسرائيلية: طائرات بدون طيار ومراقبة دقيقة هكذا اغتيل أبو العطا
هارتس : المعلومات المسربة من “شيربيت” الاسرائيلية تهدد حياة عاملين بأجهزة سرية
وكان من المقرر أيضا أن يخضع غورين لتفتيش دوري لجهاز ” الشاباك” لم يتم تنفيذه ، حيث تم اختراق شبكات الحماية.
يجب أن يؤخذ هذا الحادث على محمل الجد ، وكأن الإيرانيين يستمعون بالفعل لوزير الجيش: عامل النظافة في منزل وزير الجيش هو حلم كل جهاز استخباراتي في العالم.
وعلى الرغم من أن معظم اللوم العام يقع حاليًا على عاتق جهاز ” الشاباك” ، إلا أن ضابط الأمن في وزارة الجيش يتحمل أيضًا مسؤولية كبيرة عن فحص الأشخاص في بيئة وزير الجيش – من الكتّاب إلى عامل البستنة، وفي هذه الحالة لم يتم القيام بذلك.
يجب التمييز بشكل واضح بين المنع والإحباط: يتباهى جهاز ” الشاباك” بأن غورين ناشد الإيرانيين ونجحوا في إفشال حدث أكبر، يمكنك منحهم الفضل في ذلك، و لكن دور جهاز ” الشاباك” هو أيضًا المنع ، وفي هذه الحالة كان من الممكن أن يؤدي الفحص غير المعقد للسجل الجنائي إلى نتائج مختلفة.
سيجد رئيس الشاباك رونين بار أنه من الأسهل تنظيف صفوف الجهاز؛ لأن الحادث لم يحدث خلال فترة قيادته للجهاز، فإلى جانب جهاز ” الشاباك” فإن وزير الجيش يتحمل مسؤولية شخصية في فحص الأشخاص الذين يتجولون في منزله ، ويجوز بل وربما يتوقع منه طرح أسئلة عامة حتى لو لم يكن مسؤولاً عن الأمن.
صوّر غورين مؤخرًا بعض الأشياء في منزل جانتس وأرسلها إلى مجموعة قراصنة بلاك شادو في التليجرام، ومن بين العناصر التي تم تصويرها: مكتب ، وأجهزة كمبيوتر ، وهاتف ، وصندوق به ملصق يحمل اسم “الجيش الإسرائيلي” ، وصندوق وعليه ملصق بعنوان IP ، وخزنة مغلقة ، وآلة طحن ، وهدايا تذكارية عسكرية مقدمة للوزير بصفته رئيس الأركان.
وصوّر أيضا الوزير وأسرته ودفع الحسابات وضريبة الأملاك وغيرها.
على ما يبدو عندما تم قام بتقديم طلبه إلى مجموعة الهاكرز كان غورين بالفعل تحت مراقبة أنظار الشاباك – ولكن منذ ذلك الحين مر يومين حتى اعتقاله، وقد كان من الممكن أن يتسبب غورين في أضرار جسيمة: اذا نجح في تحقيق أقصى درجات التقارب، والحميمية قدر الإمكان ، بين مصدر إيراني مزعوم ووزير الجيش من خلال اتصال بجهاز كمبيوتر شخصي وهاتف أحمر ، وربما أيضًا عن طريق التصوير أو أخذ الوثائق.
الحقيقة أن غورين اجتاز فحص جهاز ” الشاباك” على الرغم من حقيقة أن فحص السجل الجنائي يعد أمرا أساسيا، ويبدو أنه من السهل إلقاء اللوم في الأمر على شخصية كبيرة ” في الجهاز” مما قد يتسبب في رد فعل عنيف: فقد تحملت جهاز الشاباك المسؤولية الكاملة عن الحادث وتقوم بالتحقيق فيه، لكن مثل هذا الفشل سوف يستلزم أيضًا استنتاجات شخصية.
صرّح جهاز ” الشاباك” بالفعل أنه في ضوء هذه القضية، فإنهم سيعيدون فحص عمليات التشخيص الأمني حول المسؤولين القريبين من تأمين الأفراد ، وقد تم بالفعل تعلم الدروس، وعلى التوالي، يتم صياغة إجراءات جديدة ونظرية عمل توفر حلاً في مواجهة مستوى التهديد وإمكانية حدوث ضرر.
المصدر/ الهدهد