تواصل تبادل الاتهامات بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية بشأن من يتحمل مسؤولية اشتباكات الخميس الدامية في بيروت، في حين ارتفع عدد الموقوفين على خلفية تلك الأحداث إلى 19 شخصا.
فقد قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الجمعة إن من يتحمّل مسؤوليّة ما حدث للمحتجين في بيروت “هو قياداتهم التي جرّتهم إلى هذا المكان بالذات”.
بعد اشتباكات في بيروت خلفت قتلى وجرحى.. اتهامات متبادلة بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية وعون يتوعد بالمحاسبة
وطالب جعجع خلال مقابلة صحفية بمحاكمة الذين جروا لبنان إلى الفتنة، مبديا عدم ممانعته في أي تدبير قضائي.
واعتبر أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في خطر، لافتا إلى أنه تجري عرقلتها يومياً وتوضعُ الألغام في وجهها، وأن اللغم اليوم قضائي.
وأكد جعجع أنه قبل أن تطلق أي رصاصة على المحتجين خلال مهاجمتهم منطقة عين الرمانة سقط 4 جرحى من أهالي المنطقة.
حزب الله: الهدف هو إشعال الفتنة
وفي المقابل، قال حزب الله اللبناني إن المسؤول عن أحداث منطقة الطيونة ببيروت هو حزب القوات اللبنانية (بزعامة سمير جعجع).
وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، خلال مراسم تشييع عدد من قتلى اشتباكات الخميس، أن الهدف مما حدث هو إشعال الفتنة، وصولا إلى حرب أهلية، معتبرا أن ما حصل كان كمينا استهدف المدنيين.
وأكد أن الحزب لن ينجرّ إليها، لكنه في الوقت نفسه لن يترك دماء شهدائه تذهب هدرا.
ومن جانبه، قال وزير الدفاع اللبناني إن الجيش لن يسمح بأي تجاوزات.
وكان حزب الله وحركة أمل قد اتهما الخميس حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار والقتل المتعمد للمعتصمين، في وقت نفى فيه حزب القوات هذه الاتهامات، وأكد أن ما حصل كان نتيجة ما سماها عملية الشحن والتحريض التي مارسها حزب الله بحق قاضي التحقيق في انفجار المرفأ.
والخميس، وقعت مواجهات مسلحة في شارع الطيونة الواقع بين منطقتي الشياح ذات الأغلبية الشيعية، وعين الرمانة-بدارو ذات الأغلبية المسيحية، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين معظمهم من المؤيدين لجماعتي حزب الله وحركة أمل.
19 موقوفا بتهم التورط في أحداث الطيونة
وقد أوقفت أجهزة الأمن اللبنانية 19 شخصا بتهمة تورطهم في أحداث بيروت الدامية، بحسب ما أفادت وكالة الإعلام الرسمية.
وقالت الوكالة، الجمعة، إن التحقيقات الأولية التي تجريها الأجهزة الأمنية في حوادث الطيونة بإشراف القضاء، أسفرت عن توقيف 19 شخصا ممن ثبت تورطهم في الاشتباك المسلح الذي أسفر عن سقوط 7 ضحايا وعشرات الجرحى.
وأضافت الوكالة، أن القضاء العسكري كلف استخبارات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية والميدانية، كما طلب من جهاز أمن الدولة والأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإجراء التحريات والاستقصاءات وجمع المعلومات عما حصل.
وأردفت أن القضاء العسكري طلب كذلك إجراء عملية مسح شاملة لكل كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لتحديد هويات جميع المسلحين من الطرفين.
تشييع القتلى وحداد عام
وقد شيع 3 من القتلى الذين سقطوا في اشتباكات الخميس في منطقة الطيونة جنوبي بيروت، في وقت عزز فيه الجيش اللبناني إجراءاته في منطقة الاشتباكات في تقاطع الشياح عين الرمانة، وذلك في ظل حداد عام وإغلاق حزنا على أرواح ضحايا الاشتباكات.
وشارك في مراسيم تشييع القتلى الثلاثة في الضاحية الجنوبية لبيروت مناصرون لكل من حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى عدد من علماء الدين، وكان الحزب نعى اثنين من المنتمين إليه، ونعت الحركة 3 من عناصرها.
رجل يفجّر عبوات ناسفة قرب مدينة صينية فيقتل نفسه و4 آخرين
رسائل تهديد وإهانات تطال مسجدا في السويد
كشف تفاصيل قتل الجيش الإسرائيلي لجندي أردني
وتخلل التشييع في ضاحية بيروت الجنوبية إطلاق رشقات نارية في الهواء، وهو أمر مألوف في مثل هذه المناسبات، وفق ما ذكره مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم، الذي أضاف أن المشاركين في الجنازة يطالبون السلطات بإجراء تحقيقات فيما جرى أمس الخميس لمعرفة المتسببين في سقوط قتلى وجرحى.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني للجزيرة بارتفاع عدد قتلى اشتباكات الخميس في منطقة الطَيّونة ومحيطها ببيروت إلى 7، وقالت وزارة الصحة إن شابا جريحا توفي اليوم الجمعة متأثر بإصابته.
ومن بين القتلى امرأة لديها 5 أبناء أصيبت بطلق ناري في رأسها خلال وجودها داخل منزلها، وأصيب في الاشتباكات 32 آخرون، وذكرت وزارة الصحة اليوم أن العدد الأكبر من الجرحى خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، ولا يزال 4 في طور العلاج.
أحداث الخميس
وبدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لحزب الله وحركة أمل، للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار.
وفي 2 يوليو/تموز الماضي، ادعى البيطار على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من أمل هما علي حسن خليل وغازي زعيتر، ورئيس الحكومة السابق حسان دياب، وهي الادعاءات التي رفضتها قوى سياسية بينها حزب الله، حيث اعتبر أمينه العام حسن نصر الله، الاثنين، أن عمل البيطار فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة.
وفي 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار هائل في المرفأ، وأودى بحياة 217 شخصا وأصاب نحو 7 آلاف آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أبنية سكنية وتجارية، وذلك لوجود نحو 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم، كانت مصادرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.
المصدر : الجزيرة + وكالات