الرئيسية / شئون إسرائيلية / اعترافات لضباط من جيش الاحتلال عن اسباب فشل محاولات تدمير إنفاق المقاومة في معركة ” سيف القدس”

اعترافات لضباط من جيش الاحتلال عن اسباب فشل محاولات تدمير إنفاق المقاومة في معركة ” سيف القدس”

الهدهد/ القناة12

يكشف خمسة من ضباط القيادة الجنوبية في جيش العدو عن المحاولات الفاشلة في تدمير إنفاق المقاومة في قطاع غزة خلال العدوان الأخير في مايو 2021م

وفي تصريحات للقناة العبرية 12 كشف الخمسة تباعا بان الخطة التي تم الاعداد لها منذ سنوات وتشمل هجوم بالطائرات والقوات البرية والتي كان يشرف على تنفيذها قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو اللواء اليعازر توليدانو وبمتابعة متواصلة من شعبة الاستخبارات العسكرية لجيش العدو

وأضافت القناة بان محاولة تدمير شبكة الأنفاق التابعة لحماس  على مدار عدة أيام وأثارت انتقادات بسبب فشل “عملية الخداع”، لكن هذا سبقه سنوات من الإعداد الدقيق التي اندمجت في خطة اطلق عليها “ضربة البرق” ، والتي تضمنت جمع المعلومات الاستخباراتية وتعقب العدو ، وتطوير مسارات عمل فعالة وصياغة تحركات للوعي.

وكان الهدف المطروح على الطاولة: جعل حماس تعتقد أن قوات جيش العدو على وشك الدخول إلى قطاع غزة من الأرض واستهدافها مما سيؤدي الى إيقاع الضرر بأكبر عدد ممكن من النشطاء والبنية التحتية السرية للمقاومة.

تحدد القناة بدء العملية والتي اطلق عليها جيش العدو – خلال العدوات على قاع غزة في مايو 2021 – اسم “مترو حماس” حيث بدأت العملية الساعة الحادية عشر ونصف ليلا حيث أصدر المتحدث باسم جيش  العدو  بيانًا  يهدف  التسبب  بقدر كبير من الارتباك والاضطراب في العالم: “القوات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي تهاجم قطاع غزة الآن”

ويهدف هذا البيان لخداع حماس بان هجومًا بريًا إسرائيليًا قد بدأ وأن قوات المقاومة التي من المفترض أن توقف هذا الاجتياح عليها الخروج من مخابئها لتقوم بعدها بإصدار بيان عقب هذه الخطوة تحت عنوان: “العدو ينفذ هجمات لإحداث الدمار والمقاومة تتصدى له”، كان هذا هو المتوقع من بيان الخداع للجيش العدو

وعند منتصف الليل هاجمت أول طائرة حربية تابعة لسلاح جو العدو قطاع غزة وانضمت إليها جميع القوات الجوية والمدفعية والمدرعات والهاون

وتضيف القناة نقلا عن الضباط الخمسة:” كان يمكن من خارج الغرف التي يجلس فيها رجال استخبارات العدو وقيادات جيشه ان تسمع صوت القصف والهجمات على قطاع غزة ويمكنك رؤيتها في الوقت الفعلي على الهواء مباشرة”.

وهاجم جيش العدو قطاع غزة ب160 طائرة مقاتلة من 12 سربًا مختلفًا، وقذائف مدفعية ودبابة نحو 150 هدفًا ، ودمرت عدة كيلومترات من شبكة الأنفاق الداخلية لحماس. حيث استمرت الهجمات المكثفة في تلك الليلة لحوالي 40 دقيقة متتالية

في ختام الهجمات اتضحت الصورة الكاملة التي تشير الى أن في الهجمات سببت فقط في استشهاد عدد قليل فقط من نشطاء حماس ، وهو عدد أقل بكثير مما قصدته إسرائيل.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الضباط كانوا غير راضين عن النتيجة وتعرضوا للانتقادات التي أثيرت  حول فشل “عملية الاحتيال”

يقول أحدهم “لقد كان إنجازًا ناجحًا، خرجنا بضربة مدهشة للبنية التحتية لحماس. وعندما تم تنفيذ الخطة، أدركنا أن النشطاء لن يتعرضوا للأذى بعد الآن وكان الهدف هو ضرب البنية التحتية، وخلق الردع وجعل المستوطنين يتفهمون كيف نعمل

وأضاف:” يوجد تحت الأرض لحماس مثل هذا الحجم الاستراتيجي، وبالكاد يمكن القول إنه كان هناك عدد أقل من النشطاء الذين قتلوا وتدمير العديد من الكيلومترات من الانفاق هو شيء ثمين لحماس.

وحول اسباب الفشل يقول أحدهم: “هناك قرارات في اللحظة الأخيرة حول الإنجازات المطلوبة وليس كل منا قادر على تحديدها بدقة، فالخشية من تعرض طائرات القوة الجوية للهجوم، فرغم أن حماس ليس لديها قوة جوية، ولكن طائراتهم المسيرة هي تحت الأرض وعلى الرغم من أن الطيارين لم يموتوا، إلا أن طائرات حماس “خرجت “.

وعند سؤاله هل تخشى أن يكون ملاحقة قادة حماس في العملية القادمة أكثر صعوبة بعد أن باءت محاولات القضاء على محمد الضيف بالفشل ولأن غزة أكثر وعيًا بقدرات إسرائيل؟

أجاب “أعتقد أن المقاومة متقدمة للغاية، لكننا نحاول دائمًا أن نتقدم خطوة واحدة ونرى التالي للحظة، حتى بعد عملية الجرف الصامد”(العدوان على غزة 2014م) قالوا إنه في العملية التالية سيكون الأمر أكثر صعوبة. العدو مثالي، (المقاومة) هذا صحيح ولا ينبغي الاستهانة به، نبحث عن الحلول الإبداعية لنتمكن من الإيقاع به في المرات القادمة “.

الصواريخ هي أقوى أداة تستخدمها حماس ضدنا

وأشارت القناة الى ان سلاح الجو لجيش العدو نفذ  7 طلعات  في 7 عمليات مختلفة خلال 11 يومًا من العدوان  ، وتمكن من تدمير حوالي 150 كيلومترًا من الأنفاق في جميع أنحاء قطاع غزة  من بيت حانون إلى رفح، في الوقت نفسه ، فإن التهديد الأكبر لإسرائيل هو الكمية الكبيرة من الأسلحة والترسانة التي لا تزال في أيدي حماس والجهاد الإسلامي والتي  يتم إنتاج معظمها بشكل مستقل في قطاع غزة ، وفي السنوات الأخيرة كان هناك أيضًا تحسن في مدى هذه الصواريخ ورؤوسها.

يعترف ضابط اخر يدعى (اي) “هذه قدرات أكثر تعقيدًا قليلاً “إن الجيش “الإسرائيلي” يبذل قصارى جهده لمحاولة إيجاد حلول كذا وكذا لهم. إنه شيء لن نتخلى عنه أبدًا، لكننا كنا نعلم دائمًا أنه أقوى أداة لحماس ضدنا “.

وحول إمكانيات جيش العدو للتصدي لقدرات المقاومة الصاروخية؟

اجابوا بانهم يعتقدون أن جيش العدو الإسرائيلي يتحسن ويتطور من وقت لآخر كما انه يتعلم مما يحدث معه   وهو في طريقه نحو التقدم والكفاءة وأضافوا بان القبة الحديدية هي افضل ما نملك وقد  كانت كالعادة ممتازة أيضًا ودعمتنا. لا أحد يريد أن يفكر فيما كان سيحدث بدونها.”

مترو” حماس نظرة من الداخل

تطور العالم السري في قطاع غزة قبل فترة طويلة من استيلاء حماس على السلطة قبل 14 عاما. مع اندلاع الانتفاضة الأولى، تم حفر الأنفاق الأولى في قطاع غزة، والتي استُخدمت في البداية لتهريب الأشخاص، ثم بدأت بعد ذلك في تهريب البضائع والأسلحة التي كانت تستخدم لزيادة القدرات العسكرية عبرها، على الرغم من استخدام الأنفاق الهجومية من قبل حماس قبل سنوات من “حلال صد العدوان في 2014” ، فقد تم تعزيز استخدام الأنفاق تحت الأرض كأداة استراتيجية بشكل كبير خلال هذه الفترة  والتي أصبحت المشروع الرائد لحماس.

إن “مترو” حماس، الذي تم حفره بشكل مكثف خلال السنوات القليلة الماضية، لم يحصل على هذا اللقب في الجيش الإسرائيلي من أجل لا شيء. قائد حماس العسكري محمد الضيف يقود شبكة الأنفاق الداخلية ويخصص عشرات الملايين من الدولارات شهريًا لـ تطوير بنية تحتية للمقاومة تحت الأرض: تُرجم البناء إلى سلسلة من الأعمال ضد “إسرائيل” من العمليات الهجومية إلى إطلاق قذائف الهاون.

وأصبحت المدينة الواقعة تحت الأرض صناعة غزية بالكامل وتشمل البنية التحتية للكهرباء والمراحيض والاستحمام وغرف الاستراحة والتنظيم للمقاومين وبطبيعة الحال، تمتعت شخصيات بارزة في حماس بظروف خاصة خلال العدوان الأخير على غزة في مايو 2021م ومكثوا في غرفة خاصة، تلقوا منها تحديثات منتظمة لأحداث العملية العسكرية، وأرسلوا تهديدات ضد “إسرائيل”، وطبعًا تم تزويدهم بالتقارير الواردة في الإعلام “الإسرائيلي.”

يقول أحد الضباط “لقد تعرضنا لضغوطات كبيرة، وقلة ساعات النوم وقلق مستمر فقط بفضل فهم مدى ضخامة هذا الشيء، (مترو حماس) تمكنت من وضع نفسي جانبًا لمدة أسبوعين وعدم التفكير في أي شيء آخر غير ذلك.”

ويضيف. “أعتقد أن الضرر الذي لحق بمترو حماس أمر بالغ الأهمية، لا سيما من حيث تصورهم كمنظمة بان الانفاق عنصر مركزي، وفي الواقع هم  يبتكرون ويصبحون أكثر كفاءة رغم اننا نتابعهم”.

يؤمن الملازم “هـ.” وهو أحد الضباط الخمسة في شعبة الاستخبارات في قيادة جيش العدو الجنوبية بضرورة النظر إلى حماس وتحليلها بمرور الوقت، وتحديد الفرص المتاحة أمامها أخيرًا لتحقيقها ضدها.

شاهد: الاحتلال يعدم فلسطينيا بالرصاص بالقرب من نابلس

شاهد…مأساة “الشيخ جراح” بالقدس…القصة الكاملة

شاهد: شهيدان ومصاب بالقرب من جنين برصاص الاحتلال

وعن خطة تدمير “مترو حماس” قال: “إنها مسألة سنوات من العمل مع عدو متغير وديناميكي، الأمر الذي يتطلب مراقبة أفعاله وتأثيراته، وعلى أساس هذه المراقبة، تُبنى الصورة وفق التي تحدد الأهداف “.

ورغم استخدام الذكاء الصناعي لتجميع الكميات الهائلة من المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها على مدار سنوات حول قدرات حماس من جهة وعن منظومة انفاقها والتي تمت معالجة كميات هائلة من المعلومات من خلال التطورات التكنولوجية التي جعل من الممكن إنشاء صورة واحدة واضحة، والتي تهدف الى التعرف على أصغر التفاصيل عن المقاومة لتحديد المفاصل التي يمكن ان تسبب لها الألم والممتلكات ذات الأهمية القصوى، وتأثير الضرر عليها والنقاط الحساسة بهدف تقويض استقرار حماس وتفكيرها وخططها العملياتية”.

ورغم ان إقرار هذه المجموعة من ضباط استخبارات جيش العدو بفشل خطة تدمير مترو حماس والقضاء على أكبر قدر من عناصرها إلا انهم يعتقدون مدى صعوبة التعامل مع قطاع غزة برغم اعتقادهم انهم قد سببوا الضرر بدرجة ما بمنظومة إنفاق حماس والذي يتطلب إعادة جهوزيتها لسنوات.

يقول أحدهم: إنه ليس شيئًا سينتهي. “في يوم واحد وليس في عملية واحدة، نعمل باستمرار ونتابع أحدث الأشياء، لنكون في أقوى درجة ممكنة ضد حماس فهي تنظيم شديد التحدي، عدواني ومندفع إما أنه لا يفعل شيئًا أو يفعل شيئا متكاملا بدرجة 100٪ “.

ووحول تأثير ما حدث في قطاع غزة على الساحة الشمالية في لبنان؟ أجاب أحدهم “عادة ما تحاول الساحة الشمالية أن تبقى هادئة قليلاً. إذا ساءت الأمور هناك، يكون الجو أكثر سخونة و” خطراً “، أعتقد أنهم عادة ما يتجنبون الأشياء التي لا يجب أن يتدخلوا فيها خصوصا على خلفية التوترات المستمرة مع قطاع غزة وخاصة بعد إحباط الهجوم الكبير الذي خطط له نشطاء حماس في الضفة الغربية، هناك خوف دائم من أننا قد ندخل في حرب استنزاف مفتوحة   جديدة مع المنظمات في غزة “.

المصدر/ الهدهد

 

شاهد أيضاً

ما عرفه نتنياهو قبل 7 أكتوبر: التحذيرات بشأن حماس والاغتيالات غير المصرح بها والموضوع الإيراني

ترحمة: أمين خلف الله  القناة 12 عمري مانيف بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما بدأت …

%d مدونون معجبون بهذه: