قضت شركة فيسبوك (Facebook) عطلة نهاية الأسبوع في تبرير موقفها، بعد أن كشفت سلسلة من القصص في صحيفة وول ستريت جورنال عن كيفية تقديم الشركة للربح المادي على حساب صحة وسلامة المليارات من مستخدميها.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت تسريبات لوثائق داخلية حصلت عليها من أحد موظفي فيسبوك تظهر تجاهل الشركة الأميركية للدراسات التي أجريت داخل الشركة حول تأثير فيسبوك السيئ في بعض القضايا، منها انتشار المعلومات المضللة بشأن الحصول على لقاح كوفيد-19 وتأثير إنستغرام السيئ على الصحة النفسية للفتيات المراهقات.
وقد ذكرت الوثائق المسربة أن إدارة فيسبوك متمثلة في مارك زوكربيرغ كانت تعلم بنتائج هذه الدراسات، ولكنها قررت تجاهلها ورفض بعض المقترحات من الباحثين داخل الشركة خوفا من تأثيرها على الأرباح.
تعامل فيسبوك التاريخي مع الفضائح
هذا نمط معروف لأولئك الذين تابعوا عملاق الشبكات الاجتماعية على مدى السنوات القليلة الماضية. حيث يتم نشر الحكايات المقلقة حول فيسبوك وسلوك قادته من قبل وسائل الإعلام، تليها عاصفة نارية من الانتقادات والتهديدات من قبل المشرعين لمحاولة تنظيم الشركة واستدعاء كبار المسؤولين التنفيذيين أمام الكونغرس.
ثم تعتذر فيسبوك بفتور، وبعدها توجه الضربات الشديدة للمسربين الذين كانوا موظفين في الشركة.
رد فيسبوك على الفضيحة الأخيرة
يوم السبت، بعد سلسلة متعمقة من صحيفة وول ستريت جورنال، نشر نيك كليج، نائب رئيس الشؤون العالمية في فيسبوك، منشور مدونة بعنوان “ما الذي أخطأت صحيفة وول ستريت جورنال فيه حول فيسبوك”.
وقال كليج في المنشور إن سلسلة المقالات التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال ركزت على بعض “أصعب المشكلات التي نواجهها كشركة، بدءًا من تعديل المحتوى والمعلومات الخاطئة عن اللقاحات، إلى التوزيع الحسابي ورفاهية المراهقين”.
وتابع “هذه قضايا خطيرة ومعقدة، ومن المشروع تمامًا أن نحاسب على كيفية تعاملنا معها. لكن هذه القصص احتوت على توصيفات خاطئة متعمدة، واتهمت الإدارة بوجود دوافع خاطئة بشكل فاضح”.
WifiNanScan .. تطبيق من جوجل لقياس المسافة بين الهواتف
هل تريد الانضمام إلى كلوب هاوس نادي الأثرياء السري؟ إليك 10 أدوات ستجعل تجربتك له فائقة
مايكروسوفت: مجموعات قرصنة مدعومة دولياً حاولوا قرصنة شركات أدوية وباحثون لسرقة أسرار لقاح كوفيد-19
وذكر كليج في المدونة أن أحد هذه الادعاءات هو أن إدارة فيسبوك تتجاهل وترفض الدراسات والمقترحات التي لا تخدم مصالح الشركة، بشكل متعمد وممنهج.
ويرى كليج في هذا الادعاء تقويضا لجهد الخبراء والمهندسين والاستشاريين الذين يعملون في الشركة ويقومون بجهد كبير لتحسين جودة منتجات الشركة، بناء على معلومات مجتزأة من تقارير مسربة لإظهار فيسبوك بشكل سيئ، بحسب ما نشره في المدونة.
الحقيقة من وجهة نظر فيسبوك
وفي معرض دفاعه عن الشركة، ذكر كليج جهود شركته في مكافحة المعلومات المضللة التي طغت بطريقة ما على استجابة الجمهور مع تلقي لقاح كوفيد-19، ويرى أن تقرير وول ستريت جورنال تجاهل الحقيقة الأكثر أهمية “أن التردد بشأن اللقاح بين مستخدمي فيسبوك في الولايات المتحدة قد انخفض بنحو 50% منذ يناير/كانون الثاني” وأرجع ذلك للتعاون الوثيق بين فيسبوك والمنظمات الصحية في نشر الحقائق التي تعزز أخذ اللقاحات بشكل فعال، رغم وجود التعليقات السلبية.
أما بخصوص تأثير فيسبوك على صحة المراهقين، فقد أشار كليج إلى أن الباحثين في هذا المجال لم يستقروا على وجهة نظر محددة حول التقاطع بين وسائل التواصل الاجتماعي وصحة المستخدمين.
والحقيقة الواضحة -بحسب كليج- هي أن البحث في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناس لا يزال ناشئًا ومتطورًا نسبيًا، ووسائل التواصل الاجتماعي نفسها تتغير بسرعة.
وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لفهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناس، وأن كل دراسة لها حدود ومحاذير، لذلك لن تكون أي دراسة قاطعة. وهو يرى أننا بحاجة إلى الاعتماد على هيئة متطورة لعمل البحوث وبأساليب متعددة بحسب ما ذكرته المدونة.
المشاكل أكبر من فيسبوك
وختم كليج بأن فيسبوك تتفهم المسؤولية الكبيرة التي تأتي مع تشغيل منصة عالمية. ويقول إنها تأخذ الأمر على محمل الجد، ولا تخجل من التدقيق والنقد.
ولكنها -أي فيسبوك- “ترفض بشكل أساسي هذا الوصف الخاطئ لعملنا والطعن في دوافع الشركة” ويتابع “أتمنى أن تكون هناك إجابات سهلة لهذه القضايا، وأن الخيارات التي قد نتخذها لن تأتي مع تضحيات صعبة. ولكن هذا هو العالم الذي نعيش فيه”، مضيفا “سنواصل الاستثمار في البحث في هذه القضايا الخطيرة والمعقدة. سنواصل طرح الأسئلة الصعبة على أنفسنا. وسنستمر في تحسين منتجاتنا وخدماتنا نتيجة لذلك”.
من جانب آخر، ذكر تقرير لموقع سي إن بي سي (CNBC) أن رد نيك كليج، نائب رئيس الشؤون العالمية في فيسبوك، لم يدحض أي حقائق محددة نقلتها الصحيفة، كما لاحظ مراسلو الصحيفة.
كما أن عدم القدرة على توظيف الخبراء المناسبين لبحث هذه المشاكل الكبيرة، حتى بعد ورودها من قبل بعض الباحثين كما قالت الشركة، يعد عذرًا سيئًا بالنسبة لشركة تبلغ قيمتها تريليون دولار، وحققت 86 مليار دولار من العائدات العام الماضي وحوالي 30 مليار دولار من الأرباح.
وختم تقرير سي إن بي سي بأنه اعتمادا على تاريخ الشركة في الانتهاكات، فلا ينبغي أن نتوقع أي تغييرات جذرية من فيسبوك، إذا ما استمر المستثمرون في شراء الأسهم وفشل المنظمون في التصرف مع هذه التقارير.
المصدر : مواقع إلكترونية + الجزيرة